عنوان المقال يرمز لإحدى أفضل الكلمات العامية التي تصف الاستعجال المقرون بتشتيت وضياع الفكر.. وفي موضوعنا اليوم، سأُلقي الضوء على الجانب الداكن للموضوع، وتحديداً، المنشطات التي تضر بصحة ملايين البشر يومياً. أكيد أن كلمة «كبتاجون» قد مرَّت عليكم بشكلٍ أو بآخر.. وأهم مكونات هذا المستحضر القاتل هو مادة «الآمفيتامين»، وهو من المركبات سهلة التركيب. وتسبب مجموعة مشكلات في الجهاز العصبي، ومنها الخلل في «المستقبلات» التي تُيسِّر حركة الإشارات العصبية بداخل الخلايا بإرادة الله.. ولنبدأ بالتاريخ: كانت بداية انتشار الآمفيتامينات قبل حوالي تسعين سنة في ألمانيا لعلاج مجموعة من الأمراض وأهمها الربو، وحالات الاحتقان، ونزلات البرد، والاكتئاب، ومكافحة السمنة.
ولاقت شعبية كبيرة قبل ظهور عيوبها الكثيرة ومنها الصداع، والقيء والأرق، وآلام المعدة، واضطرابات ضربات القلب، والنشوة لدرجة «شوفة الحال»، والربشة طبعاً، والإدمان، وربما الوفاة.. وبسبب نجاح مفعولها في ما يتعلق بتوليد النشاط الهائل، ومقاومة الإرهاق تم «عسكرة» المنتج.
والمقصود هنا أن المنتج وجد رواجاً كبيراً في التطبيقات العسكرية النازية. جدير بالذكر أن خلال الثلاثينيات الميلادية من القرن العشرين؛ كانت النازية تحشد قواتها لتنفيذ خطط السيطرة على أوروبا. وبنهاية عقد الثلاثينيات طبقت فلسفة «الحرب الخاطفة» الشهيرة بمصطلح «بليتز كريج» Blitzkreig الألمانية؛ في الحرب الأهلية الإسبانية، ثم في احتلال تشيكوسلوفاكيا، ثم بولندا، ثم بلجيكا، ثم فرنسا.. وغيرها... وكانت تلك الفلسفة تعتمد على ميكنة الحرب، والاعتماد على التفوق الهندسي للحركة السريعة جداً لاحتلال الدول. وكانت إحدى أهم التحديات في تلك المنظومة السريعة هي الإنسان.. المكائن لا تتعب ولا تحتاج النوم.. ولتقوية الوصلة المعرضة للإرهاق في منظومة حرب الصاعقة، تم توفير منشطات الآمفيتامين بكميات هائلة لجميع القوات: الجيش، والبحرية، والقوات الجوية. كانت متوفرة باسم «بروفايتن».
فضلاً لاحظ أن اسمها وديعاً.. فهو لا يعكس خطورتها. «بروفايتن» يبدو وكأنه يمنع شيئاً ما بلطف.. وأما «ميث آمفيتامين» فيبدو وكأنه من أولاد عم «الفيتامين». وهما طبعاً بعيدان كل البعد عن ذلك. ونجحت تلك المنشطات في تقليص الإرهاق عن جنود النازية، ولكنها جاءت على حساب صحة الجنود، فكانت تُسبِّب حالة «ربشة» رهيبة. وبالرغم من ظهور الآثار السلبية على مستخدميها، قاومت الجهات المختصة منع المستحضر إلى مطلع عام ١٩٤١.
ولكن بالرغم من تحرك وزارة العدل الألمانية لحظره على القطاع المدني، استمر كأحد أهم العقارات لدى جميع فروع القوات المسلحة النازية، وفي جميع الميادين.. من أوروبا، وإفريقيا، وحتى في آسيا عندما تم استخدامها من القوات اليابانية. وتسرَّبت بعدها إلى قوات الحلفاء، فاستخدمت من قِبَل القوات البريطانية والأمريكية.. في العلن كانت ممنوعة، ولكن على أرض الواقع كانت منتشرة انتشاراً كبيراً.
