* لعل من تابع ويتابع نتائج جولات مبعوثي هيئة الأمم المتحدة منذُ حرب اليمن حتى الآن، يُدرك جيداً، أنهم لم يحققوا الأهداف التي أوفدوا ويوفدون من أجلها من حين لآخر، فكل مبعوث وموفد ومن في معيتهم، يأتون إلى اليمن ويقضون الفترة المقررة لهم وكأنهم جاءوا للسياحة وما في حكمها فقط، ومن ثم يعودون أدراجهم لمرجعهم وفي جعبة كل واحد منهم خطة يرى من منظوره أنها الحل السليم لحرب اليمن وعودة السلام الشامل إليه بعيداً عما يجري فيه من قتل وتشريد ونزوح وسلب ونهب وخطف النساء وملء السجون بهم على أيدي فئة الحوثيين الإرهابية بمساندة أسيادهم في طهران دون كشف جرائمهم وتحميلهم أدنى مسؤولية في ذلك، وكل هذه النتائج العكسية أدركها ويدركها معظم الساسة والخبراء والمحللين العسكريين على مستوى العالم، وأن المستفيد الأول من وراء ذلك هم الحوثيون ومن يسيرهم ويدعمهم في إيران، ومن سهل ويسهل لهم تنفيذ خططهم الإرهابية السابقة واللاحقة في اليمن هم مبعوثو الأمم المتحدة لما يأتي:
تطويل استمرار أمد الحرب، وتلقي الأسلحة براً وبحراً وجواً من إيران، وتعزيز قواهم العسكرية من أفراد ومعدات دفاعية، وتحويل معظم المرافق الحكومية والجامعات والمساجد إلى ثكنات عسكرية ومستودعات للأسلحة والذخائر، ومزاولة الحرب من داخل البيوت السكنية واتخاذ أهلها دروعاً بشرية، وزرع الألغام في أماكن عديدة من المدن والقرى والشوارع والطرقات، واختطاف النساء وملء السجون بهم انتهاكاً للأعراض والقيم الإسلامية، وفرض جزية مالية خيالية على من يرغب إطلاق سراحه من السجناء والسجينات تسلم لعصابة عسكرية مخصصة لهذا الغرض بالسجون، وكل ذلك يتم بتعاون بعض موفدي الأمم المتحدة مع فئة الحوثيين التي تدير هذه المرافق وخاصة الفئات الموجودة والدائمة في ميناء الحديدة وغيرها من المواقع البحرية الأخرى.
* دعاني لاستعراض نتائج المهمات التي قام ويقوم بها مبعوثو وموفدو الأمم المتحدة إلى اليمن خلال الست سنوات الماضية والتي لم يقدموا خلالها شيئاً من الحلول الإيجابية.. دعاني لاستعراضها خطة آخر مبعوث أممي لليمن والتي لا تختلف عما سبقها من خطط زملائه السابقين وموجزها إيقاف إطلاق النار والتوسع في المفاوضات السلمية بهدف تطويل أمد الحرب ليسترد الحوثيون أنفاسهم وتعزيز قوتهم الحربية والبشرية ويعيدوا الكرة حسب توجيه أسيادهم في إيران.
ومجمل القول: لو أن هناك نوايا مخلصة من الجهات الأمنية الدولية لحلّت قضية اليمن في فترة قياسية، بتطبيق القرار (2216) واتفاق الرياض، ومبادرات السعودية، واتفاق «أستكهولم» والموافق عليه من كافة الأطراف ومنهم فئة الحوثيين الإرهابية، لكنهم «غيروا بل علقوا موافقتهم» امتثالاً لغضبة أسيادهم في إيران وفضلوا الإجرام على السلام.
* ولاستمرار فئة الحوثيين الإرهابية في حربها ضد الشعب اليمني ودعم إيران لها، واعتداءاتها المتكررة على حدود المملكة وقراها المتاخمة لحدود اليمن، وتمشياً مع القوانين والأعراف الدولية وللدفاع عن النفس وتمادي الحوثيين في اعتداءاتهم على المملكة وعملاً بقوله تعالى {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ.....} الآية، فقد ردّت المملكة دفاعاً عن نفسها وعن اليمن الشقيق بالتعاون مع قوات التحالف بما أوتيت من قوة وإيمان رداً حاسماً ودرساً قاسياً لقنت من خلاله فئة الحوثيين درساً لن تنساه، وطهرت معظم مدن اليمن ومحافظاتها بعد أن منيت بالهزائم المتوالية في أفرادها وعتادها، وبات من بقي منها بين الموت أو الاستسلام، وهكذا هو مصير كل ظالم عاث في الأرض ظلماً وفساداً وما للظالمين من أنصار.