دون شك أن تنمية المكان وبناء الإنسان يعدان في حالة تلازم مستدام حيال الحركة التنموية في مجالات التهيئة والتخطيط والزمان والمكان كي تحقق أهدافها المرسومة لها على أكمل وجه ولاشك بأن اختلال هذا التلازم سيحدث الكثير من جوانب الخلل المؤثرة سلباً في الحراك التنموي لذا لابد أن يكونا متوازيين عند الحراك التنموي بكل المسارات ومن هذا المنطلق سنحاول تسليط الضوء على واقع الحال الذي تعيشه حركتنا التنموية ضمن خطتنا 2030 التي نخوض غمارها في هذه المرحلة الزمنية والتي رسمت بدقة متناهية تحت إشراف عرابها سمو ولي العهد محمد بن سلمان -رعاه الله- حيث جمعت في تدوينها بين تنمية المكان وبناء الإنسان لكن اللافت أن التنفيذ في جانب تنمية المكان يسير بخطى ثابتة ومتسارعة كما هو مدون ضمن بنود الخطة ومشاريعها وبرامجها وليس أدل على ذلك من تلك المشاريع العملاقة التي برزت ولازالت تبرز على التوالي كمشروع نيوم العظيم ومشروع القدية ومشروع السعودية الخضراء ومشروع جدة داون تاون (وسط جدة) ومشروع إزالة العشوائيات وإعادة بنائها على أحدث الطرز العالمية ومشروع السودة الكبير ومشروع العلا وجدة التاريخية والكثير من المشاريع الأخرى التي لازالت في طريقها للتنفيذ حسب الزمن المخطط لها.
وفيما يخص بناء الإنسان نجد أن المؤسسات الحكومية والخاصة لازالت تشكو بطء التنفيذ فيما يخصها من إعداد الإنسان السعودي فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أن مؤسسة التعليم بمختلف مساراته لازالت مخنوقة بأساليب الحفظ والتلقين المتقادمة بينما المفترض أن تتحول في كافة مساراتها إلى نظام التدريب والتمهين بحيث تتحول أغلب مسارات العملية التعليمية إلى موازاة التعليم النظري بالتدريب والتمهين في المعامل والورش المستحدثة ضمن مبانيها وليس كما هو الحال من توفر معامل وورش شكلية فارغة العمل، ومن هنا أتمنى أن يتم التمازج بين المؤسسات الحكومية والخاصة ونظام التعليم بمختلف مساراته بحيث يتم التدريب المنتهي بالتوظيف حسب التخصص والمجال الذي تقوم عليه مهام المؤسسة ثم يتم استقطاب الخريجين ضمن الكوادر العاملة ضمن تلك المشاريع والمؤسسات الحكومية، وفي جانب آخر أتمنى من كل المؤسسات الحكومية والخاصة أن تخصص عدة أشهر للتدريب على تنفيذ مهامها قبل الاندماج في مهام الوظيفة.. والله من وراء القصد.