الذين يتقنون فنون ومهارات التخطيط الإستراتيجي والتشغيلي في كل المجالات هم الأشخاص الأكثر نجاحًا والذين يقدرون أن يحولوا أحلامهم لواقع يعيشونه ويترجم لمنجزات ترصد بمؤشرات أداء حقيقة مشهودة وليست أرقام تُحبر على الورق والشاهد هو الأثر الذي يراه الأعداء قبل الأصدقاء.
عندما بدأت رحلة الإنجازات الوطنية العملاقة مع بزوغ شمس رؤية الوطن 2030 ومع أول مؤتمر عقده سمو ولي العهد الملهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان استبشر كل من يؤمن بأهمية التخطيط ويبذلون جهودًا عظيمة في مؤسساتهم على تنوعها لإقناع فرق العمل بأهمية وضع رؤية مستقبلية بعيدة المدى ورسم الخطط بمنهجية علمية بعد تشخيص للواقع ورصد دقيق لنقاط القوة والضعف والفرص والتحديات والاهتمام الكبير بتحديد القضايا المهمة والأكثر الحاحًا في البيئات العملية من أجل بناء برامج وأنشطة لمعالجة هذه القضايا والالتزام الكامل بمضامين الرؤية والرسالة والقيم التي تم اختيارها بعناية فائقة ليس للتغني بها وعدم الالتزام بمضمونها فالكلمة أمانة والقيم إن لم نتمثلها في سلوكياتنا فوالله كل ما خطته أقلامنا سيكون شاهدًا علينا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
اليوم وأنا أمارس عملي في تعزيز وتوثيق معايير التميز المؤسسي وجدت أن من الأمانة أن أتحدث عن مدرسة تعلمت في ميدانها في علم التخطيط ولأقول للمتدربات من تقف أمامكم اليوم هي تلميذة لقامة تعليمية كبيرة في قدرها وعلمها ومكانتها في حياتي الشخصية والعملية ولأن الله علمنا بأن لا ننسى الفضل بيننا فكيف ونحن أهل التعليم حري بنا بأن لا نجحد من علمنا ولا من كان له بصمة قوية في تعليم ينبع إنها أستاذتي ومعلمتي القديرة (الأستاذة عائشة تركستاني)، لم أستطع أن أكتب عنها عندما غادرت موقعها الذي كانت تشغره كمستشارة تعليمية لأنني وجدت كلماتي عاجزة عن أن أوفيها قدرها وحتى اليوم لكنني ما برحت في كل مجلس علم إلا وذكرتها ودعوت لها، توليت مهام التخطيط بعدها وقد سلمتني كل مراجعها وملفاتها وكل خبرتها لتكون بين يدي لأستزيد منها علما فجزاها الله عني وعن التعليم كل خير.
أكتب للتاريخ، وثق يازمن أن أهل العلم والتعليم لا يمكن أن يحجب نورهم ولا ضياؤهم ولا علمهم ولا تغيب شمسهم ولن نوفيهم حقهم ولكن عند الله لا تضيع الحقوق ولا الأجور وسيوفى كل منا عمله وما قدم وإني أشهد الله أنني مازلت أستحضر كثيرًا من جلساتي مع أستاذتي في بيتها خارج الدوام الرسمي وبدون مقابل مادي لننجز مهمات عمل لإدارة تعليم ينبع وحتى منتصف الليل بكل حب ويكل شغف وفرح كبير لمنجزات حقيقية ترصد في سجلات التعليم باسم محافظة ينبع.. التخطيط ليس دورات تدريبية ولا برنامج نلتحق به يومان أو ثلاث أو خمس لمن يريدون اكتساب مهارات وفنون التخطيط، تعلموا كيف تصاحبون من يمتلكون الخبرة التي يتم توارثها عبر الأجيال ونصيحة مجرب تلقيت علوم التخطيط في الدراسة الأكاديمية ودورات تدريبية تجاوزت في عددها مئة ساعة تدريبية لم تعطن عشر ما أعطتني إياه جلسة مصاحبة وممارسة عملية قمت فيها بالتخطيط ومحاولات متعددة في بناء الخطط ومراجعتها مع ذوي الاختصاص وجمع كل الكتب والمراجع والدراسات المتعلقة بالتخطيط حتى أصبحت مكتبتي عامرة بكل المراجع المتوفرة في المكتبات حاليًا عن التخطيط الإستراتيجي والتشغيلي ومؤشرات الأداء ومعايير التميز المؤسسي.
علمتني الحياة المهنية بأن الإنسان الذي يعرف هدفه وشغفه في الحياة ويضع خططه على الورق مكتوبة هو من يصل لبر الأمان، كما تعلمت في بيت والدي حفظه الله ورعاه معلم الأجيال بأن لا أنتظر ردود الأفعال ممن يحيطون بنا وأن نتعامل مع رب كريم عظيم لا يغفل ولا ينام وكل ميسر لما خلق له وعند الله كله مكتوب والإخلاص في القول والعمل هو المقصد والمطلوب والذي لابد أن نجاهد من أجل تحقيقه.. ونسأل الله القبول في السماء حتى يتحقق لنا القبول في الأرض وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
نصيحة من مجرب لا تستمع لأقوال المحبطين ولا الحاقدين والحاسدين أمضي لما قدره الله لك وبعزم قوي، سر وتوكل على الله وفوض أمرك لله ولا تحزن ولا تبتئس فأذى البشر لن يتوقف ولكن القادة المتفائلون بغد أجمل هم المنتصرون الناجحون أما الحاقدون فيخسرون حياتهم الدنيا بسواد قلوبهم والآخرة بحسدهم وضغينتهم وكراهيتهم لكل المنجزين والناجحين.
السعادة الحقيقية في بيئات العمل هي في الإنجاز وترك بصمة حب في قلوب الناس الطيبة التي تشهد بقول الحق وكلمة الصدق وهنيئًا لمن جعل الله له القبول بين البشر وكل عام وأنتم بخير وجعلكم الله من السعداء المقبولين في الشهر الكريم.