مع أن مطالبة ذلك الكاتب بسعودة مهنة عامل النظافة، مر عليها يومان، إلا أنها لا تزال (تقرقع بقلبي)، ذلك أنني اعتدت منذ سنوات طويلة، فضح النوايا السيئة، وخوض الحروب الإعلامية، ضد كل من يتطاول على عقيدتنا أو وطننا، أو على مصالح شبابنا، شبابنا الأصليين الذين قدموا الملاحم البطولية وقدموا أرواحهم فداء لتراب أرضنا، شبابنا الذين تحملوا غربة الابتعاث ليرتقوا بمستقبلنا، شبابنا الذين صبروا على البطالة وقت الجائحة على أمل تعويضها بالوظائف المناسبة، ثم يأتي هذا الكاتب الذي يفترض أنه ذو فكر تنويري مطالباً بسعودة ماذا: بسعودة مهنة عامل النظافة!
إن مطالبة (سعودة عامل النظافة) لا يمكن تقبلها حتى لو بدرت من إنسان معدم ظهر على الشاشة وهو يفترش الرصيف بجسمه النحيل وشعره الأجعث وملابسه الرثة، فكيف لنا أن نتقبلها من شخص يظهر بكامل عافيته وزينته! خلاص يا الموارد البشرية خلاص راحت عليكم وجابها (الذيب) ولا أدري أين كنتم كل هذه السنين عن هذه الفكرة العبقرية التي ستقضي على البطالة، أجمعوا خططكم الخمسينية الخجولة عن (السعودة) وأعيدوها للمستودع بعد استهلاكها بالمهن البسيطة في البقالات وأكشاك الجوالات وحلقات الخضار، الرجل النابغة جاء وخلص من الأخير، وعزز لمفهوم دخيل يوحي بأن حتى الوظائف المتدنية كثيرة على أبنائنا، وأن أقصى طموحهم (عامل نظافة)!
المأخذ الوحيد على هذه الفكرة النموذجية أن صاحبها يطالب بمنح عامل النظافة راتباً مجزياً وتدريبه جيداً، ولا أدري حقيقة وين كان عقله لما ابتدعها، لأنه من باب أولى: نترك العمالة الوافدة بنفس المهنة والأجور المناسبة لهم ونوظف شبابنا على وظائف مرموقة طالما هناك قدرة على صرف رواتب مجزية، ثم ما هي الدورات التدريبية التي يريد الحاق عامل النظافة بها وكل أدواته مكنسة وجاروف وصندوق زبالة يجره خائباً ولاعناً حظه الردي تحت أشعة الشمس الحارقة؟!
المأخذ الوحيد على هذه الفكرة الجهنمية أن مخترعها برر إطلاقه لها بأنه: لو أراد أحدهم الخروج لبعثة أو الالتحاق بالعسكرية أو بكلية طبية نطلب منه العمل كعامل نظافة ٦ أشهر، وإذا كان لا يريدها أين الولاء للوطن؟، ولا أدري حقيقة هو مننا وفينا وإلا حطت مركبته الفضائية بأراضينا، فأي بداية وأي خيبة أمل وأي ثقة معدومة نزرعها بشبابنا، وكيف لهم بعدها حمل البندقية أو تحقيق الشهادة الجامعية أو بلوغ الوظائف القيادية؟!
المأخذ الوحيد على هذه الفكرة البدائية أنها عرضت بمحطة تلفزيونية جماهيرية وقت الذروة وببرنامج تعودنا منه إثارة القضايا التي تخدم المصلحة الوطنية، المأخذ الوحيد على هذه الفكرة العدائية أنها قدمت من شخص يرتدي زياً سعودياً ويتحدث العربية بطلاقة ويغلفها بحرصه على مستقبل شبابنا، المأخذ الوحيد على هذه الفكرة المسيئة (والتي حدد فيها الكاتب جميع المواطنين وتهكم عليهم) أن تمر هكذا مرور الكرام دون مساءلة أو عقاب!!
