كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية وانتشاراً في العالم في وقتنا الحاضر، فبحسب الإحصائيات هناك أكثر من 300 مليون لاعب حول العالم يمارسون هذه اللعبة.. وتعتبر كرة القدم في المملكة؛ اللعبة المفضَّلة لدى شريحة كبيرة من الشباب، ويُقال -والعهدة على الراوي- أنها نُقِلَت إلى مكة على وجه التحديد؛ مع بداية توحيد المملكة عن طريق بعض حجاج دول شرق آسيا في ذلك الوقت.
كنا نمارسها ونحن في سنٍ مبكرة في حي المسفلة بمكة، وكان هناك أندية أحياء ودوري مدارس -كان بمثابة معهد لصقل المواهب-، إلى جانب وجود مساحات كبيرة في أطراف الحي لممارسة اللعبة، وكنتُ مِن مُحبيها، واستمرت معي لغاية أيام البعثة إلى جامعة ويلز في بريطانيا، حيث كنتُ أحد لاعبي فريق كرة القدم في كلية العلوم بالجامعة، وكان من ضمن الفريق -على ما أذكر- بعض الزملاء، منهم الدكتور عبدالعزيز العسكر من جامعة الملك سعود، والدكتور مهدي المطوع من جامعة الملك خالد بأبها، وكان فريق الكلية من أقوى فرق الجامعة، وحصد الكثير من الجوائز في دوري الكليات، والطريف انتشار اسمي في الجامعة كلاعب جيد في كرة القدم، رغم وجود بعض الزملاء الإنجليز في الفريق، وفي أحد الأيام طرق باب منزلي -في شارع (القوس) في مدينة أبريستويست- رئيس فريق الحي، -وهو من كبار مالكي مزارع تربية الماشية في المدينة-، برفقة مالك المنزل، طالباً مني الاشتراك في مباراة وديّة لفريقه أمام أحد الفرق المنافسة في دوري الأحياء، أبديتُ موافقتي، خاصة أنها في إجازة نهاية الأسبوع.. وشاء الله أن أكون أحسن لاعب في تلك المباراة، فقد سجلت هدفاً وصنعت آخر، جعل ذلك المستوى أن يطلب مني رئيس الفريق أن أُسجِّل كلاعب منتظم ببعض المزايا، أذكر منها: تزويدي بخروفين سمينين شهرياً -(لدرجة أني كنت أتصدَّق ببعض لحومها لبعض الأسر المسلمة في المدينة)-، مع قنينتين من الحليب البقري الطازج يومياً، وتشكيلة من الخضار الطازجة، كان العرض مغرياً، فوافقتُ على الفور.. استمر العقد لمدة ستة أشهر، بعدها وجدتُ صعوبة في التوفيق بين الاحتراف والدراسة، عندها أوضحتُ له أنني طالب مبتعث، ولدي الكثير من المتطلبات.
أذكر في تلك الفترة أن المتعهد بتزويد الطلاب المبتعثين باللحم الحلال كان طالباً من مملكة البحرين، وبعد توقفي عن طلب اللحم الحلال، اتصل بي - وهو صديق - مُستفسراً، وعندما ذكرتُ له القصة، تبسَّم قائلاً: أنا أيضاً أُجيد لعب كرة القدم!.
من الأشياء الجميلة أن صاحب المزرعة استمر - على الرغم من فسخ العقد - في إرسال الحليب الطازج صباح كل يوم، لغاية انتهائي من الدراسة، وعودتي للمملكة.
كنا نمارسها ونحن في سنٍ مبكرة في حي المسفلة بمكة، وكان هناك أندية أحياء ودوري مدارس -كان بمثابة معهد لصقل المواهب-، إلى جانب وجود مساحات كبيرة في أطراف الحي لممارسة اللعبة، وكنتُ مِن مُحبيها، واستمرت معي لغاية أيام البعثة إلى جامعة ويلز في بريطانيا، حيث كنتُ أحد لاعبي فريق كرة القدم في كلية العلوم بالجامعة، وكان من ضمن الفريق -على ما أذكر- بعض الزملاء، منهم الدكتور عبدالعزيز العسكر من جامعة الملك سعود، والدكتور مهدي المطوع من جامعة الملك خالد بأبها، وكان فريق الكلية من أقوى فرق الجامعة، وحصد الكثير من الجوائز في دوري الكليات، والطريف انتشار اسمي في الجامعة كلاعب جيد في كرة القدم، رغم وجود بعض الزملاء الإنجليز في الفريق، وفي أحد الأيام طرق باب منزلي -في شارع (القوس) في مدينة أبريستويست- رئيس فريق الحي، -وهو من كبار مالكي مزارع تربية الماشية في المدينة-، برفقة مالك المنزل، طالباً مني الاشتراك في مباراة وديّة لفريقه أمام أحد الفرق المنافسة في دوري الأحياء، أبديتُ موافقتي، خاصة أنها في إجازة نهاية الأسبوع.. وشاء الله أن أكون أحسن لاعب في تلك المباراة، فقد سجلت هدفاً وصنعت آخر، جعل ذلك المستوى أن يطلب مني رئيس الفريق أن أُسجِّل كلاعب منتظم ببعض المزايا، أذكر منها: تزويدي بخروفين سمينين شهرياً -(لدرجة أني كنت أتصدَّق ببعض لحومها لبعض الأسر المسلمة في المدينة)-، مع قنينتين من الحليب البقري الطازج يومياً، وتشكيلة من الخضار الطازجة، كان العرض مغرياً، فوافقتُ على الفور.. استمر العقد لمدة ستة أشهر، بعدها وجدتُ صعوبة في التوفيق بين الاحتراف والدراسة، عندها أوضحتُ له أنني طالب مبتعث، ولدي الكثير من المتطلبات.
أذكر في تلك الفترة أن المتعهد بتزويد الطلاب المبتعثين باللحم الحلال كان طالباً من مملكة البحرين، وبعد توقفي عن طلب اللحم الحلال، اتصل بي - وهو صديق - مُستفسراً، وعندما ذكرتُ له القصة، تبسَّم قائلاً: أنا أيضاً أُجيد لعب كرة القدم!.
من الأشياء الجميلة أن صاحب المزرعة استمر - على الرغم من فسخ العقد - في إرسال الحليب الطازج صباح كل يوم، لغاية انتهائي من الدراسة، وعودتي للمملكة.