* من النشاطات الثقافية المميزة التي انفردت بها وزارة الإعلام عبر تاريخها الطويل المشرف، والتي اكتسبت من خلالها المحلية والعالمية، قيام معرض الكتاب السنوي بالرياض، والذي أدى وما يزال يؤدي دوراً هاماً وفاعلاً على المستوى المحلي والعالمي في مجال خدمة الكتاب ونشره وتعميمه بشكل فاعل جعله يكتسب العالمية، ويوجد حراكاً ثقافياً غير مسبوق.
* وقد أحسنت الدولة -أيدها الله- تنظيماً في فصل الثقافة عن الإعلام في وزارة واحدة باسم وزارة الثقافة، وتحويل مرجعية (معرض الكتاب إليها) وما يماثله من التخصصات ذات العلاقة بالثقافة، وكان إجراءً تنظيمياً موفقاً، يحقق الهدف من ورائه بإذن الله.
* ولقيمة رسالة هذا المعرض والدور البارز الذي أداه ويؤديه في خدمة القارئ العربي محلياً ودولياً، ورغبة في توسيع خدمته ونشاطاته، فقد اقترحتُ في مقال نشرته على صفحات هذه الجريدة قبل بضع سنوات تدوير إقامة هذا المعرض، بحيث يقام كل عام في منطقة من مناطق المملكة، تعميماً للفائدة، وخاصة مناطق الاصطياف المشهورة، كالطائف، والباحة، وعسير، ومن يفد إليها سائحاً او زائراً أو مصطافاً.
* ومن الجهود الموفقة، والخطط الرائدة، والتنظيمات الإجرائية الناجحة والمفيدة، الخبر الذي تناقلته الصحف المحلية هذه الأيام المتضمن (عزم هيئة الأدب والنشر والترجمة بوزارة الثقافة على تنظيم معرض المدينة المنورة للكتاب خلال الفترة من 16-25 يونيو المقبل في مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات بالمدينة، وستكشف الهيئة في وقت لاحق عن آلية تسجيل دور النشر المحلية والدولية في المعرض المرتقب).
* وتأتي هذه الخطة الموفقة ضمن مبادرة معارض الكتاب التي تتولى الهيئة تنفيذها ضمن استراتيجيتها الرامية إلى تطوير قطاعاتها الثلاثة، والتي تعمل من خلالها على تنظيم معارض متنوعة للكتاب في مختلف مناطق المملكة، تستقبل فيها أفضل دور النشر المحلية والعربية والعالمية، وتقدم فيها مستوى مميزاً ووفق معايير عالية تلبي احتياجات القارئ والزائر والعارض.
* كما يدعم هذا الإجراء غير المسبوق من الهيئة قنوات النشر الحديثة، كالكتاب الصوتي والرقمي ورعاية الجوانب الفنية والتقنية المصاحبة لذلك، وتهدف الهيئة من وراء ذلك إلى تقديم منصة ثقافية تحتفي بصناعة الكتب في المدينة المنورة، وتسهم في تنمية المهارات القرآنية للمجتمع في المدينة وزائريها، إلى جانب زيادة الوعي المعرفي والثقافي بما يدعم تحقيق الهيئة لمستهدفات رؤية المملكة (2030) المعززة والمحفزة لصناعة الثقافة، باعتبارها من مقومات جودة الحياة.
* خاتمة: إن من تابع ويتابع المسيرة الموفقة لوزارة الثقافة، منذ استقلاليتها عن الإعلام حتى الآن، يجدها قد حققت نقلة نوعية في مجال رسالتها السامية، بما يحقق الآمال والطموحات في خدمة الكتاب والثقافة والنشر (إنجازاً وتطويراً ونهضة).. ومن دلائل ذلك العمل على تنظيم معارض متنوعة للكتاب في مختلف مناطق المملكة، وهي خدمة غير مسبوقة تنفرد بها الوزارة محلياً وعالمياً..