لابدّ من التذكير عند الحاجة، ولا ضَيْر في ذلك، لاسيما في زحمة الحياة وصخبها وكثرة الالتزامات، طالما أن الموضوع مهم ويساهم في التخفيف من الازدحام وتسهيل أمور المواطنين والمقيمين والزوّار لمدينة جدة.. فشارع حراء الذي أحسنت جدّاً فيه إدارة المرور بتقسيمه إلى اتجاهين معاكسَين، بعد أن ظل ذا اتجاه واحد من الشرق إلى الغرب سنين عدة.. وهذا يدلّ بوضوح على يقظة إدارة مرور جدة واهتمامها بتسهيل الحركة المرورية في هذا الشارع الحيويّ الذي يعتبر شرياناً رئيساً لقاصديه.
لكن الملاحَظ على هذا الشارع عدم وجود أي مِفْرَق (U Turn) للعودة في الاتجاه المعاكس لمسافة تزيد على كيلومترين ابتداءً من كبري طريق المدينة شرقاً إلى ميدان التاريخ غرباً، علْماً بأنه يوجد على الجانب الآخر المعاكس مطاعم وصيدليات ومراكز تسوق وسوبرماركت وغيرها.. ومن يرغب قضاء حاجته مما هو موجود في هذا الشارع المعاكس، لا يمكن أن يتحقق له ذلك، إلا بعد أن يصل إلى ميدان التاريخ، وهناك تتكدّس العربات بسبب الازدحام غير المعقول، وعند الوصول إلى الميدان يقفون مرّتين لإشارات المرور في بدايته وعند الإشارة الثانية حول الميدان، مما يؤدي إلى معاناة وازدحام مفروض على الجميع دون مبرّر يُذْكر.
فحبذا الاستفادة مما تحقق في طريق الملك من إبداع في تجاوز الازدحام وسرعة التوجّه إلى الشارع المعاكس بهدوء وانتظام يدلّ على حسن تدبير المرور هندسيّاَ وتقديراً لظروف السائقين.. لذلك أقترح لإدارة المرور إنشاء مفرقين على الأقل، أحدهما بعد 500 متر من كبري طريق المدينة، والآخر قبل ميدان التاريخ بمسافة 200 متر.. فالتيسير على السائقين في مثل هذه الشوارع المكتظة بالعربات؛ أضحى أمراً ضرورياً لقضاء حوائج الناس بكل يُسْرٍ وهدوء.
وفّق الله تعالى الجميع لخدمة هذا الوطن المبارك.