بينما يعاني العالم من تأثيرات الحرب العسكرية القائمة بين روسيا وأمريكا على الساحة الأوروبية، والتي تؤثر على الأمن الغذائي وأسعار الطاقة وأسواق العمل، ومجالات أخرى في كل أنحاء العالم، بما في ذلك المنطقة العربية.
يسعى ملالي إيران إلى مواصلة عملهم التخريبي ضد العرب، ليتمكنوا من هدم الأوطان العربية على رؤوس العرب. باستخدام عملائهم من أمثال الحوثي في اليمن، وحزب الله في لبنان، ومليشيا الحشد الشعبي في العراق.
وليست هجمات الحوثيين المرتزقة على مدن المملكة ومنشآتها وسعيهم لتعطيل الملاحة في البحر الأحمر سوى جزء من مؤامرة طهران التخريبية.
بينما تحاول دول التحالف، الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن، تجنُّب الإضرار بالمدنيين؛ في حملات ردعها للمرتزقة الحوثيين، فإن ملالي طهران لا يهمهم المحافظة على حياة العرب وإنما إفنائها.
وعندما بدأت القوات السعودية الجوية والبرية الرد على العدوان الحوثي باستهداف مواقعهم العسكرية في الحديدة وصنعاء السبت الماضي، سارع المرتزقة الى إعلان وقف إطلاق النار داخل اليمن، ووقف إطلاق الصواريخ من طرف واحد لمدة ثلاثة أيام بتعليمات من أسيادهم في إيران.
علماً بأن الحوثي سوف يواصل عدوانه داخل اليمن على من لا يستسلم لطهران، وعلى جيران اليمن، وخاصة السعودية، إلى أن يقرر نظام الملالي غير ذلك.
وهناك تطوران بارزان فيما يتعلق بالوضع الإيراني. أولهما تصريح رئيس الوفد الأمريكي في فيينا، خلال مؤتمر في الدوحة بداية هذا الأسبوع، بأنه ربما لن يتم رفع صفة الإرهاب والعقوبات المترتبة عليها عن الحرس الثوري الإيراني، وهو الخبر الذي من المتوقع أن يكون وزير الخارجية الأمريكي، «أنتوني بلنكن» قد حمله معه إلى وزراء الخارجية العرب الذين التقى بهم في إسرائيل مؤخراً.
خاصة وأن الإسرائيليين كانوا هم المتصدرين للطلب من واشنطن عدم فعل ذلك، وجنَّدوا، مع عدد من اللوبيات العربية، أعضاء في الكونجرس الأمريكي لمنع إدارة بايدن الواقعة تحت ضغط اللوبي الإيراني من ارتكاب هذا الأمر.
والتطور الثاني ما أعلنه باحث أمريكي من أن إيران مقبلة على انهيارٍ شامل حالما يموت آية الله خامنئي، حيث إنه لم يستقر الإيرانيون على مَن يحل محله، وسيتقاتل الملالي، بما فيهم الحرس الثوري، للاستيلاء على هذا المنصب، الذي تتوفر له بلايين الدولارات من ميزانية الدولة والمؤسسات الدعوية التي تتلقى أموال المواطنين.
وأن هذا الانهيار سيؤدي إلى هجرة جماعية بالملايين ستفوق أعداد المهاجرين الأوكرانيين والعراقيين والسوريين والأفغان، ستتجه إلى أوروبا وليس آسيا أو دول أخرى. ويأتي هذا الخبر مع تزايد الأنباء عن اشتداد مرض المرشد الإيراني، خامنئي، وتولي ولده الأمور خلال مرضه، وتوقع وفاته في أي وقت.
وفيما يتعلق بالحوثي وتخريبه لليمن، فإن النخب اليمنية، الغائبة منها عمَّا يجري، والمُغيَّبة كذلك، بحاجة إلى أن تتحرك لاستعادة اليمن من التخريب والفساد، والتوقف عن الاستسلام لما يجري.
فإيران تستهدف تغيير الكثير في عروبة اليمن، وتسعى لنشر مذهبها على القبائل وبين الشباب، وتغيير الوضع السياسي للبلاد إلى ديكتاتورية دينية وفقر متواصل، كما هو حادث في لبنان بقيادة حزب الله وفي سوريا.
وستجد النخب اليمنية وقد دخل الحوثيون بأفكارهم العقائدية إلى كل بيت، ومزَّقوا العائلات كما فعلوا في العراق، وعليهم أن يُوقفوا ذلك بالتكاثف فيما بينهم، وإعلاء الشأن اليمني على مصالحهم الخاصة، والوصول مع بعضهم إلى حلول وسط لصالح البلاد ستنعكس مستقبلاً إلى خير لهم وأهليهم وبلادهم.
وبدون ذلك فإن اليمن مقبل على تمزُّق، ستدفعهم إيران إليه عبر الحوثيين، وسيجد من لا يريد الخير لبلدهم فرصة له للمساهمة في التمزيق، وعندما تفيق النخب اليمنية ستجد آمال اليمن وأحلامها قد تحطمت على صخرة الواقع العقائدي الإيراني، الذي يسعى الحوثيون لتأسيسه شمال اليمن، وعبر عملاء لهم في جنوبه.