في رحلة بالقطار من لندن لمانشستر، لزيارة جامعة مانشستر العريقة والالتقاء ببعض الأساتذة، لسوء الحظ كان يوماً للتخرج، وحسب الزملاء أول حفل تقيمه الجامعة بعد الجائحة.. وباقتراح من (برايس)، زميلي في فريق كرة القدم في جامعة ويلز، اقترح عليّ زيارة المتحف الوطني لكرة القدم.. ويعتبر أكبر متحف لكرة القدم في العالم، يتميز بجمال المبني والتقنيات المتوفرة فيه، وبه مجموعة هامة من المعلومات عن مسيرة وعراقة كرة القدم البريطانية منذ أيامها الأولى.. وبه الأقسام التفاعلية التي يمكنك من خلالها استعراض مهاراتك في كرة.. وفيه أول كتاب عن قواعد اللعبة كتب بخط اليد يحكي قصص بعص اللاعبين والاداريين، الذين خدموا كرة القدم البريطانية منذ بداياتها الأولى، بدءًا من السير، (رامسي) الذي أسس كرة القدم البريطانية منذ خيبة الأمل التي أصابتها خلال الفترة من (1950م-1962م)، والتي لم تكد تتحقق لولا وجوده حسب كلام الصحفي الشهير (بول هايوارد).. ومنهم أيضاً السير (أليكس فيرجسون)، أعظم مدير نادي بريطاني في التاريخ البريطاني، الذي يستطيع التحدث عن اللعبة 24 ساعة في اليوم، لديه قدرة عجيبة كإداري ناجح، في تكوين فريق قوي كما فعل مع فريق أبردين.. لقد قال عنه (براين روبن)، اللاعب السابق في نادي مانشستر يونايتد: «لا أستطيع التحدث عن شخص لديه عقلية عظيمة في كرة القدم غير السير اليكس».
وكذلك مدير نادي ديربي وبعدها نوتنغهام فوريست (براين كيف)، الذي قال: «لا أستطيع القول أنى أعظم إداري، لكنني في المقدمة».. ومن اللاعبين (جاري لينكر) الذي شارك وسجل هاتريك في أحد مباريات نهائي كاس العالم عام 1986م، بالمكسيك، والذي قال عنه (فيف أندرسون): «أعتقد أنه من اللاعبين الذين لم يحظوا بالقدر المطلوب».. أما اللاعب البريطاني العظيم (بوبي شارلتون)، فقد شارك في 106 نهائي بريطاني، سجل فيها 49 هدفًا و249 هدفًا مع ناديه مانشستر يونايتد، وكان ضمن المنتخب البريطاني الفائز بكاس العالم عام 1966م.. وأختم بالمدافع الشهير (بوبي موور) الذي يعتبره الشعب البريطاني أشيك لاعب دفاع خلال فترة الستينات.. وفي المتحف اللاعب الشهير (جورج بيست)، الذي قال عنه (السير مات بازي): «بكل بساطة أستطيع القول؛ كلما كان ممكن أعطي الكرة لجورج بيست».. والكارثة التي أحلت بفريق مانشستر يونايتد عام 1958م بعد عودته من المشاركة في دوري أبطال أوروبا الذي أقيم في مدينة ميونخ الألمانية، بسقوط واحتراق الطائرة أدت إلى فقد أكثر من ثلاث وعشرين حياتهم.. ويستطيع الزائر في هذا المتحف التعرف كذلك على قوة تأثير لعبة كرة القدم على الثقافة والمجتمع البريطاني.