* لها عُمقٌ تاريخي وجذور راسخة لأكثر من (3 قرون) في سجلات التاريخ والزّمن، وهي رغم الظروف والتحديات ما تلبث أن تنهض بعزيمة قادتها وعطاء وتلاحم المخلصين من أبنائها، أمَّا موروثها فأصيلٌ بثرائه وتنوعه، وإنْ كان أساسه ومُنطلقاته الدائمة كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
******
* كلّ تلك المعاني والمخْرجات الرائعة أكّد عليها الأمر الملكي الكريم الذي صدر الخميس الماضي، وقضى باعتماد الـ(22 فبراير) من كل عام إجازة رسمية؛ احتفاءً بتأسيس (الدولة السعودية)، على أن يكون تحت مسمى (يوم التأسيس)، ليحظى من خلال ردود الأفعال التي حملت نبضاتها مواقع وبرامج التواصل بترحيبٍ وتقدير غير مسبوقين من السعوديين على اختلاف أطيافهم.
******
* وما كان ذلك إلا لأنَّ هذا الأمر الملكي جاء راصداً ومُذكراً لـ(السعوديين) بحدث تاريخي؛ ففي (منتصف عام 1139هـ، الموافق لشهر فبراير من عام 1727م)، كان بداية عهد (الإمام محمد بن سعود رحمه الله) وتأسيسه لـ(الدولة السعودية الأولى)، التي استمرت إلى عام (1233هـ 1818م)، وعاصمتها (الدرعية)، ثمّ لم تمضِ «سبع سنوات» على انتهائها، حتى تمكن (الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود رحمه الله) سنة (1240هـ، 1824م) من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي تواصلت حتى (1309هـ، 1891م).
******
* وبعد ذلك «بعشر سنوات فقط»، قاد (الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله) عام (1319هـ - 1902م) تأسيس (الدولة السعودية الثالثة) التي لا تزال وستبقى بإذن الله تحتفل في الـ(23 من سبتمبر من كل عام)، بيومها الوطني الذي شهد يوم توحيد مناطقها ومفاصلها تحت اسم (المملكة العربية السعودية).
******
* وهنا بين الذكريات الخالدة ليومي (التأسيس في الـ»22 من فبراير»، وعاصمته «الدرعية»، واليوم الوطني في الـ»23 من سبتمبر»، وعاصمته «الرياض») هذا شهادة وتأكيد بأن وطننا الغالي (ليس طارئَاً على الزمان والمكان)؛ فهو راسخ في جذوره كالجبال، وعريق في حضارته الغنية، ووحدة مجتمعه وتطوره وازدهاره وتنميته، بعد عقود من ظلام الفُرْقَة والشِّقَاق والنزاعات، والفقر والجهل؛ فحَقّ لنا أن نفتخر بـ(السعودية العظمى)، أدام الله عليها الأمن والاستقرار والرّخاء والخير.