* الحكاية باختصار وزارة التعليم بمصر طبَّقَت بداية العام الدراسي الحالي (2021م) منهجاً جديداً على «طلاب وطالبات السنة الرابعة الابتدائية»، مؤكدة بأنه الأقوى والأفضل عالمياً في هذه المرحلة، وأنه انطلاقة جادة لتطوير التعليم، لكن أولياء الأمور وحتى نخبة من المتخصصين، صَرخوا بـ(لا يناسِـب أبداً الملكات الاستيعابية للتلاميذ)، خاصة ولم يسبق تأسيسهم للتعامل مع مواده وموضوعاته، إضافة لعدم قدرة معظم المدرسين على إتقانه، وبالتالي كانوا عاجزين عن الوصول به لطلابهم!!
*****
* الأمر أثار ضجة واسعة في ساحات ومساحات مواقع التواصل، ومنصات الإعلام في مصر، ولذا استدعى البرلمان وزير التربية والتعليم للمناقشة، وحملت إحدى مداخلات أعضائه سؤال للوزير نَصُّهُ: (كم عدد أَظَافِر طائِر البَطْرِيق؟)، باعتبار ذلك ضمن مكونات المنهج الجديد!!
*****
* هذا الموضوع بكل أبعاده وتبعاته ذكرني بما يحدث في (مناهجنا الدراسية) بين فَتْرَة وحِيْن مِن تعديلات وإلغاءات، وقصّ ولصق دون مبررات واضحة جاءت من دراسات علمية جادة، فكلُّ وزير أو مسؤول يأتي يَفْرِض مع فريقه مرئياتهم وقناعاتهم الخاصة!
* فهؤلاء يرون أهمية (مادة التربية الوطنية)، وآخَرون يلغونها، وأولئك يُقَلِّصون مفردات «اللغة العربية»، فيما يرفعون لِواء (الصينية)، مع أنّ الصينيين إنما غزوا العالم بصناعاتهم وليس بلغاتهم، أيضاً أَتوا حديثاً بـ(السَّيِّدَة الفلسفة) زاعمين البحث عن (سُقْراطِيّة وأَفْلاطُوْنِيّة طُلابنَا)، وهكذا يتواصل التغيير في مناهجنا، دون أن نعرف لِمَا وُلِدَت؟، وبعد ذلك لماذا وُئِدَت؟
*****
* يا عَرب مع التقدير للجميع، والثناء على حرصهم وصِدق اجتهاداتهم.. أولئك المُتَقِدمون عنَّا في كلِّ شيء، أساس إبداعاتهم (تعليم متطور)، وهم قد صنعوا عجلة منظومة مناهجهم ومدارسهم وحلقوا بها حاضراً ومستقبلاً، فلماذا يضيع الجُهْد والوقت بمحاولات إعادة تصنيعها؟! فقط أفيدوا -حفظكم الله تعالى- من التجارب الناجحة وسلامَتكُم، وسلامَة (السَّيّد البَطريْق) الذي لا أعْرِف عدد أَصابعه أو أظَافِره)!!