* قدّم الاقتصاديون خلال الأيام الماضية تحليلات تفصيلية لـ(ميزانية المملكة لعام 2022م)، حيث أوضحوا بأنها حملت جملة من المؤشرات الإيجابية، ومنها: التأكيد على قوة ومتانة ومرونة الاقتصاد، وعلى استجابته السريعة والكبيرة للخطوات والبرامج الإصلاحية التي أقرتها الحكومة كـ»الشفافية المالية، ومكافحة الفساد، والكفاءة في الإنفاق، والعمل الجادّ لتنويع مصادر الدَّخل»؛ الأمر الذي مكّن الاقتصاد السعودي من تجاوز الصعوبات مهما كانت طويلة في مدتها وقاسية في آثارها وتبعاتها.
* تلك الأطروحات والتحليلات لاشكَّ مهمة في تعاطيها مع (لغة الأرقام المالية ومدلولاتها ومعطياتها)، لكن من وجهة نظري أنّ القراءة الفاحصة لمسارات إنفاق تلك الأرقام المليارِية، ستخرج مؤكدة ومُعلنة (إنسانية الميزانية السعودية) وبامتياز.
* ومن شواهد ذلك: أن (الإنسان السعودي) هـو الحاضر الأبرز والأهـم في أرقامها ومصروفاتها؛ تبصم على ذلك الميزانيات المفتوحة لحمايته ومعه أخوه المقيم من (جائحة كورونا)، صحياً ومعيشياً، من خلال العديد من برامج ومبادرات الدعم والمساندة النوعيّة والسّخيّة، يضاف لذلك استمرار الإنفاق العالي على قطاعات ذات أولوية بالنسبة للمواطن، ولها تماسّ مباشر مع حياته كـ(الصحة والتعليم والشؤون البلدية والتنمويّة، ورقمنة الخدمات)، وهناك التركيز في مخصصات الصّرف على المشروعات الكبرى التي تخدم المواطن، بما يكفل تحسين نمط حياته اليومية في حاضره، والبحث عن رفاهيته وتحقيق التنمية المستدامة في مستقبله.
* أيضاً من الصور الإنسانية الدائمة التي ترسمها الميزانية السعودية المساهمة في عون ومساعدة وإغاثة المحتاجين في مهام أخوية صادقة ينفذها مركز الملك سلمان العالمي للإغاثة في مختلف أنحاء المعمورة، دون النظر لأية مصالح أو اثْنِيّات دينية أو عرقيّة.
* أخيراً ميزانية المملكة 2022م ليست أرقاماً فقط، بل هي روحٌ سرت في شرايين الشعب السعودي، لتزِيد من تفاؤله في اقتصاد بلاده، ولتعزز من ثقته بقيادته الحكيمة، وقدرتها -بعد فضل الله تعالى- على الإبحار بمركب الوطن نحو موانئ الأمن والاستقرار والخير والرخاء مهما ارتفعت الأمواج، وتعالت أصوات ضجيج التحديات.