شاهدت الحلقة الأولى من البرنامج الحواري لمعالي الأخ الكريم الدكتور محمد عبدالكريم العيسى على قناة إم بي سي رمضان هذا العام، بعنوان «بالتي هي أحسن»، البرنامج سهل في معناه، عميق في محتواه، يقدم صورة ناصعة للإسلام، كم نحن بحاجة ماسة لهذا النوع من البرامج.. البرنامج في مجمله من مصاديق قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «تركتكم على المحجة البيضاء... الحديث».
أقول: وأنا اشاهد البرنامج، رجعت بي الذاكرة، لموقف حدث لي بعد انتهاء دراستي في جامعة ويلز وعودتي إلى المملكة، وبالتحديد في شهر رمضان عام 1996م.. في ذلك العام جاء لأداء العمرة أحد زملائي في البعثة من إحدى الدول الخليجية الشقيقة، وهو على درجة عالية من التقى فيما أحسبه، ففي أثناء دراستنا عرفت عنه الطيبة وحسن المعشر.. تلقيت اتصالًا من ذلك الصديق يدعوني لحضور محاضرة بعد صلاة التراويح عن الجهاد الأفغاني المستعر وقتها وسيكون بعدها جمع تبرعات لدعم المجاهدين، وكانت -على ما أذكر- في فندق برج العرب في محلة الهجلة، قبل التوسعة السعودية الأخيرة.. اعتذرت عن الحضور، لكنه أصر بدعوى أنه يريد مقابلتي، بعد انتهاء صلاة التراويح ذهبت إلى الفندق.. بدأ المحاضر يتكلم عن المجاهدين في أفغانستان والمكرمات الربانية لشهدائهم وضرب أمثلة من أن البعض منهم كانت تخرج من قبره رائحة المسك وآخر وُجدَ مبتسماً في قبره وثالث شوهد مع حورية من حواري الجنة وغيرها من الكرامات التي لم يَرِد أنها حدثت حتى لشهداء غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم.. عندها استأذنت من ذلك الصديق للانصراف معللاً ذلك بأن كلام المحاضر لا يتماشى مع المنطق والعقل وديننا دين العقل والمنطق ورغم طلبه مني البقاء إلا أنني أصررت على الانصراف.
للأمانة كان ذلك الصديق طيب القلب ومحبًّا للدعوة كغيره من الذين خدعوا بهذه القصص الغريبة.. بعدها بسنوات قابلت ذلك الصديق وكان في زيارة للعمرة وإذا به يقول: أبو مشرف، هل تذكر محاضرة الجهاد الأفغاني التي أصررت فيها على عدم إكمال المحاضرة وخرجت مسرعاً، قلت نعم، فقال: «لقد كنت على حق».
دعاني لذكر القصة لأن الكثير من الناس بحسن نية تأخذهم العاطفة، غير أن ديننا الإسلامي دين منطق، وجاء في القرآن الكريم الحث على التفكير في مواضع عديدة؛ حيث وردت كلمة التفكر في حوالى تسعة عشر موضعاً؛ وفي مواقع أخرى جاء التشنيع والتوبيخ على الذين عطلوا عقولهم وتفكيرهم، كما جاء في سورة الحج: (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).. (الحج 46).
أقول: وأنا اشاهد البرنامج، رجعت بي الذاكرة، لموقف حدث لي بعد انتهاء دراستي في جامعة ويلز وعودتي إلى المملكة، وبالتحديد في شهر رمضان عام 1996م.. في ذلك العام جاء لأداء العمرة أحد زملائي في البعثة من إحدى الدول الخليجية الشقيقة، وهو على درجة عالية من التقى فيما أحسبه، ففي أثناء دراستنا عرفت عنه الطيبة وحسن المعشر.. تلقيت اتصالًا من ذلك الصديق يدعوني لحضور محاضرة بعد صلاة التراويح عن الجهاد الأفغاني المستعر وقتها وسيكون بعدها جمع تبرعات لدعم المجاهدين، وكانت -على ما أذكر- في فندق برج العرب في محلة الهجلة، قبل التوسعة السعودية الأخيرة.. اعتذرت عن الحضور، لكنه أصر بدعوى أنه يريد مقابلتي، بعد انتهاء صلاة التراويح ذهبت إلى الفندق.. بدأ المحاضر يتكلم عن المجاهدين في أفغانستان والمكرمات الربانية لشهدائهم وضرب أمثلة من أن البعض منهم كانت تخرج من قبره رائحة المسك وآخر وُجدَ مبتسماً في قبره وثالث شوهد مع حورية من حواري الجنة وغيرها من الكرامات التي لم يَرِد أنها حدثت حتى لشهداء غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم.. عندها استأذنت من ذلك الصديق للانصراف معللاً ذلك بأن كلام المحاضر لا يتماشى مع المنطق والعقل وديننا دين العقل والمنطق ورغم طلبه مني البقاء إلا أنني أصررت على الانصراف.
للأمانة كان ذلك الصديق طيب القلب ومحبًّا للدعوة كغيره من الذين خدعوا بهذه القصص الغريبة.. بعدها بسنوات قابلت ذلك الصديق وكان في زيارة للعمرة وإذا به يقول: أبو مشرف، هل تذكر محاضرة الجهاد الأفغاني التي أصررت فيها على عدم إكمال المحاضرة وخرجت مسرعاً، قلت نعم، فقال: «لقد كنت على حق».
دعاني لذكر القصة لأن الكثير من الناس بحسن نية تأخذهم العاطفة، غير أن ديننا الإسلامي دين منطق، وجاء في القرآن الكريم الحث على التفكير في مواضع عديدة؛ حيث وردت كلمة التفكر في حوالى تسعة عشر موضعاً؛ وفي مواقع أخرى جاء التشنيع والتوبيخ على الذين عطلوا عقولهم وتفكيرهم، كما جاء في سورة الحج: (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).. (الحج 46).