.. تابعوا كل النزاعات في كل العالم وليس فقط على المستوى العربي، واسمعوا ما يقوله الفرقاء؟ وخلونا عربيًا حتى لا نتشتت..
كلهم يتحدثون عن قواسم مشتركة: الوطن والشعب والمصالح الوطنية..
وكلهم يتحدث بذات اللغة وبذات الحجج..!!
***
.. ففي العراق..
تجد التيارات العراقية الوطنية تتحدث عن أمن العراق وسيادته وحريته، وفي ذات الوقت تجد المليشيات الموالية لإيران تقوم بالتفجيرات وهي تدعي نفس الأسباب..!!
***
.. في ليبيا..
الباشا أغا يستخدم ورقة مستقبل ليبيا واستقرارها ومصالح الشعب الليبي، والدبيبية يمسك من الطرف الآخر بذات الورقة، وعقيلة صالح يهش بها على كل الأطراف..!!
***
.. وفي فلسطين..
السلطة في رام الله تتحدث عن القضية الفلسطينة، وحقوق الشعب الفلسطيني، وترى أنها المخولة وحدها لتحقيق ذلك.. وفي المقابل فإن حماس تتلاعب بملف القضية والأرض والشعب كيف تشاء، وتزايد عليها كما تشاء..!!
***
.. وفي سوريا ولبنان..
يتسابق المسؤولون إلى الارتهان لذات اللغة وذات الشعارات.. والأدهى من هذا هو دخول (الأعاجم) روسيا وإيران وتركيا على الخط للمزايدة علينا بقضايانا العربية..!!
***
.. والسؤال الذي يطرح نفسه:
إذا كان كل هؤلاء الفرقاء يتحدثون عن ذات القواسم المشتركة فلماذا يختلفون إذًا؟ ولماذا يتحاربون؟ ولماذا لا يتوحدون تحت هذه القواسم بدلاً من أن يكونوا أدعياء لها..!!
***
.. والحقيقة ان في اجندات النزاعات والحروب طرفا( ما ) له اهدافه ومصالحه الخاصة به هو ولكنه يزايد بورقة المصالح الوطنية وحقوق الشعوب ويظهر نفسه وكانه الوصي عليها وذلك لكسب المزيد من التأييد...!!
***
.. واقف " هنا " تحديدا عند الموضوع اليمني ..
فنعرف انقلاب المليشيات الحوثية على الحكومة الشرعية وما سببته من خراب ودمار وقتل في ابناء الشعب اليمني ومع ذلك يتحدثون عن المصالح الوطنية اليمنية وحقوق الشعب اليمني بينما هم في حقيقتهم ليسوا اكثر من ذراع لطهران .
ولكنهم يستخدمون الولاءات للمزايدة وخلط الأوراق .
واعتقد ان هذا التجمع الضخم لابناء اليمن في الرياض ومن كافة المكونات والمناطق سيسقط عن الحوثيين ورقة التوت وسيضيق الخناق عليهم ويسحب من تحت اقدامهم كل تلك الشعارات التي كانوا يزايدون بها وعليها ...!!
***
.. إن دعوة مجلس التعاون الخليجي وجمع كل هذه المكونات اليمنية في الرياض للمشاورات اليمنية- اليمنية
كان في حد ذاتها خطوة متقدمة جدا في الإتجاه الصحيح لرسم خارطة طريق تنهي هذه الحرب وتنقل اليمن الشقيق إلى مرحلة السلام والتنمية...!!
***
.. ثم أن هذا التوافق الرائع وهذا الاختراق لكل ابعاد الحجب الحاجزة وتشكيل المجلس الرئاسي يمثل درة المخرجات التي ربما لم يكن يتوقعها اكثر المتفائلين .
كما ان المجلس بهكذا نخب وشمولية لكل مساحات اليمن يعد ضربة في الصميم ضد من يزايد على الولاءات فاليمن لكل اليمنيين
ولن يكون امام الحوثيين إلا خيار الاتساق معه او العزلة...!!