* وهكذا تنتهي المشاورات اليمنية - اليمنية على أرض المملكة العربية السعودية، أرض المحبة والسلام والوئام، المقامة برعاية الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، في مقر الأمانة العامة بالرياض، تحت سماءٍ وارفة تظللها المحبة وصدق الإخاء، والدعوات المتواصلة من حاضري المشاورات وخارجها بأن يُحقِّق الله الأهداف المأمولة والآمال المرجوة، بما يُعيد لليمن السعيد أمنه وأمانه واستقراره، والوصول إلى حلٍّ سلمي بمشاركة وتوافق جميع الأطراف والقوى السياسية، والشخصيات المستقلة اليمنية.
* نعم.. تنتهي المشاورات اليمنية - اليمنية، ويعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الكلمة الختامية الضافية والنابضة لما فيه مصلحة الجميع، والشاملة لما توافقت عليه أطياف المشاورات وفق الخطة المقرر السير على خُطاها، لإعادة الحياة لليمن في شتى مجالات الحياة، وفق أُطر توافقية يمنية، تُديرها صفوة مختارة يمنية مسؤولة؛ لتحقيق ما يُعيد لليمن حريته وأمنه واستقراره «حياتيا، وأمنيا، واقتصاديا، وعسكريا، وإعمارياً» في وحدة وطنية متكاملة، شعارها: «التعاون والبناء» وفق اتفاق الرياض، والمبادرات الخليجية والقرارات الأممية، بعيداً عن الانقسامات والأحاديات والتدخُّلات الخارجية، والأجندات المضادة لصلاح اليمن وزعزعة أمنه واستقراره.
* وقد كان للكلمة الختامية للأمانة العامة لمجلس التعاون لنتائج المشاورات اليمنية-اليمنية الختامية، صداها الواسع، ليس على الشعب اليمني وأهله والمملكة ودول الخليج فحسب، بل على كل دول العالم المحبة للسلام، والمؤيدة لإيقاف الحرب في اليمن، وإنقاذ أهله من ويلات الحرب التي استمرت قرابة الثماني سنوات، حوَّلت حياة الشعب اليمني إلى مآسٍ دامية يندى لها الجبين العربي، نتيجة للجرائم التي عاثها الحوثيون فساداً في اليمن، ومَن يُساندها في إيران وحزب الله في لبنان.
* لقد رحَّب العالم بأسره بالنتائج الباهرة التي تمخَّضت عن الدور الإيجابي لمجلس التعاون الخليجي في إقامة المشاورات اليمنية - اليمنية برعايته في مقر الأمانة بالرياض، والتي ضمت جميع القوى والمكونات اليمنية، إيماناً من دول المجلس أن الخيار الوحيد لحل الأزمة اليمنية هو الحل السلمي، بمشاركة ومباركة جميع الأحزاب والقوى السياسية، والشخصيات المستقلة اليمنية.
* وبفضلٍ من الله وحسن النوايا التي واكبت المشاورات والنتائج الختامية لها، ظهر للملأ التفاؤل الكبير بنجاح الخطة المرسومة للمسار التوافقي والتصالحي بين جميع أطياف اليمن، وبالتالي نجاح عملية استقراره وأمنه بإذن الله.
* ومما زاد نجاح هذه المشاورات وتوصياتها، الدعم السخي من السعودية والامارات والبالغ ثلاثة مليارات دولار، دعماً للبنك المركزي اليمني ومشروعات أخرى، وقد أشادت بهذا الدعم السخي كل دول العالم، وليس غريباً هذا الدعم اللا محدود على الدولتين، فقد بلغت مساعدات المملكة المالية وحدها لليمن أكثر من (٢٠) مليارًا، خلاف المساعدات الإغاثية، والمشروعاتية، والتعليمية، والصحية والإعمارية، وخاصة في مدينة المهرة وتحديث مطارها، والإغاثة الصحية المستديمة لأهالي جزيرة سوقطرة، وتمهيد طريقها إلى مدن اليمن المجاورة لها، ومازالت أيادي المملكة البيضاء ممدودة للشعب اليمني.