Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الزي الجازاني .. جمال التراث يسير على قدمين

الأصالة تكسو الأجساد والبعيثران يفوح من تحت المظلة

A A
يتميز الزي الشعبي التراثي الجازاني بأشكاله المتعددة وبحقبة الزمنية التراثية المختلفة، وهو زي يسمتد ألوانه الجذابة وأنساقة الجميلة من طبيعة المكان بما يعطي الدلالة التراثية لمنطقة جازان، وينقسم الزي التراثي إلى قسمين: جبلي وساحلي.

والزي الجازاني يتميز بتنوع فـي الخامات والطراز والموديلات والألوان وهو يعكس صور اللبس الشعبي الذي مازال محافظًا على أصالته وحضارته إلى وقتنا الحاضر..





زي ثري في تنوعه

فاطمة الغزواني حرفية خياطة شعبيات من محافظة العيدابي قالت: إن الزي الشعبي الجبلي يتميز بتنوعه في الخامة والألوان كما ينقسم إلى قسمين: المرتفعات الجبلية البارده كجبال مصيدة وصماد يرتدين النساء الخامات التي تمتاز بالدفء والسُمك «كالسدرة التي تتكون من المخمل أو من قماش القطيفة المزخرفة بخيوط الحرير اللامع كذلك الإزار الذي يُصنع من الحرير المنسوج ببعض الخيوط الملونة مضيفين لباقي الزي الطرحة أو ما يُسمونها «القطاعة» والتي بالغالب تكون من خامة القطن و يُزيّن أطرفها بألوان مختلفة من الخيوط التي تتناغم بشكلها وألوانها مع باقي زيّها السدرة والإزار، وفي المنخفظات من سهول بلغازي (الحباطة، العيدابي حالياً) وما جاورها والتي تتميز أجواؤها بالدفء، كما ترتدي المرأة الغزوانية السدرة من قماش القطن أو المبروم أو النعماني والذي يقمن النساء بدباغته بمادة النيلة في ذلك الزمان لتمنح القماش لونًا غامقًا بالإضافة إلى أن يعمل النساء بأنفسهن ما يفضلن من زينة على ما يقتنين من ملبوسات فهناك من تضيف الخرز للسدرة والطرحة وتتفنن بأشكال هندسية في الزخارف وفي المناسبات والأعياد يقمن النساء بإعادة دباغة الملابس القديمة لتجديدها وإعادة لبسها.. ولا زال البعض منهن حتى يومنا يعتنين بلبسهن الريفي الجبلي الساتر الذي يمثل هويتهن امتدادًا لما نشأن عليه من عهد الآباء والأجداد. وطبعاً أنا كحرفية خياطة شعبيات حاولت إعادة الزي التراثي بعدة أشكال تناسب الحاضر وتناسب الماضي ولأجل أن يتقبل الجيل الجديد الزي التراثي أدخلت عليه حركات جديدة من نفس خامات الزي الشعبي ولاحظت عليه إقبالًا من خلال مشاركاتي في المهرجانات والبازارات وبإذن الله نعيد الزي الشعبي للواجهة بعدة أشكال متدرجة بين ماضٍ وحاضر ونطور منه قدر المستطاع..

IMG-20211222-WA0008



EW3434543



الزي الشعبي خيار الجميع

وقالت ثريا محمد الجابري من محافظة العارضة بمنطقة جازان إن كبار السن يلبسون الزي الشعبي لأنه معروف لديهم من حيث الاقتناء ولا زالوا يحافظون على هذا التقليد الذي يعبر عن تراث المنطقة نظراً لكون أهالي جازان يفضلون ارتداء الملابس الشعبية لتعكس تراث المنطقة. وقد أصبح الزي الشعبي الخيار الأكثر للرجال والأطفال والنساء بمنطقة جازان أثناء المناسبات حيث أكثر ما يشد انتباهي في اللبس التقليدي الأصالة التي مازالت محفوظة، ونساء جازان مازالن يتمسكن بالزي الشعبي في كثير من المناسبات فالخامة المشغولة عليها تعد بحرفية متناسقة وطريقة دمج الألوان فيها مما تجعل الأكثر جذبا لها..

