* إدارة الإسكان نظّمَت في شهر رمضان المبارك مسابقة دينية لموظفيها، كان عنوانها: (إعجاز الرحمن في سُور القرآن)، حيثُ وزَّعتها عليهم بداية الشهر، وبعد فَرْز الإجابات كانت المفاجأة السعيدة والغريبة، فقد كان ضمن قائمة الفائزين بعض الأقباط «المَسيحيين».. حَدث هذا في (إدارة الإسكان والمرافق في محافظة المِنْيَا في مصْر)!!.
******
* أصدقُكم القول بمجرد أن قرأتُ الخبر أعلاه، شَعرتُ بشيء من نسمات الفَرح، فأَيًّا كان غَرَض مشاركة أُولئك الأقباط في مسابقة إسلامية، إلا أن ذلك كان له رسائل بليغة، منها: أهمية الإفادة من فَيض وروحانية شهر الإحسان «رمضان» في تعزيز المعاني والعلوم الإسلامية، وهناك التأكيد على التّعايش والتّلاحم بين مختلف أطياف المجتمع المصري، بخلاف ما تُروِّجُ له بعض الأصوات المغرضة.
******
* أمّا أهم الرسائل التي بعثت بها تلك المسابقة ونتائجها، فهي أهمية أن تصل لغير المسلمين صورة الإسلام النقيّة الوسطية المتسامحة، النابضة بالعدالة والسلام للبشرية كافة، وذلك من خلال وسائل وطرق ووسائل مناسبة وغير مباشرة، قَادرة على مخاطبة الأرواح قبل الأجسام.
******
* (الإسلام وأهله) يتعرَّضون لأشدِّ وأقسى حملات تشويه في التاريخ، فيها الاتهام بالعداوة والكراهية للغير، والسعي في تقييد حريته وإبادته، يأتي هذا -زوراً- من جماعاتٍ حاقدة في دول الغرب والشرق، ومن أولئك؛ المتطرفين الذين يزعمون أنهم يحملونَ لِوَاءَ الإسلام وحقّ الدفاع عنه، إضافة لبعض أبنائه الذي يُحاولون التَّشكيك في ثوابته من خلال أقلامهم، وبرامجهم الفضائية ومسلسلاتهم الدرامية، والأخير تجاوز كلّ الخطوط، الأمر الذي أجبر (الأزهر) في مصر على إصدار بيان شديد اللهجة -قبل أيام- يُحذِّر فيه من تلك الممارسات، ويُطالب بالتصدي للقائمين عليها.
******
* أخيراً حقيقة الإسلام وجوهره أنه دِين يدعو للحياة والسعادة، وقبل ذلك للقِيم النبيلة، والعيش الكريم، والانفتاح على الآخر، والتعايش الآمن معه، ولكن للأسف الشديد يبدو أنه بمثابة قضية ناجحة وعادلة وواضحة، ولكن محاميها فَاشِل؛ لأنه غير قادر على رفع لوائها، مستثمراً لغة العصر وأدواته وتقنياته؛ فَمَتَى يفعَلهَا؟.