.. حظي الخطاب السنوي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمام مجلس الشورى بالكثير من المتابعات والتحليلات والقراءات المختلفة من قبل المحللين والخبراء والوكالات الإعلامية بسبب ما حواه من مضامين هامة (سعوديًا وإقليميًا وعالميًا)...
*****
.. الخطاب كان شفافًا ومباشرًا وفي ذات الوقت كان ثريًا بشموليته، فجاء كخارطة طريق للكثير من القضايا الإقليمية والدولية، ومنهاجًا واضحًا للسياسات السعودية داخليًا وخارجيًا...
*****
.. وفي الخطاب كانت هناك رسائل سياسية موجهة تتعلق بأوضاع منطقتنا العربية والعالم وما يجري فيها من أحداث وحلول مواجهتها.. ولا شك بأن رسالته لإيران تعتبر واحدة من أهم تلك الرسائل...
*****
.. لا أحد ينكر أن إيران دولة ذات ثقل سياسي وعسكري يجاور العالم العربي، وأيضًا دولة صانعة ومحركة للكثير من الأحداث ومؤثرة بشكل مباشر على الأمن العربي سواء من خلال أيدلوجيتها الدينية، أو من خلال أذرعها في المنطقة.. وما يحدث في اليمن وسوريا ولبنان والعراق، وما تعيث به من فوضى ودمار مليشيات الحوثي وحزب الله والمليشيات الموالية لإيران في العراق، هو صنيعة إيرانية بامتياز...
*****
.. هذا جانب.. في الجانب الآخر، دعوني أتخيل السيناريو الأسوأ، لو قامت حرب غربية إيرانية.. هل سينجو أحد من تأثيراتها؟ أعتقد أن دول المنطقة ستكون أولى الضحايا قبل الغرب القابع فيما وراء البحار.. أنا لا أتحدث عن أعمال عسكرية مباشرة، ولكن حتى على مستوى التأثيرات...
*****
.. إذًا من المصالح العليا لدول المنطقة أن يعم الأمن والسلام، ونتفرغ للنمو والازدهار، ومن أجل تحقيق السلام في المنطقة لابد أن تعي إيران دورها وتقاطع مصالحها معنا وتتخلى عن سلوكياتها السلبية، وعلى طاولة الحوار يكون حل كل المشاكل العالقة...
*****
.. وحول هذا كانت الرسالة واضحة ومباشرة «إن إيران دولة جارة للمملكة ونأمل في أن تغير من سياستها وسلوكها السلبي في المنطقة وأن تتجه نحو الحوار والتعاون». بل ومن قبل ذهب سمو ولي العهد إلى شفافية كبيرة لو أحسنت التقاطها إيران: «كل ما نطمح له أن تكون لدينا علاقات طيبة ومميزة مع إيران، لا نريد أن يكون وضع إيران صعبًا، نريد إيران أن تكون مزدهرة».. وصافح بمثل هذا الكلام الأمير سعود الفيصل -رحمه الله- آذان خامنئي في طهران.. وتصريحات المسؤولين السعوديين تنطلق من ذات المشكاة...
*****
.. إيمان إيران الحقيقي بأهمية الأمن والسلام في المنطقة وبكل قيم الجوار سيمثل بوادر إيجابية نحو حلول الكثير من المشاكل، وعلى طاولة الحوار ستكون الكثير من الانفراجات.. فهل ستجد رسالة الملك سلمان آذانًا صاغية من إيران..؟!