* أمنيــــــــة:
ظهرت خلطات كثيرة لهذه المادة الخطرة عبر التاريخ، وأصبحت من المواد المقرونة بالصراعات العسكرية، وأبرزها خلطة «الكبتاجون» المذكورة أعلاه. وللأسف أن بعض التقديرات العالمية تشير إلى أنها أصبحت موجهة للدول العربية.. وتحديداً تستخدم لمقاومة الإرهاق للمقاتلين في سوريا، وكمصدر دخل للصراعات المختلفة من خلال محاولة تهريبها وبيعها في بعض دول الخليج. هل ستكون هذه المادة الخطيرة ضمن مخرجات الصراع في أوكرانيا؟، أتمنى أن تُضاف هذه المأساة الإنسانية إلى الخسائر الإنسانية للحروب في كل مكان وزمان. والله يقينا شرورها، وهو من وراء القصد.
ولاقت شعبية كبيرة قبل ظهور عيوبها الكثيرة ومنها الصداع، والقيء والأرق، وآلام المعدة، واضطرابات ضربات القلب، والنشوة لدرجة «شوفة الحال»، والربشة طبعاً، والإدمان، وربما الوفاة.. وبسبب نجاح مفعولها في ما يتعلق بتوليد النشاط الهائل، ومقاومة الإرهاق تم «عسكرة» المنتج.
والمقصود هنا أن المنتج وجد رواجاً كبيراً في التطبيقات العسكرية النازية. جدير بالذكر أن خلال الثلاثينيات الميلادية من القرن العشرين؛ كانت النازية تحشد قواتها لتنفيذ خطط السيطرة على أوروبا. وبنهاية عقد الثلاثينيات طبقت فلسفة «الحرب الخاطفة» الشهيرة بمصطلح «بليتز كريج» Blitzkreig الألمانية؛ في الحرب الأهلية الإسبانية، ثم في احتلال تشيكوسلوفاكيا، ثم بولندا، ثم بلجيكا، ثم فرنسا.. وغيرها... وكانت تلك الفلسفة تعتمد على ميكنة الحرب، والاعتماد على التفوق الهندسي للحركة السريعة جداً لاحتلال الدول. وكانت إحدى أهم التحديات في تلك المنظومة السريعة هي الإنسان.. المكائن لا تتعب ولا تحتاج النوم.. ولتقوية الوصلة المعرضة للإرهاق في منظومة حرب الصاعقة، تم توفير منشطات الآمفيتامين بكميات هائلة لجميع القوات: الجيش، والبحرية، والقوات الجوية. كانت متوفرة باسم «بروفايتن».
فضلاً لاحظ أن اسمها وديعاً.. فهو لا يعكس خطورتها. «بروفايتن» يبدو وكأنه يمنع شيئاً ما بلطف.. وأما «ميث آمفيتامين» فيبدو وكأنه من أولاد عم «الفيتامين». وهما طبعاً بعيدان كل البعد عن ذلك. ونجحت تلك المنشطات في تقليص الإرهاق عن جنود النازية، ولكنها جاءت على حساب صحة الجنود، فكانت تُسبِّب حالة «ربشة» رهيبة. وبالرغم من ظهور الآثار السلبية على مستخدميها، قاومت الجهات المختصة منع المستحضر إلى مطلع عام ١٩٤١.
ولكن بالرغم من تحرك وزارة العدل الألمانية لحظره على القطاع المدني، استمر كأحد أهم العقارات لدى جميع فروع القوات المسلحة النازية، وفي جميع الميادين.. من أوروبا، وإفريقيا، وحتى في آسيا عندما تم استخدامها من القوات اليابانية. وتسرَّبت بعدها إلى قوات الحلفاء، فاستخدمت من قِبَل القوات البريطانية والأمريكية.. في العلن كانت ممنوعة، ولكن على أرض الواقع كانت منتشرة انتشاراً كبيراً.
* أمنيــــــــة:
ظهرت خلطات كثيرة لهذه المادة الخطرة عبر التاريخ، وأصبحت من المواد المقرونة بالصراعات العسكرية، وأبرزها خلطة «الكبتاجون» المذكورة أعلاه. وللأسف أن بعض التقديرات العالمية تشير إلى أنها أصبحت موجهة للدول العربية.. وتحديداً تستخدم لمقاومة الإرهاق للمقاتلين في سوريا، وكمصدر دخل للصراعات المختلفة من خلال محاولة تهريبها وبيعها في بعض دول الخليج. هل ستكون هذه المادة الخطيرة ضمن مخرجات الصراع في أوكرانيا؟، أتمنى أن تُضاف هذه المأساة الإنسانية إلى الخسائر الإنسانية للحروب في كل مكان وزمان. والله يقينا شرورها، وهو من وراء القصد.