تقلصت أخبار المناطق الملتهبة في الشرق الأوسط، مثل سوريا وليبيا، لصالح التغطية الإعلامية المكثفة لحرب أوكرانيا. ولم تختف، أو تكاد، هذه الأخبار عن شاشات التلفزيون الغربية فحسب، بل حتى القنوات التلفزيونية العربية، خاصة التي تُبَث على العالم العربي، تحوَّلت لبث أخبار حرب أوكرانيا لمدة أربعة وعشرين ساعة، وألغت برامجها العادية.. مما يُذكِّرني بذلك الشعار الذي رُفِعَ من سنين طويلة يقول: (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة)، ويبدو أن هذا الشعار رفعه الغرب والتزمت به أجهزة الإعلام التابعة له، وكذلك أجهزة الإعلام العربية.
تركيز النظام العالمي الليبرالي على معركة أوكرانيا تشير إلى نية هذا النظام بقيادة أمريكا، استغلال المعركة لأوكرانيا، لكي تخطو خطوة أخرى باتجاه تحقيق أهدافها المعلنة. وهي الهيمنة الأمريكية على العالم. وهذا الهدف الأمريكي ليس جديداً. فقد اقتنع الأمريكيون منذ حوالى مائة سنة، بأن الأوروبيين لن يتوقفوا عن قتال بعضهم البعض، ولذا على أمريكا أن تتولَّى القيادة، وتسعى لتحقيق السلام فيما بينهم، والاستفادة من قدرات أوروبا، وباقي العالم، الاقتصادية وغير الاقتصادية. وعام 1917 وقف وودرو ويلسون، الرئيس الأمريكي، أمام الكونجرس يطالب اعتماد دخول أمريكا الحرب العالمية الأولى ضد ألمانيا قائلاً: إنه يطلب الموافقة على «حرب تنهي كل الحروب.. وتجعل العالم آمناً للديموقراطيات».
ولم تكن الحرب العالمية الأولى نهاية كل الحروب الأوروبية، وتلتها الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا أيضاً، وسقطت حينها عصبة الأمم التي أصر ويلسون عليها في مؤتمر السلام بباريس (معاهدة فرساي) عام 1920، وحلت محلها «الأمم المتحدة» الحالية، ونقل مقرها من جنيف إلى نيويورك. ويتجدد الحديث الآن فيما إذا كان العالم سيشهد بعد حرب أوكرانيا نظاماً عالمياً جديداً يحل محل الأمم المتحدة بمجلس إدارة جديد يحل محل مجلس الأمن الحالي.
وأعتقد أنه لم يحن الوقت بعد لقيام نظام عالمي جديد، وإن كانت الأحداث تنطلق في هذا الاتجاه الذي يمكن أن يتحقَّق بعد عدة سنوات من الآن، ومتى اتضحت العلاقة التي سوف تستقر عليها التطورات فيما بين الصين وأمريكا.
ويقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بدور هام في مفاوضات تتم الآن، حسب التقارير الإعلامية، فيما بين أوكرانيا وروسيا، نظراً للعلاقة الجيدة له وبلاده مع الرئيسين الأوكراني والروسي، وتسعى تركيا إلى المساهمة في الوصول إلى حل سلمي فيما بين الطرفين. وإن كان الطرف الأمريكي هو الذي يتولى في الوقت الحاضر إدارة جزء هام مما يجري داخل أوكرانيا وخارجها لمنع روسيا من تحقيق نجاح يذكر. وحسب ما تحدَّثت عنه وسائل الإعلام الأمريكية، فإن روسيا تصر على أن تكون أوكرانيا محايدة، وأن تعترف باستقلال شبه جزيرة القرم ومنطقتي دونيتسك ولوهانسك الواقعتين على الحدود الأوكرانية - الروسية، واللتين اعترفت بهما موسكو كجمهوريتين مستقلتين عند بداية الزحف الروسي على أوكرانيا، ويصر الكرملين على أن تتوقف أوكرانيا عن المطالبة بالالتحاق بحلف الناتو، ويطالب بتراجع الغرب عن العقوبات التي فرضها على روسيا. يضاف إلى هذه الوساطات مساعٍ قامت بها عدة دول من ضمنها ألمانيا وفرنسا، وكذلك المملكة العربية السعودية، في مسعى لعدم استفحال أمر الحرب التي انعكست أضرارها على الاقتصاد العالمي، والتي سنشهد آثارها المدمرة للسنين القليلة المقبلة.
