لا يزال خبراء منظمة الصحة العالمية منشغلين بالاجتماعات المتلاحقة لتقييم متحور فيروس كورونا الجديد، ولا تزال المفوضية الأوروبية تغلق أجواءها أمام الرحلات الآتية من جنوب إفريقيا، فيما لا تزال وكالة الأمن الصحي تحذر بأن هذه السلالة: تحتوي على «بروتين سبايك» يختلف تماماً عن البروتين الموجود بفيروس كورونا الأصلي الذي صنعت لقاحات لمواجهته، وكأنهم (ساديين) يتلذذون بإيقاع الألم على الآخرين لفظياً وجسدياً! اليوم كورونا -لم يعد غريباً عنا- حتى وإن حاول الاختباء خلف قناع (أوميكرون)، وبالتالي يفترض أن نضع سلامة الإنسان عملياً واقتصادياً بالتوازي مع سلامته البدنية، وأن نكرس كل خبراتنا السابقة معه لحماية أفراد مجتمعنا من مضاعفاته الشديدة كالفصل والطلاق والبطالة. حين سمعت خبر عودة كورونا، جذبتني الذكرى، فتناولت جوالي، وفتحت ألبوم الصور، لأصدم بمظهري وأنا معفي اللحية أشعث أغبر أعيش حالة استنفار وتأهب، كمحارب يرابط صامداً بخندق جبهة قتال أمام عدوان غاشم، وما أن انتهيت حتى دلفت بائساً للرسائل الخاصة بمواقع التواصل، لأسترجع الكم الهائل لطلبات المشورة التي وردتني حينها -والتي أبديت الرأي حولها جميعاً- وكانت تتمحور حول: هل يعد كورونا قوة قاهرة؟ هل يحق للشركة قطع رزقي ورزق زملائي ونحن نصارع هذا الوباء؟ زوجي لا يخرج ولا ينفق فما الإجراء المتبع للطلاق والخلاص منه؟!
لا تزال دول العالم تتعامل -كما جاء بديباجة هذا المقال- مع أخبار متحور كورونا الجديد (أوميكرون)، بشيء من الترهيب والتخويف وكأنه حدث غريب، وهو ما سينعكس سلباً على قرارات الجهات صاحبة النفوذ تجاه الطرف الأضعف بتعاقداتها كالعمال والمستهلكين والمنشآت الصغيرة، في حين أن الواقع يقول: إن كورونا حتى ولو جاء بقناع متحور جديد لم يعد يصنف قانونياً: قوة قاهرة أو حادث فجائي بل حالة طارئة مثله مثل هطول الأمطار أو انتشار الغبار يمكن معالجته في حينه بقرارات احترازية مؤقته كتشريع الغياب أو العمل عن بعد أو التعليق مدفوع الأجر.
اليوم أحضر كمحام كافة الجلسات القضائية أمام مختلف المحاكم -عن بعد- عبر منصة (ناجز) ولم أحتج يوماً أمام تقنيتها العالية لمراجعة مقارها، اليوم يتلقى أبناؤنا الدروس اليومية ويؤدون اختباراتهم الفصلية عبر منصة (مدرستي) كما لو كانوا جالسين على مقاعدهم داخل الفصول الدراسية، اليوم يؤدي الموظفون الحكوميون والأهليون أغلب مهامهم الوظيفية حتى وهم على مكاتبهم بذات كيفية وطريقة (العمل عن بعد) محققين أرباحاً مهولة، ولكن بمجرد إعلان حظر التجول: ستتظاهر الجهات الربحية بالشيخوخة وعدم قدرتها على النهوض والسير وخدمة نفسها لتستفيد من تلقي المعونة الحكومية!
لقد بات الكمام ومطهر اليدين وتطبيق توكلنا من أهم كمالياتنا الشخصية التي ترافقنا أينما ذهبنا وعلى مدار الساعة مثلها مثل الجوال ومفتاح السيارة، لقد بات الوعي المجتمعي بوباء كورونا أكثر بكثير من أي مخاطر قد تحاك أو ترتكب ضدنا، لقد تجاوزنا مرحلة الخوف والانبطاح لهذا الوباء لمرحلة المواجهة والانتصار عليه، حتى أنه بات بإمكان أي منا وهو بكامل أناقته واحترازاته وابتسامته التقاط صورة تذكارية مع هذا الوباء، معلقاً عليها؛ كورونا.. صار منا وفينا!
لا تزال دول العالم تتعامل -كما جاء بديباجة هذا المقال- مع أخبار متحور كورونا الجديد (أوميكرون)، بشيء من الترهيب والتخويف وكأنه حدث غريب، وهو ما سينعكس سلباً على قرارات الجهات صاحبة النفوذ تجاه الطرف الأضعف بتعاقداتها كالعمال والمستهلكين والمنشآت الصغيرة، في حين أن الواقع يقول: إن كورونا حتى ولو جاء بقناع متحور جديد لم يعد يصنف قانونياً: قوة قاهرة أو حادث فجائي بل حالة طارئة مثله مثل هطول الأمطار أو انتشار الغبار يمكن معالجته في حينه بقرارات احترازية مؤقته كتشريع الغياب أو العمل عن بعد أو التعليق مدفوع الأجر.
اليوم أحضر كمحام كافة الجلسات القضائية أمام مختلف المحاكم -عن بعد- عبر منصة (ناجز) ولم أحتج يوماً أمام تقنيتها العالية لمراجعة مقارها، اليوم يتلقى أبناؤنا الدروس اليومية ويؤدون اختباراتهم الفصلية عبر منصة (مدرستي) كما لو كانوا جالسين على مقاعدهم داخل الفصول الدراسية، اليوم يؤدي الموظفون الحكوميون والأهليون أغلب مهامهم الوظيفية حتى وهم على مكاتبهم بذات كيفية وطريقة (العمل عن بعد) محققين أرباحاً مهولة، ولكن بمجرد إعلان حظر التجول: ستتظاهر الجهات الربحية بالشيخوخة وعدم قدرتها على النهوض والسير وخدمة نفسها لتستفيد من تلقي المعونة الحكومية!
لقد بات الكمام ومطهر اليدين وتطبيق توكلنا من أهم كمالياتنا الشخصية التي ترافقنا أينما ذهبنا وعلى مدار الساعة مثلها مثل الجوال ومفتاح السيارة، لقد بات الوعي المجتمعي بوباء كورونا أكثر بكثير من أي مخاطر قد تحاك أو ترتكب ضدنا، لقد تجاوزنا مرحلة الخوف والانبطاح لهذا الوباء لمرحلة المواجهة والانتصار عليه، حتى أنه بات بإمكان أي منا وهو بكامل أناقته واحترازاته وابتسامته التقاط صورة تذكارية مع هذا الوباء، معلقاً عليها؛ كورونا.. صار منا وفينا!