تزهو الرياض هذه الأيام بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، الذي يُقام داخل القرية السعودية التي أُنشئت خصيصاً لهذا الغرض عند موقع الصياهد الجنوبية للدهناء، التي تقع شمال شرق العاصمة على بُعد 120 كيلو متراً، على مساحة 30 مليون متر مربع، ممَّا يُوفِّر راحة وخصوصية تامة لزوار المهرجان والمشاركين فيه. وبفضل الاهتمام الذي توليه القيادة السعودية للإبل، والموروث المصاحب لها، فقد تحوَّل هذا المهرجان خلال السنوات السابقة إلى تظاهرة عالمية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، حيث لم يعد الاهتمام به محصوراً على دول الخليج العربي وبقية الدول العربية، بل أصبحنا نشهد وجود مشاركين من دولٍ غربية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وروسيا، مما يُؤكِّد بوضوح انتشار المهرجان على مستوى العالم.
وارتبط وجود الإنسان في الجزيرة العربية منذ قديم الزمن بالإبل، وعُرِفَ سكَّانها باعتزازهم بامتلاك هذه الحيوانات العزيزة على قلوبهم، وإكرامها والعناية بها. ومما زاد من حفاوتهم بها؛ ورود اسمها في القرآن الكريم، وتوجيه النبي -صلى الله عليه وسلم- بالاهتمام بها، لذلك جمعوا ما بين العادة والعبادة، لتصبح جزءاً رئيسياً من ثقافتهم. خلال العهد السعودي الزاهر تضاعف الاهتمام بمهرجانات الإبل، لدرجة أنها حملت اسم الملك المؤسس المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز آل سعود، مما أكسبها عناية خاصة من قيادة هذه البلاد على أعلى مستوياتها، حيث تقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، فأصبحت ليست مجرد منافسات تقليدية، بل تحوَّلت إلى فعاليات سنوية منتظمة تهدف إلى ربط الأجيال الناشئة بتراث هذه البلاد وعاداتها وتقاليدها المستمدة من عمقها العربي الأصيل، والحفاظ على الموروث الذي تتناقله الأجيال وتحرص عليه.
كذلك فإن مما يكسب المهرجان هذا الزخم المتزايد، ذلك الاهتمام الذي يبديه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- الذي يقتطع من وقته الثمين -رغم تزايد الاهتمامات وتعدد المسؤوليات- ليتابع الفعاليات بنفسه، ويدعو قادة ومسؤولي الدول العربية لحضورها، وهو ما زاد من حجم التغطية الإعلامية الذي تحظى به.
وفي ظل رؤية المملكة 2030 لم تعد مهرجانات الإبل مجرد تظاهرة تنافسية، بل تحوَّلت إلى نشاطٍ اقتصادي ضخم، يشهد عقد صفقات بمبالغ هائلة، فأصبحت نشاطاً تجارياً يدر دخلاً كبيراً لأصحاب الإبل، ويعينهم على تربيتها والاهتمام بها. كما اهتمت إدارة المهرجان باتباع أساليب علمية حديثة لمنع عمليات الغش، وقامت بتوفير مستشارين وأطباء بيطريين قادرين على ضبط كافة الممارسات التي قد يلجأ إليها البعض؛ لتغيير مواصفات المزايين لخداع المشترين.
كذلك فإن طبيعة التصميم العمراني للقرية السعودية التي تقام فيها الفعاليات تسهم في تعزيز الشعور بأجواء من الراحة التامة، فالطابع العام مستوحى بالكامل من البيئة العربية القديمة، حيث تنتشر الخيام وبيوت الشَّعْر التي يشعر معها الزائر بأنه عاد سنوات طويلة إلى الماضي الجميل، ويتنقل بين منازل الآباء والأجداد.
وبعيداً عن الفعاليات الرئيسة، فإن هناك برامج ثقافية مصاحبة توليها إدارة المهرجان عناية خاصة، مثل الليالي الشعرية ومجلس السمر العربية التي يقيمها بعض المهتمين بالأدب لسرد القصص والحِكَم، في الوقت الذي يُركِّز فيه آخرون على تعداد المزايا التي تتمتع بها إبلهم المشاركة في المهرجان.
كل هذا يتم في أجواء عربية أصيلة، يتبارى فيها الجميع على إكرام ضيوفهم والترحيب بهم، ودعوة العابرين والمارة لتناول القهوة العربية والشاي، وهي أجواء يتعلَّم فيها الشباب معاني الرجولة وحُسن الخلق.
هناك أيضا برامج ثقافية أخرى في غاية التشويق، حيث يقوم البعض بأداء رقصات فولكلورية متميزة على أنغام الربابة، وهو ما يشد انتباه السياح وينال إعجاب الزوار، لا سيما مع وجود متخصصين يتولّون الشرح للزوار، والإجابة على استفساراتهم المتعددة.
ولتعريف الزوار والأجيال الناشئة بتاريخ الإبل وخصائصها، وكيف أسهمت في بقاء الإنسان وازدهار الحضارة قبل آلاف السنوات، تُنظِّم إدارة المهرجان معرضاً متميزاً للصور، تعرض داخله متعلقات وتراث وصور لتاريخ الجزيرة العربية، ونمط حياة ساكنيها، التي ساهمت الإبل في ازدهارها وتنميتها، وكيف استفاد الإنسان من أصوافها في بناء الخيم وصناعة الملابس، فضلاً عمَّا وفَّرته له من غذاء صحي كفل له البقاء على قيد الحياة في ظروف مناخية قاسية.
