يا حُسْنَ حظ المسلمين بأن لديهم شهراً كاملاً وهو رمضان المبارك يتقلّبون في خيراته وبركاته ونَعمائه، ويجدّدون فيه عهودهم مع خالقهم عزّ وجلّ، وليس يوماً أو يومين ولا أسبوعاً أو أسبوعين؛ إنما هو ثلاثون يوماً يمتنعون فيه عن الأكل والشرب والجماع وفُحْش الكلام من وقت أذان الفجر إلى وقت أذان المغرب من اليوم ذاته بأمر من الله تعالى.. وهذا في حدّ ذاته للمؤمن تدريبٌ ماديّ ومعنويّ وروحانيّ.. ماديّ لامتناعه عن الأكل والشرب، ومعنوي لابتعاده عن الجماع وكل مثيراته، وروحانيّ للإحساس بما يعانيه المحرومون من الفقراء والمساكين والمرضى؛ فيذكرُ عندها نِعَمَ الله تعالى وفضلَه عليه، ويكثر من الثناء عليه وحمده وشكره.
الصوم يدعم الأخلاق الحميدة للمؤمن ويزيد من مستواها.. فإذا شاكسه شخصٌ لأيّ سبب، وشَعر بضيقٍ من ذلك؛ فلْيقلْ: إني صائم، وإذا شاهَد منظراً غير لائق أثناء عمله، أو تسوّقِه؛ فلْيقلْ: إني صائم.. هذه الجملة أشبه بجرعة روحية تزيد من مناعته لأي أذى معنوي أو روحي، ويُؤجر عليها من رب العالمين.
من أفضل العبادات في شهر الصوم التي تثبت بأنك صائم، الصبر، وسماحة الوجه، وسعة الصدر، والصدقة ولو بريال واحد، أو قارورة ماء، أو كلمة طيبة، وتهنئة الأحباب والأصحاب بحلول هذا الضيف السنوي المبارك رمضان على البلاد والعباد، وحفظ الجوارح من كل ما يفسد الصوم.
* رغم قرار وزارة الشؤون الإسلامية بقصر استعمال مكبرات الصوت الخارجية على رفع الأذان والإقامة فقط، إلا أن هناك بعض المساجد مازالت تستخدم الميكروفونات الخارجية أثناء الخطب، فحبذا اقتصار الوعظ على الحاضرين في المسجد، وليس على خارجه.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
