الإتقان يعني الأداء المتكامل للعمل على الوجه المطلوب، وهو صفة أساسية، ليس في العمل الإداري فحسْب، بل حتى في صلاة المسلم لربّه ووقوفه بين يديه بكل أدبٍ ووقارٍ.
ولك أيها القارئ أن تتصوّر كيف يكون أداء الصلاة مُتْقَناً، إذا كان تفكير الشخص الذي يؤديها خارج الحضور الذهني لها؟
ورد سؤال في أحد مواقع التواصل الاجتماعي مفاده؛ إذا أخطأ المسلم في صلاته بزيادة أو نقصان في ركوع أو سجود، ولم يكن أحدًا حوله في المنزل ينبهه لذلك.. هل صلاته صحيحة؟
هذا السؤال دليل على حرص السائل على أن يتقن صلاته كما ينبغي..
والجواب سهل، وهو أن لا مجال للظن في الصلاة أبداً، وفي كل العبادات..
وفي رأيي المتواضع هو أن يحرص المصلي أو الصائم أو المُخرِج لزكاته أو الحاج والمعتمر على تمام العمل، فإذا لم يجد هذا السائل مَن ينبّهه بخطأه في صلاته، فعليه أن يبني على النقص، ويتمّ صلاته، ثم يسجد سجدتَيْ السّهْو.. وكذلك الصائم الذي يظن أنه سمع أذان المغرب؛ ففطر، وظهر له متأخراً أنه أخطأ، فعليه قضاء هذا اليوم بعد رمضان، وكذلك يفعل في بقية العبادات.. فالإسلام لا يساوي بين القوي والضعيف، والمتعلم والجاهل، والبصير والأعمى، والظل والحَرور، فلكلٍّ درجاتٌ مما عملوا تتساوى مع نيّاتهم. ويقول المصطفى عليه الصلاة والسلام في أهمية الإتقان: (إن الله يحبّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يُتْقِنه).
وهذا دليلٌ على أن الله تعالى لا يحب العمل المرتجَل العشوائي سواء كان العمل في المسجد أو في المكتب أو في المنزل أو في الشارع.. فهنيئاً للمؤمنين المتقنين في كل زمان ومكان.