حسناً أيها الكاتب الجهبذ طالما أن غايتك من هذه الفكرة الغريبة أنها لاختبار مدى ولاء من ضحوا بأرواحهم وجهودهم، فإننا نريد أن نختبر من هم على شاكلتك ممن تسنموا الوظائف القيادية عقوداً مديدة وأكلوا من خيرات البلاد وكونوا ثروات كبيرة، أن يدفعوا بأبنائهم المرفهين الذين أقصى ما حملوه مسدسات الموية، لينزلوا للشوارع ويرتدوا الفرهول ويكنسوا الأزقة والحواري والميادين فإن صمدوا لأكثر من شهرين -ياي أيش القرف هدا- أحسنا الظن على الأقل بولائك وانتمائك وحجبنا بقية المآخذ المهنية الطويلة لفكرتك العرقية (سعودة عامل النظافة)!!
إن مطالبة (سعودة عامل النظافة) لا يمكن تقبلها حتى لو بدرت من إنسان معدم ظهر على الشاشة وهو يفترش الرصيف بجسمه النحيل وشعره الأجعث وملابسه الرثة، فكيف لنا أن نتقبلها من شخص يظهر بكامل عافيته وزينته! خلاص يا الموارد البشرية خلاص راحت عليكم وجابها (الذيب) ولا أدري أين كنتم كل هذه السنين عن هذه الفكرة العبقرية التي ستقضي على البطالة، أجمعوا خططكم الخمسينية الخجولة عن (السعودة) وأعيدوها للمستودع بعد استهلاكها بالمهن البسيطة في البقالات وأكشاك الجوالات وحلقات الخضار، الرجل النابغة جاء وخلص من الأخير، وعزز لمفهوم دخيل يوحي بأن حتى الوظائف المتدنية كثيرة على أبنائنا، وأن أقصى طموحهم (عامل نظافة)!
المأخذ الوحيد على هذه الفكرة النموذجية أن صاحبها يطالب بمنح عامل النظافة راتباً مجزياً وتدريبه جيداً، ولا أدري حقيقة وين كان عقله لما ابتدعها، لأنه من باب أولى: نترك العمالة الوافدة بنفس المهنة والأجور المناسبة لهم ونوظف شبابنا على وظائف مرموقة طالما هناك قدرة على صرف رواتب مجزية، ثم ما هي الدورات التدريبية التي يريد الحاق عامل النظافة بها وكل أدواته مكنسة وجاروف وصندوق زبالة يجره خائباً ولاعناً حظه الردي تحت أشعة الشمس الحارقة؟!
المأخذ الوحيد على هذه الفكرة الجهنمية أن مخترعها برر إطلاقه لها بأنه: لو أراد أحدهم الخروج لبعثة أو الالتحاق بالعسكرية أو بكلية طبية نطلب منه العمل كعامل نظافة ٦ أشهر، وإذا كان لا يريدها أين الولاء للوطن؟، ولا أدري حقيقة هو مننا وفينا وإلا حطت مركبته الفضائية بأراضينا، فأي بداية وأي خيبة أمل وأي ثقة معدومة نزرعها بشبابنا، وكيف لهم بعدها حمل البندقية أو تحقيق الشهادة الجامعية أو بلوغ الوظائف القيادية؟!
المأخذ الوحيد على هذه الفكرة البدائية أنها عرضت بمحطة تلفزيونية جماهيرية وقت الذروة وببرنامج تعودنا منه إثارة القضايا التي تخدم المصلحة الوطنية، المأخذ الوحيد على هذه الفكرة العدائية أنها قدمت من شخص يرتدي زياً سعودياً ويتحدث العربية بطلاقة ويغلفها بحرصه على مستقبل شبابنا، المأخذ الوحيد على هذه الفكرة المسيئة (والتي حدد فيها الكاتب جميع المواطنين وتهكم عليهم) أن تمر هكذا مرور الكرام دون مساءلة أو عقاب!!
حسناً أيها الكاتب الجهبذ طالما أن غايتك من هذه الفكرة الغريبة أنها لاختبار مدى ولاء من ضحوا بأرواحهم وجهودهم، فإننا نريد أن نختبر من هم على شاكلتك ممن تسنموا الوظائف القيادية عقوداً مديدة وأكلوا من خيرات البلاد وكونوا ثروات كبيرة، أن يدفعوا بأبنائهم المرفهين الذين أقصى ما حملوه مسدسات الموية، لينزلوا للشوارع ويرتدوا الفرهول ويكنسوا الأزقة والحواري والميادين فإن صمدوا لأكثر من شهرين -ياي أيش القرف هدا- أحسنا الظن على الأقل بولائك وانتمائك وحجبنا بقية المآخذ المهنية الطويلة لفكرتك العرقية (سعودة عامل النظافة)!!