على هامش الأحداث، تجد هناك حقائق تتحدث وتكتب عنها.. وفي ذاكرة التاريج تجد هناك حقائق تستذكرها، أشياء تماثلها أو تتعلق بها فتستحضرها.
*****
الحقيقة الأولى:
(العنصرية الغربية.. وادعاءات الزيف)..
.. عرت لنا الحرب الأوكرانية، العنصرية الغربية في أبشع صورها.. وتكشَّفت سوءات الرجل الأبيض، صاحب الشعر الأشقر، والعينين الزرقاوين.
.. العنصرية الغربية في أوكرانيا، لا تتمثل فقط في هذا الاصطفاف والدعم والعقوبات.. ولكن حتى في المنظور الغربي للإنسان الأوروبي على ما سواه.
يقول مسؤولهم بوقاحة: «هؤلاء ليسوا لاجئين ممن اعتدنا عليهم، فهؤلاء أوروبيون أذكياء متعلمون».. وإعلامهم ينضح بالكثير من هذه الوقاحات؛ التي لم يعد تسترها ألسنتهم ووجوههم..
يقول (داغاتا) الإعلامي الأمريكي: «أوكرانيا ليست مكاناً مثل العراق وأفغانستان، هذه مدينة متحضرة نسبياً، وأوروبية نسبياً، حيث لا تتوقع أو تتمنى حدوث هذا».
ونقل (تكنز) المذيع الإنجليزي: «إنه حزين لرؤية أوروبيين بيض بعيون زرقاء يُقتلون».. وقال آخر: «إنهم يشبهوننا كثيراً، وهذا ما يجعل الأمر صادماً للغاية».
واستهجن إعلاميون غربيون ما يحدث للعنصر الغربي مقارنة بما يحدث في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. والمعاملة على الأرض: (الأولوية للأوكرانيين)، وما بعدهم الطوفان للعرب والهنود والأفارقة!!.
*****
الحقيقة الثانية:
(كذبة كبرى.. لقتل شعب ونهب ثرواته)..
.. لا تزال كذبة «كولن باول» في مجلس الأمن بامتلاك العراق أسلحة دمار شامل، وغزو أمريكا للعراق عام 2003 مع ذات التحالف الغربي، وما أدى إليه ذلك من تدمير العراق ونهب ثرواته، وقتل وتشريد وإصابات الملايين، وإغراقه في الفوضى، والنزاعات الطائفية حاضرة في الوجدان العربي.
لكننا لم نشهد أحداً نطق بكلمة، ولم نرَ عالم الديمقراطية ولا مؤسساته الأممية تعاقب أمريكا، ولا تُحاكم بوش.. ولا أدري إن كان يوماً سيبوح التاريخ بحقائق عن 11 سبتمبر وأفغانستان وغيرهما؟!
*****
الحقيقة الثالثة:
(الفوضى... ومخططات التفتيت)..
.. أيضاً من صنيع الغرب في ذاكرة التاريخ العديد من الأحداث، نتذكر مخطط الشرق الأوسط الجديد، والشرق الأوسط الكبير، والفوضى الخلاقة التي بشرت بها كونداليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية لتفتيت الدول العربية إلى مكونات صغيرة.. ثم ما تبع ذلك من «ثورات الربيع العربي» لإسقاط الأنظمة وتدمير مقدرات الدول.. وما زرعوه من أنظمة متطرفة كداعش والقاعدة والحركات المتطرفة، كل ذلك كان لرمي المنطقة في هوة سحيقة من الجحيم، وهو ما جعل المنطقة تئن بصراعاتها إلى اليوم!!.
*****
الحقيقة الرابعة:
(حلفاء... بدرجة اتباع)..
.. والغرب يريد اتباعًا أكثر مما يريد حلفاء ويحتكم في علاقاته إلى مصالحه الخاصة أكثر من أي شيء آخر.. ولا يقدر حتى حساسية مواقف الدول.. ولهذا كانت إجابة رئيس وزراء باكستان مباشرة في وجوه سفراء الدول الغربية التي طلبت منه إدانة الغزو الروسي «ماذا تتوقعون؟ أن نكون عبيدًا لكم؟».. والرئيس بوش هو صاحب تصنيفات التبعية الشهيرة بعد احداث ١١ سبتمبر «إن لم تكن معي فأنت ضدي».
وفي دول الخليج كنا نسمع عن الحليف الخليجي وعن المسؤولية في أمن الحليف لكننا لم نر شيئًا من ذلك ملموسًا على الأرض بل وربما لهم أفعال ونوايا أخرى.. وفي حرب أوكرانيا يريدون حتى التحكم في ضخ النفط وأسعاره وكأنهم أوصياءً علينا..!!
*****
الحقيقة الخامسة:
(العربي... والاستهجان)..
.. العربي في المنظور الغربي هو عنصر مستهجن، وشكلوا حوله العديد من المفاهيم السلبية: متخلف، متطرف، إرهابي.. ويحملون عدائية للعرب منذ الحروب الصليبية، ومروراً بالاستعمار الغربي، ووصولاً إلى ما يحدث اليوم في كثير من الدول العربية من صراعات وقتل ودمار، هم سببه بالدرجة الأولى.. ونرى كيف يحاولون خنق المنطقة بإيران وتركيا وإسرائيل.. وغاية الاستهجان حين يجعلون من العرب مرتزقة، يقاتلون في ما وراء البحار.. فمتى تفيقوا يا عرب؟!.