* يقول الكاتب القدير الدكتور أحمد العرفج في إحدى مقالاته بهذه الجريدة... (ومما لفت نظري في الآونة الأخيرة، عبر تطبيقات «السوشيل ميديا» تطبيق «وجيز» الذي يقوم على مبدأ التلخيص وتسهيل قراءة الكتب وتوفير الوقت والمال على القراء، وجعل القراءة أكثر متعة وملاءمة لنمط حياتهم من خلال توفير مسموعة ومقروءة بخمس عشرة دقيقة فقط للملخص الواحد بالإضافة لذلك فهو يقدم محتوى وجيزاً لملخصات الكتب بلغة بسيطة وسلسة للقراءة).
* بهذه الكلمات الهادفة يذكرني أخي الكاتب بالمعاناة التي كثيرًا ما واجهت أمثالي من هواة القراءة والبحث وجمع الكتب في البدايات الأولى من ماضي الزمن الجميل، وخاصة الأمهات منها، وأذكر أنني ذات مرة كنت أعد بحثًا أدبيًا للمشاركة به في مناسبة معينة، ومن مصادر البحث الهامة (كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني) والمكون من عدة مجلدات ولظروف مادية لم أستطع اقتنائه حينذاك، فاستعنت ببعض الأصدقاء ممن يتوفر لديهم هذا المرجع لإكمال بحثي، ويذكرني هذا الموقف أيضًا بمقولة عابرة لمدرس اللغة العربية أثناء حصة العربي في ماضي الزمن الجميل: (بأن من لا يملك كتابي جواهر الأدب، وكتاب الأغاني ليس أديباً)، وظلت هذه المقولة تراودني من حين لآخر حتى تيسر لي امتلاك الكتابين.
وبعد عام أو يزيد عثرت على كتاب (مختصر الأغاني) للمصري في أربعة مجلدات أو قد تزيد، ولمعرفة محتواه ومنهجه وصلته بكتاب الأغاني (الأم) اشتريته واتضح أن مؤلفه (اختصر ما وفق إلى اختصاره من كتاب الأغاني الأصل وأبقى المفيد) وبذلك سهل على الباحثين والدارسين والقراء مؤونة التطويل في البحث والتنقل بين مجلدات أصل الكتاب العديدة.
ومما يحمد في زمن اليوم كثُرت الملخصات الوجيز منها والمختصر، ووسائل التقنية والمعلومات الحديثة والحصول عليها عن طريق النت وخدمة (جوجل) بكل يسر وسهولة، وأخي أحمد أعلم مني تقنية في ذلك وتحقيق خدمة مقترحه (وجيز) زيادة في الخير وخدمة داعمة للباحثين والدارسين والقراء على حدٍ سواء، والتجديد والتغيير سمة مطلوبة من سمات العصر ومتطلبات المرحلة والحياة المعاصرة.(الجبا) ممنوع
* فيما مضى كانت بعض المطاعم تضع لوحات في مداخلها، كُتب عليها عبارة (فضلاً الجبا ممنوع) وتعني ألا يُحاسب الإنسان إلا عن نفسه خلال تناول الوجبات.
والجبا عادة سادت منذ زمن قديم، وما زالت موجودة في عصرنا الحاضر ولكنها على خفيف، وتعني في مفهومها أن تُحاسب عن الشخص الذي تعرفه، إذا كنت في المطعم قبله، أو يُحاسب عنك إذا كان قبلك في المطعم، وكثيراً ما يتخلل هذه بعض الإحراجات التي قد تصل أحياناً إلى الحلف بالطلاق.
وتحضرني هنا حكاية حصلت لي ذات مرة فقد كنت أتناول إحدى الوجبات في مطعم شهير، فإذا بأحد زملائي يدخل المطعم ويُشاهدني فدعوته لمشاركتي الغداء، وفعلاً جلس معي وطلب الوجبة التي يُريدها، ومن قبيل الاستحياء والزمالة والعادة التي ألفناها في مثل هذا الموقف فإنه يلزمني المحاسبة عنه، وبعد الانتهاء توجهنا للمحاسب ففاجأني زميلي بقوله كلٌ يُحاسب عن نفسه، وأنا أُحارب هذه العادة لأنها تتعارض مع مفهوم الكرم العربي المتعارف عليه في إكرام الضيف وأنا لست ضيفاً، فنحن زملاء ويجب علينا وعلى الآخرين أن نتفهم لمدلول حديث (إكرام الضيف) ونُخالف هذه العادة المبتدعة، والمُحرجة في الوقت نفسه.