هذا هو تاريخنا الذي نباهي به الأمم، ونرفع به رؤوسنا وسط الآخرين، وهو ما يُجسِّده الشعار الرئيسي للمهرجان (حنا بدو) وهي صفة نعتز بها ونفتخر، عطفاً على ما تحمله في دواخلها من معاني المروءة وطيب الأصل ومكارم الأخلاق، وسنظل أوفياء لتراثنا وعاداتنا وقيمنا التي أصبحنا بها في طليعة الأمم ومقدمة الشعوب.
وارتبط وجود الإنسان في الجزيرة العربية منذ قديم الزمن بالإبل، وعُرِفَ سكَّانها باعتزازهم بامتلاك هذه الحيوانات العزيزة على قلوبهم، وإكرامها والعناية بها. ومما زاد من حفاوتهم بها؛ ورود اسمها في القرآن الكريم، وتوجيه النبي -صلى الله عليه وسلم- بالاهتمام بها، لذلك جمعوا ما بين العادة والعبادة، لتصبح جزءاً رئيسياً من ثقافتهم. خلال العهد السعودي الزاهر تضاعف الاهتمام بمهرجانات الإبل، لدرجة أنها حملت اسم الملك المؤسس المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز آل سعود، مما أكسبها عناية خاصة من قيادة هذه البلاد على أعلى مستوياتها، حيث تقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، فأصبحت ليست مجرد منافسات تقليدية، بل تحوَّلت إلى فعاليات سنوية منتظمة تهدف إلى ربط الأجيال الناشئة بتراث هذه البلاد وعاداتها وتقاليدها المستمدة من عمقها العربي الأصيل، والحفاظ على الموروث الذي تتناقله الأجيال وتحرص عليه.
كذلك فإن مما يكسب المهرجان هذا الزخم المتزايد، ذلك الاهتمام الذي يبديه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- الذي يقتطع من وقته الثمين -رغم تزايد الاهتمامات وتعدد المسؤوليات- ليتابع الفعاليات بنفسه، ويدعو قادة ومسؤولي الدول العربية لحضورها، وهو ما زاد من حجم التغطية الإعلامية الذي تحظى به.
وفي ظل رؤية المملكة 2030 لم تعد مهرجانات الإبل مجرد تظاهرة تنافسية، بل تحوَّلت إلى نشاطٍ اقتصادي ضخم، يشهد عقد صفقات بمبالغ هائلة، فأصبحت نشاطاً تجارياً يدر دخلاً كبيراً لأصحاب الإبل، ويعينهم على تربيتها والاهتمام بها. كما اهتمت إدارة المهرجان باتباع أساليب علمية حديثة لمنع عمليات الغش، وقامت بتوفير مستشارين وأطباء بيطريين قادرين على ضبط كافة الممارسات التي قد يلجأ إليها البعض؛ لتغيير مواصفات المزايين لخداع المشترين.
كذلك فإن طبيعة التصميم العمراني للقرية السعودية التي تقام فيها الفعاليات تسهم في تعزيز الشعور بأجواء من الراحة التامة، فالطابع العام مستوحى بالكامل من البيئة العربية القديمة، حيث تنتشر الخيام وبيوت الشَّعْر التي يشعر معها الزائر بأنه عاد سنوات طويلة إلى الماضي الجميل، ويتنقل بين منازل الآباء والأجداد.
وبعيداً عن الفعاليات الرئيسة، فإن هناك برامج ثقافية مصاحبة توليها إدارة المهرجان عناية خاصة، مثل الليالي الشعرية ومجلس السمر العربية التي يقيمها بعض المهتمين بالأدب لسرد القصص والحِكَم، في الوقت الذي يُركِّز فيه آخرون على تعداد المزايا التي تتمتع بها إبلهم المشاركة في المهرجان.
كل هذا يتم في أجواء عربية أصيلة، يتبارى فيها الجميع على إكرام ضيوفهم والترحيب بهم، ودعوة العابرين والمارة لتناول القهوة العربية والشاي، وهي أجواء يتعلَّم فيها الشباب معاني الرجولة وحُسن الخلق.
هناك أيضا برامج ثقافية أخرى في غاية التشويق، حيث يقوم البعض بأداء رقصات فولكلورية متميزة على أنغام الربابة، وهو ما يشد انتباه السياح وينال إعجاب الزوار، لا سيما مع وجود متخصصين يتولّون الشرح للزوار، والإجابة على استفساراتهم المتعددة.
ولتعريف الزوار والأجيال الناشئة بتاريخ الإبل وخصائصها، وكيف أسهمت في بقاء الإنسان وازدهار الحضارة قبل آلاف السنوات، تُنظِّم إدارة المهرجان معرضاً متميزاً للصور، تعرض داخله متعلقات وتراث وصور لتاريخ الجزيرة العربية، ونمط حياة ساكنيها، التي ساهمت الإبل في ازدهارها وتنميتها، وكيف استفاد الإنسان من أصوافها في بناء الخيم وصناعة الملابس، فضلاً عمَّا وفَّرته له من غذاء صحي كفل له البقاء على قيد الحياة في ظروف مناخية قاسية.
هذا هو تاريخنا الذي نباهي به الأمم، ونرفع به رؤوسنا وسط الآخرين، وهو ما يُجسِّده الشعار الرئيسي للمهرجان (حنا بدو) وهي صفة نعتز بها ونفتخر، عطفاً على ما تحمله في دواخلها من معاني المروءة وطيب الأصل ومكارم الأخلاق، وسنظل أوفياء لتراثنا وعاداتنا وقيمنا التي أصبحنا بها في طليعة الأمم ومقدمة الشعوب.