يسعى الغرب إلى تحويل المواجهة القائمة الآن حول أوكرانيا إلى أنها مواجهة مع بوتين، الرئيس الروسي، وليست مع روسيا، وليس من الواضح فيما إذا كانوا سينجحون في عزل بوتين عن محيطه أم لا، وإن كانت الطاولات الطويلة التي يستخدمها الرئيس الروسي في لقاءاته مع أعضاء حكومته؛ وحرصه على البقاء على مسافة بعيدة من الآخرين، ونقل هذه الصورة على أجهزة التلفزيون تثير التساؤلات حول أسباب ذلك.
تركيز النظام العالمي الليبرالي على معركة أوكرانيا تشير إلى نية هذا النظام بقيادة أمريكا، استغلال المعركة لأوكرانيا، لكي تخطو خطوة أخرى باتجاه تحقيق أهدافها المعلنة. وهي الهيمنة الأمريكية على العالم. وهذا الهدف الأمريكي ليس جديداً. فقد اقتنع الأمريكيون منذ حوالى مائة سنة، بأن الأوروبيين لن يتوقفوا عن قتال بعضهم البعض، ولذا على أمريكا أن تتولَّى القيادة، وتسعى لتحقيق السلام فيما بينهم، والاستفادة من قدرات أوروبا، وباقي العالم، الاقتصادية وغير الاقتصادية. وعام 1917 وقف وودرو ويلسون، الرئيس الأمريكي، أمام الكونجرس يطالب اعتماد دخول أمريكا الحرب العالمية الأولى ضد ألمانيا قائلاً: إنه يطلب الموافقة على «حرب تنهي كل الحروب.. وتجعل العالم آمناً للديموقراطيات».
ولم تكن الحرب العالمية الأولى نهاية كل الحروب الأوروبية، وتلتها الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا أيضاً، وسقطت حينها عصبة الأمم التي أصر ويلسون عليها في مؤتمر السلام بباريس (معاهدة فرساي) عام 1920، وحلت محلها «الأمم المتحدة» الحالية، ونقل مقرها من جنيف إلى نيويورك. ويتجدد الحديث الآن فيما إذا كان العالم سيشهد بعد حرب أوكرانيا نظاماً عالمياً جديداً يحل محل الأمم المتحدة بمجلس إدارة جديد يحل محل مجلس الأمن الحالي.
وأعتقد أنه لم يحن الوقت بعد لقيام نظام عالمي جديد، وإن كانت الأحداث تنطلق في هذا الاتجاه الذي يمكن أن يتحقَّق بعد عدة سنوات من الآن، ومتى اتضحت العلاقة التي سوف تستقر عليها التطورات فيما بين الصين وأمريكا.
ويقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بدور هام في مفاوضات تتم الآن، حسب التقارير الإعلامية، فيما بين أوكرانيا وروسيا، نظراً للعلاقة الجيدة له وبلاده مع الرئيسين الأوكراني والروسي، وتسعى تركيا إلى المساهمة في الوصول إلى حل سلمي فيما بين الطرفين. وإن كان الطرف الأمريكي هو الذي يتولى في الوقت الحاضر إدارة جزء هام مما يجري داخل أوكرانيا وخارجها لمنع روسيا من تحقيق نجاح يذكر. وحسب ما تحدَّثت عنه وسائل الإعلام الأمريكية، فإن روسيا تصر على أن تكون أوكرانيا محايدة، وأن تعترف باستقلال شبه جزيرة القرم ومنطقتي دونيتسك ولوهانسك الواقعتين على الحدود الأوكرانية - الروسية، واللتين اعترفت بهما موسكو كجمهوريتين مستقلتين عند بداية الزحف الروسي على أوكرانيا، ويصر الكرملين على أن تتوقف أوكرانيا عن المطالبة بالالتحاق بحلف الناتو، ويطالب بتراجع الغرب عن العقوبات التي فرضها على روسيا. يضاف إلى هذه الوساطات مساعٍ قامت بها عدة دول من ضمنها ألمانيا وفرنسا، وكذلك المملكة العربية السعودية، في مسعى لعدم استفحال أمر الحرب التي انعكست أضرارها على الاقتصاد العالمي، والتي سنشهد آثارها المدمرة للسنين القليلة المقبلة.
يسعى الغرب إلى تحويل المواجهة القائمة الآن حول أوكرانيا إلى أنها مواجهة مع بوتين، الرئيس الروسي، وليست مع روسيا، وليس من الواضح فيما إذا كانوا سينجحون في عزل بوتين عن محيطه أم لا، وإن كانت الطاولات الطويلة التي يستخدمها الرئيس الروسي في لقاءاته مع أعضاء حكومته؛ وحرصه على البقاء على مسافة بعيدة من الآخرين، ونقل هذه الصورة على أجهزة التلفزيون تثير التساؤلات حول أسباب ذلك.