* (الحُرية) في مواقع وتطبيقات التواصل الحديثة؛ أتاحت المعلومات والمعارف والأحداث والأخبار على نطاقٍ واسع، وسمحت بطرح مختلف القضايا المجتمعية والإنسانية، والتفاعل معها للجميع دون الخوف من مقَصِّ الرقيب، كما أنها فتحت الأبواب التي عَبر منها بعض الموهوبين، لِيصلوا برؤاهم للجمهور، الذي كان لسنواتٍ طويلة أسيراً لرأي فئة محدودة ومعينة احتكرت الساحة وهيمنت عليها بسلاحي الواسطة أو نظرية (وَجْهٍ تعَرْفِه ولا وَجْهٍ تنْكِره) التي تعتنقها بعض وسائل الإعلام وأدوات النّشر!!.
*******
ولكن رغُم قَداسَة حُرية الرأي في تلك البرامج والتطبيقات، إلا أن لها حُدوداً أهمها: (لا اعتداء على حقوق الغير وحرياتهم، ولا مساس بالثَّوابت والقيم الدينية والمجتمعية والمُسلَّمات الوطنية)، وهذا للأسف الشديد مَا لم ينتبه له أو يأخذ به (البعض)؛ حيثُ أبحروا دون وَعي أو معرفة بالسباحة في عالم متلاطم الأمواج، وهو حقيقي، وما فيه مصنوع ومزروع ومقصود، وليس افتراضيًا كما يزعمون!!.
******
* فهناك (وتحت راية حرية الرأي) مَن استجاب لمَن هَمّهُم ضَرْب ثوابت الدِّين، والتشكيك بكبار علمائه ورموزه، وهناك الذي تقوده حسابات أو هَاشتاقات مُعادية؛ هدفها بَثّ الفتنة في المجتمع، وذلك بِزرع ألغام الشّعوبية والعنصرية والقَبلِيّة والطائفية والمناطقية، وكذا تفخيم الأخطاء الفردية والأحداث الأُحَادية والنّفخ فيها، وكأنها ظواهر وسلوكيات عامة ودائمة!!.
******
* أيضاً هناك مَن يتسلح بـ(حُرية الرأي) لِيُسيء لغيره، ويُصدر الأحكام الجاهزة والمستعجلة في حقهم؛ استناداً لتغريدةٍ ما، أو مقطع مرئي، دون أن يتثبَّت أو يسمع مِن كل أطراف الحادثة أو القضية، وكلّ ذلك استجابةً لرواسِب في نفسه أو عواطِف عبَثت في عقله وقلبه!!.
******
* وهناك من جعل (حرية الرأي والممارسة في مواقع التواصل) أداة ينحر فيها نفسه وأسرته، وقبل ذلك دِينه وقيمه، كما هو حال بعض الفتيات اللائي يبحثن عن كل ما يلفتُ الانتباه حتى لو كان الثمن أجسادهُنّ، وحال أولئك الذين جعلوا حياتهم الخاصة مَتَاعاً مَشاعاً لكل الناس، بل منهم الذين ارتكبوا العنف وسخروا من أولادهم وزوجاتهم وحتى من أنفسهم؛ طلباً لزيادة المتابعين والمعجبين!!.
******
* أخيراً تَكْفُون أرجوكم إعادة النظر في التعامل مع (مواقع وبرامج وتطبيقات التواصل الحديثة)؛ فأعمارنا وأوقاتنا أغلى وأثمن مِن أن تضيع في إدمانها، والسهر فيها وعليها صباح مساء، ونعم (حُرية الرأي) كنزٌ ثمين، الجميع يُؤمن به ويسعى إليه، ولكن بِرفقة وإشراف من ثوابتنا وقيمنا، (فالإِنْسَان دائماً حُرّ مَا لَم يَضُرّ).