IMG-20211222-WA0010





تجسيد التراث

-وقالت نورة علي جابر سلمي الريثي وفاطمة يحي هادي المصغري الريثي من محافظة الريث بجازان: إن محافظة الريث لازالت كبقية المحافظات تحافظ على زيها التراثي الذي يعكس الامتداد التاريخي التراثي للمنطقة وتمثل الملابس الشعبية أحد عناصر هذا التراث والتي تتميز بالوانها وسماكة منسوجاتها وبساطتها وتتكون:

- أولا الملابس الشعبية النسائية الجبلية بالريث

١- الصدرة (المدرعة) وهي ثوب واسع وقصير له كمان طويلان مربع الشكل يصنع من قماش القطيفه الأسود (الدمس) وتزخرف الصدرة بتطريزها بخطوط مستقيمة على منطقة الصدر..

٢-الوزار (الوزرة ) أواللحاف: وهي مستطيل من النسيج اليدوي المقلم (المخطط) بالعرض، وينتهي من طرفيه بحضية مزخرفة ومهدبة، ويرتدي بلفة حول الخصر وتثبيته بحزام، بحيث ينسدل إلى الأسفل حتى القدمين ومن أنواع الوزرة: المثالث، الدربية وغيرها..

٣-القطاعة: وهي غطاء للرأس يصنع من قماش أسود سميك، ويزين من طرفيه بأهداب من خيوط ملونة بألوان زاهية..

٤-المعصبة (العصابة): منديل به نقوش سوداء يطبق ويبرم ويوضع القطاعة مثل العقال ليثبتها ولا يستخدم عند ارتداء المظلة..

٥-المظلة: من الخوص ترتدى فوق (القطاعة)عند الخروج،..

- ثانيا:الملابس الجبلية لرجال محافظة الريث

١-الشميز: وتصنع من القطن الأسود أو الأبيض المطرز بخطوط زخرفية بغرزة النباته بلون معاكس للون القماش (الأبيض والأسود) ويكون مفتوحًا من الأمام وله أكمام طويلة ويصل حتى خط الوسط.

٢- الوزرة: مستطيل من القماش المقلم يلف حول الخصر يثبت بحزام، يزين طرف المثالث بحبكة حيث ينسل القماش ويشغل فوق التهديب بخيوط ملونة بطريقة تشبه النسيج. وتوفرت بعد ذلك أنواع مقلمة بعدة ألوان كانت تستورد من اليمن والهند، والمصنف عدة مسميات منها: المثالث زلونه أسود في أسفله خطان من اللون الأبيض والدربيه في نهايتها من الأسفل خط أحمر وأبيض وذهبي.

٣-الحزام: هو جزء أساسي في مظهر الرجل، يثبت فيه سلاحه سواء خنجر أو جنبية والفرق بينهما أن طرف الخنجر ملتو بينما طرف الجنبية مستقيم وقد يكون الحزام منجا بالمعدن كأسلوب زخرفي جمالي.

٤- سبتية: قماش قطن أسود مصبوغ باللون الأزرق يطبق ويوضع على الكتف.

٥ - العصابة: كان الرجل يطيل شعره ويرتدي العصابة التي تصنع من النباتات العطرية والأزهار المتوفرة في الجبال ومن أنواعها البعيثران والشيح والريحان والخزام فتوضع على جانبي الرأس (الغرائر) وفي وسط الأمام (المنكوسة) وتستخدم الخياطة في تثبيت النباتات على الإطار الدائري الأساسي للعصابة..

IMG-20211222-WA0007





الاهتمام بالتراث

بدرية عيسى (كاتبة ومهتمة بالتراث) أشارت إلى أن الاهتمام بالتراث شيء أصيل في كل أبناء الجزيرة العربية، ونحن في المملكة العربية السعودية نجد ان قيادتنا أولت التراث والثقافة اهتمامًا كبيرًا، ونشهد الكثير من الفعاليات التي تهتم بالموروث الشعبي بكل أشكاله وتنوعاته. ونجد أن كل مناطق المملكة تحاكي ذلك من القرى التراثية، وهذا ما جعل الكثير يعود إلى الاهتمام الكبير بالزي الشعبي في كافة المناسبات والفعاليات التي يتم تنفيذها على مستوى المنطقة.

ورغم عصر التحديث الذي صحبه التطور السريع والتغير الكبير في كل شيء حتى في الملابس والبحث عن الموضة، إلا أن الزي التقليدي والموروث الجازاني بقي محافظًا على أصالتة، ونلاحظ بوضوح عودة الزي بشكل ملفت في كل المناسبات وهذا لجمالها وجمال تراثنا مع إضافة بعض التعديل الحديث عليها ليواكب الموضة والبقاء على الأصل التقليدي لها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store