عندما يريد الله تعالى الحماية والعلو لكائنٍ من كان، فلن يستطيع جميع البشر بكل ما أوتوا من قوة أن يهزّوا تلك المكانة التي منحها الله سبحانه وتعالى لذلك الكائن، وهذا ما يمكن قياسه على واقع الحال للمملكة العربية السعودية؛ وما تتعرَّض له تباعاً من المحاولات الحاقدة والبائسة في نفس الوقت من قِبَل الأعداء المحيطين بها، الظاهرين منهم بفعلهم، والمستترين خلف الأسباب، ولكن الله عز وجل في كل تلك المحاولات ينصر هذا البلد العظيم، ويحبط تلك المحاولات التي تعود على مدبِّريها دوماً بالذل والخسران، ولعل التمثيل على ذلك يطول ويتشعَّب، لكن يكفينا ذكر ما يحدث خلال العقد الحالي من تلك المحاولات الفاشلة التي يحاول أصحابها -حكومات أو أفراداً- زعزعة أمنها واستقرارها، وإثارة البلبلة حولها باختلاق المكذوبات التي تخص أنظمتها، وتسعى لنشر صور التشويه لقادتها، كما حدث على سبيل المثال لا الحصر في قضية خاشقجي، وما تقوم به الإدارة الديمقراطية الأمريكية من محاولات ابتزازية بمختلف السبل؛ في محاولة لإبقاء المملكة ومقدراتها تحت سيطرتهم، لاستنزاف تلك الثروات، لكن قيادتنا ألجمتهم ووقفت ندًّا في وجه ما يقومون به من محاولات، حتى تحوَّلوا إلى الجانب الأضعف المتوسِّل أمام حِنكة وحكمة قادتها -رعاهم الله- وما تقوم به إيران وأذرعها في المنطقة من محاولاتٍ باءت بالفشل الذريع جميعاً، لكن اللافت الذي يدعو للفخر والاعتزاز أنه رغم كل تلك المحاولات وتلك الحرب التي استمرت سبع سنوات -وكان الهدف منها استنزاف القوة، وهزَّ المكانة للمملكة- وبالرغم مما تُقدِّمه السعودية من دعمٍ مستمر بالمليارات للأشقاء والأصدقاء، إلا أن الموازنة التي أُعلِنت قَبل أيَّام للمملكة العربية السعودية بيَّنت أن هنالك فائضاً يُقدَّر بحوالى 90 مليار ريال، بالإضافة إلى عشرات المشاريع المليارية العملاقة التي ما زال تنفيذها قائماً خلال خطتنا الطموحة 2030، وغير ذلك احتلال المملكة مكانها بين دول العشرين الأعلى اقتصاداً في العالم، وهذا ورب الكعبة أمرٌ عجب يدعو للفخر والاعتزاز لحكومتها وشعبها، الذي يقف داعماً لقيادته، وضحَّى بالكثير أمام كل تلك التحديات، ولنا أن نقول أمام كل تلك المحاولات البائسة: كيف ببلدٍ كرمه الله سبحانه وتعالى باحتضان أطهر البقاع على الأرض -بيته الحرام، وقبر ومسجد نبيه خير البشرية-؟ وكيف ببلد أيده الله بثرواتٍ بباطن الأرض وعلى ظهرها؟ وكيف ببلدٍ أياديه ومساعداته المالية والعينية تصل إلى الكثير من بلدان العالم، سواء كانوا أشقاء أو أصدقاء؟ ولنا جميعاً أن نُفاخر بهذا الوطن العظيم، وبقادتهِ الحكماء ونقول: «والله ما مثلك بها الدنيا بلد». والله من وراء القصد.