Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

«سكري» الصغار ليس شرطًا «Type 1»

A A
تغذية الصغار -الأطفال والمراهقين- اليوم ليس كما كانت بالأمس، لا من حيث الكمية ولا من حيث النوعية، فطبيعي اذًا أن تزداد نسبة ظهور مرض السكري لديهم، لأن ذلك من نواتج ومستلزمات السمنة المفرطة التي أصبحت أحد مؤشرات وعلامات الأمراض الرئيسيّة في المجتمع.

وللأسف أول ما تظهر علامات مرض السكري عند الأطفال والمراهقين يكون التشخيص من بعض الأطباء مباشرة أنه من النوع الأول Type1، وبالتالي تكون الوصفة مباشرة يجب استخدام الأنسولين، ويبدأ الطبيب بوضع برنامج العلاج بتحديد الجرعات اللازمة من الأنسولين ويتفاوت قدرها من طبيب لآخر وهذا يخالف الأبحاث والدراسات الحديثة اليوم التي أشار إليها استشاري أول الغدد الصُّم والسكري والرئيس الأول للجمعية السعودية للغدد الصُّم والاستقلاب والأمين الحالي لها الدكتور عطا الله الرحيلي حيث يقول (لا يصح مطلقًا ما يمارسه كثير من الأطباء الذين يفترضون أن كل من يصاب بمرض السكري وهو صغير في السن أنه من السكري النوع الأول فيسارعون إلى علاجه بالأنسولين!

الدراسات العلمية والمشاهدات تثبت أن نسبة كبيرة من الأطفال والمراهقين المصابين بالسكري في هذه الأزمان مرضهم من النوع الثاني).

فإذن يمكن التدرج في معالجتهم بالوسائل الوقائية والحيوية من خلال اتباع برنامج رياضي مع نظام غذائي وتحقيق نمط صحي للحياة وذلك قد يقود إلى عودة طبيعية لعمل البنكرياس وتغطية ما يحتاجه الجسم من الأنسولين، بالأضافة إلى أن صغير السن تتجاوب خلاياه البنكرياسية للتنشيط لأن عمرها البيولوجي صغير فاستجابتها البرمجية للعودة لإنتاج الأنسولين تكون أكبر من الشخص الكبير المصاب بالسكري من النوع الثاني، بل إن هناك أطباء بارعين استطاعوا أن يمكنوا كبار السن من مرضى السكري من استعادة وضعهم الطبيعي وذلك بالرياضة والحمية وتغيير نمط الحياة وبالتالي عدم حاجتهم للأنسولين، وأود أن أؤكد أنه ليس هناك معلومة تثبت أنه تم علاج مرض السكري بالخلايا الجذعية وأن الذي تم إلى الآن هو أن أحد علماء البيولوجيا في جامعة هارفارد تمكن من إنتاج نسبة من الأنسولين في حيوانات التجارب المصابة بالسكري بزراعة الخلايا الجذعية إلا أن تطبيق ذلك على البشر لم يتم إلى الآن، ولعل الله يفتح على يد أحد العلماء والباحثين من يحقق ذلك ولا شك أن الخلايا الجذعية واعدة بإذن الله لعلاج العديد من الأمراض ومنها مرض السكري.

وما قيل في التعامل مع مرض السكري وضبطه بالعوامل الخارجية كذلك يقال في حق من يصاب في البداية بالضغط فإن المعالجة المبكرة بحبوب الضغط مباشرة دون التجريب التغذوي والحيوي وممارسة الرياضة وأسباب تحسين الوضع النفسي والاجتماعي يعتبر خطأ علاجيًا إلا من يكون مصاباً بتراكم لقياس الضغط ولا أمل له إلا الدواء، وحتى الدواء ينبغي التدرج فيه، لأن أحد أسباب الضغط الرئيسية هو ما يتعرض له الإنسان من مشكلات في حياته خاصة النفسية والاجتماعية، وهكذا لو كان هناك برنامج رياضي أو تغذية صحية أو راحة نفسية كلها تحسن من أمراض الضغط والسكري فيتضح من توجيه الدكتور عطا الله أنه لا ينبغي أن يحكم على كل صغير مصاب بمرض السكري أنه من النوع الأول وإنما قد يكون من النوع الثاني مما يعطي الأمل أكثر بمعالجته، حمانا الله جميعًا من الأمراض وحفظ صغارنا وكبارنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store