انتهت سنة من عمر إدارة «جو بايدن» في حكم أمريكا بدون أن تتحقَّق أمنية الرئيس المعلنة، استجابة لضغوط اليسار في حزبه، بالعودة العاجلة إلى اتفاقية أوباما النووية مع إيران، وقال «دينيس روس»، الدبلوماسي الأمريكي السابق: «إن الحماس الذي أبداه «جو بايدن»، للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران أدى إلى إقناع الحكومة الإيرانية بأنه يمكنها التمادي في أنشطتها النووية». وواصل الملالي الذين يحكمون إيران تكرار القول لكل من سألهم من أصدقائهم الأمريكيين: إن المرشد الأعلى، «آية الله علي خامئني»، لا يثق بأمريكا، حيث بإمكانها أن تنقلب على أي اتفاق. وواصل هؤلاء القول للأوروبيين: إن هناك أزمة ثقة في إيران تجاه الأمريكيين. ومن ناحية أخرى يواجه الرئيس الأمريكي «جو بايدن»، أزمة ثقة داخل بلاده، وتواجه أمريكا تساؤلات من مختلف دول العالم حول مدى قدرة الأمريكيين في استعادة الاستقرار داخل بلدهم، وتقليص الخلافات الحادة القائمة، خاصة في ما بين الحزبين الحاكمين، الحزب الديموقراطي والحزب الجمهوري، وتعتبر اتفاقية الحد من النشاط النووي الإيراني أحد الإنجازات التي وعد الرئيس «جو بايدن» بتحقيقها، ولكن حسابات إدارته في ما يتعلق بتنفيذ وعود الرئيس لم تحسب ردود فعل الأطراف الأخرى في العالم، فبينما سعت إدارة «بايدن» للتقليل من شأن روسيا مثلاً، وتعظيم مخاطر الصين، فرضت موسكو على واشنطن واقعاً جديداً تكون فيه روسيا لاعباً هاماً وخطيراً في أوروبا وآسيا، ومناطق أخرى من العالم.. ونجحت واشنطن في سحب جنودها من أفغانستان، ولكن تنفيذ ذلك جعل الأمر يبدو وكأنه هزيمة مشابهة لما جرى في فيتنام عندما غادرها الأمريكيون. وأمام الحماس الذي أبداه اليساريون الأمريكيون في الإعلام، ومن داخل الإدارة الجديدة «لبايدن وهاريس» (نائبة الرئيس) سارعت طهران إلى اختبار مهاراتها التفاوضية في ما عُرِفَ بفنون (البازار) تجاه المفاوضين الأمريكيين المتلهِّفين للاتفاق معها، كما أخذت تختبر إرادة أمريكا عبر استخدام عملائها في منطقة الشرق الأوسط. وقالت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية في تحليل لها نشرته يوم 24 ديسمبر 2021 أنه منذ جاءت إدارة «بايدن» إلى البيت الأبيض، أصبحت إيران صاحبة اليد العليا، تُحدِّد مطالبها، وتُعدِّل فيها، وتُكرِّر تأجيل المحادثات. وقالت: إن إيران عبَّرت، بشكلٍ غير رسمي، لأصدقاء لها في أمريكا، أنها لا ترغب في العودة إلى اتفاقات تُقيِّد إنتاجها للقنبلة النووية. وكرر هؤلاء الأصدقاء الأمريكيون في تحليلات وأخبار صحفية، أن إيران تواجه صعوبة في الوصول لاتفاق؛ نتيجة لمعارضة داخلية قوية. وقال «علي فائز» مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، الذي عمل حتى وقت قريب مع مبعوث «بايدن» لإيران «روبرت مالي»، في قراءته للوضع: إن الحكومتين الأمريكية والإيرانية تُواجهان معارضة من جهاز كل منهما التشريعي، يعيق التقدم في محادثات فيينا، قائلاً: «أمامك حكومتان ترغبان في إعادة العمل (بالاتفاقية النووية) بمجرد الضغط على زر إذا أمكنهما ذلك، إلا أن عليهما التعامل مع معارضة برلمانية تعكس مقاومة سياسية عامة للاتفاقية».
من المرجح أن إدارة «بايدن» ترغب أن تتم العودة إلى اتفاقها النووي مع إيران قبل موعد الانتخابات التشريعية التي ستتم أواخر هذا العام (شهر نوفمبر)، حتى تستخدم ذلك في دعايتها الانتخابية كإنجاز حقَّقه «بايدن» وحزبه الديموقراطي لتقليص الخسائر التي يتوقعها المراقبون السياسيون في عدد المقاعد التي يمكن أن يفوز بها الحزب في مجلسي الكونجرس، والتي ستُؤثِّر على البرامج السياسية لإدارة «بايدن» خلال الفترة المتبقية من رئاسته وفرصه، أو من يُرشِّحه حزبه، للانتخابات الرئاسية القادمة عام 2024، (يتردد الآن اسم هيلاري كلينتون كمرشحة محتملة للرئاسة من قبل الحزب الديموقراطي)، ويتوقع أن يعمل الإيرانيون من الآن فصاعداً على تحسين فرصة العودة للاتفاقية النووية مع أمريكا، لإظهار حسن نيَّتهم تجاه إدارة «بايدن». كما أن واشنطن نجحت في إقناع إسرائيل بالتخفيف من انتقادها العلني للاتفاقية القادمة، وشرحت لحلفائها في الخليج ما الذي تستهدفه من الوصول إلى هذه الاتفاقية في المرحلة الحالية والأهداف المستقبلية لها. وكل هذا ينبئ بأن الاتفاق حول نووي إيران أصبح قريباً، وأن على كافة (الآخرين) في الشرق الأوسط، الإعداد لوضع تكون فيه أمريكا مشغولة خلالها بأمورها الأخرى، واعتماد كل واحد من (الآخرين) على قدراته الخاصة في اللعبة السياسية المقبلة.
من المرجح أن إدارة «بايدن» ترغب أن تتم العودة إلى اتفاقها النووي مع إيران قبل موعد الانتخابات التشريعية التي ستتم أواخر هذا العام (شهر نوفمبر)، حتى تستخدم ذلك في دعايتها الانتخابية كإنجاز حقَّقه «بايدن» وحزبه الديموقراطي لتقليص الخسائر التي يتوقعها المراقبون السياسيون في عدد المقاعد التي يمكن أن يفوز بها الحزب في مجلسي الكونجرس، والتي ستُؤثِّر على البرامج السياسية لإدارة «بايدن» خلال الفترة المتبقية من رئاسته وفرصه، أو من يُرشِّحه حزبه، للانتخابات الرئاسية القادمة عام 2024، (يتردد الآن اسم هيلاري كلينتون كمرشحة محتملة للرئاسة من قبل الحزب الديموقراطي)، ويتوقع أن يعمل الإيرانيون من الآن فصاعداً على تحسين فرصة العودة للاتفاقية النووية مع أمريكا، لإظهار حسن نيَّتهم تجاه إدارة «بايدن». كما أن واشنطن نجحت في إقناع إسرائيل بالتخفيف من انتقادها العلني للاتفاقية القادمة، وشرحت لحلفائها في الخليج ما الذي تستهدفه من الوصول إلى هذه الاتفاقية في المرحلة الحالية والأهداف المستقبلية لها. وكل هذا ينبئ بأن الاتفاق حول نووي إيران أصبح قريباً، وأن على كافة (الآخرين) في الشرق الأوسط، الإعداد لوضع تكون فيه أمريكا مشغولة خلالها بأمورها الأخرى، واعتماد كل واحد من (الآخرين) على قدراته الخاصة في اللعبة السياسية المقبلة.