بالرغم من قصر المدة التي تولى فيها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -رعاه الله- ولاية العهد والتي لم تتجاوز خمسة أعوام إلا ان المملكة عاشت خلال هذه الفترة القصيرة قفزات حضارية متباعدة ومذهلة أثنى عليها الكثير من قادة وشعوب العالم، تلك القفزات التي بنيت على أسس علمية تضمَّنتها خطتنا الطموحة التي وضعها سمو ولي العهد نفسه -رعاه الله- تحت قيادة ملك الحزم والعزم سلمان بن عبدالعزيز -أطال الله في عمره- والتي أتكأت في مختلف عناصرها على بناء الإنسان وتنمية المكان من خلال الكثير من المشاريع والبرامج التنموية المستهدفة والتي تحقَّق الكثير منها وأصبحت واقعاً ملموساً والبقية لا تزال في طريق التنفيذ حسب المخطط لها، ولعل أبرز الملموس من تلك الخطة أن المجتمع السعودي برمته قد خضع لعمليات إعادة صياغة في الكثير من العوامل الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وكان لها الكثير من الأثر البنائي لشخصية متطورة تتناسب والواقع الذي يعيشه العالم من حولنا من تطور متسارع في مختلف المجالات الحياتية وأصبح في حالة تقبُّل واستيعاب لما ستتضمَّنه عناصر الخطة المستقبلية من برامج ومشاريع في مختلف المناحي الحياتية.
ومما لاشك فيه أن العنصر المكاني قد حظي أيضًا بالكثير من المشاريع العملاقة كمشروع نيوم الجاري تنفيذة ومشروع القدية الجاري تنفيذه أيضًا ومشروع وسط جدة ومشروع السودة ومشروع السعودية الخضراء ومشاريع عملاقة أخرى قادمة ضمن برامج الخطة. وفي جانب آخر بدأ الاهتمام بالروافد الاقتصادية الصناعية والتجارية الكبرى التي تهدف إلى عدم الاعتماد على البترول كعنصر أساسي في موارد الدولة وهذا الجانب تحديداً بدأنا نلمس الكثير من المشاريع الصناعية الجاري تنفيذها والتي تحقق من خلالها نمواً لافتاً في تلك الموارد غير البترولية.
ولعل المؤشر الأكبر على تلك القفزات الحضارية هو المكانة الكبرى التي تحتلها المملكة والتي جعلتها ضمن دول العشرين الأقوى اقتصاداً في العالم وهذا يؤكده المرتبة التي وصل إليها صندوق الاستثمار السعودي حيث وصل إلى المرتبة الخامسة عالمياً.. والله من وراء القصد.