أخذ النظام العالمي الجديد في تكوين نفسه والإعداد للمستقبل.. ومن المؤشرات البارزة تقوم الصين الشهر القادم (يونيه) باستضافة قمة البريكست الرابعة عشر، التي (تضم البرازيل وروسيا والهند وجنوب أفريقيا والصين). وأمام القمة مقترحات تشمل إقامة نظام تسديد عالمي بديل عن نظام سويفت (swift) الحالي، ووكالات تقييم (Rating Agencies) وهيئات مالية أخرى بعيداً عن المؤسسات التي يهيمن عليها الغرب. كما رفضت إندونيسيا، التي ترأس مجموعة العشرين هذا العام، الضغوط التي مورست عليها لإعلان إخراج روسيا من هذا التجمع الاقتصادي.
كما لم تستسلم الهند للضغوط التي مورست عليها هي الأخرى، وشملت زيارة من رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، للهند، للتوقف عن شراء البترول الروسي ومواد أخرى، بما فيها معدات عسكرية. وأعلن وزير الخارجية الروسي، لافروف، خلال لقاء له، في شرق الصين، آخر الشهر الماضي (إبريل) مع نائب وزير الخارجية الصيني، أن العالم يمضي نحو نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، وأعلن لولو تشنج، نائب وزير الخارجية الصيني في هذا اللقاء، أن روسيا والصين تواصلان العمل في تأسيس نظام عالمي جديد خال من الهيمنة الأمريكية.
الصين تمضي قدماً في تطبيق نظام العولمة الخاص بها عبر مشروعها (الطريق والحزام) بعد أن أكدت نجاح نموها الاقتصادي في ظل حكم الحزب الواحد الذي يتعارض مع النظام الغربي. ونجاحها في رفع مستوى أربعمئة مليون من مواطنيها إلى الطبقة المتوسطة واندفعت في تهديد ميزان القوة في العالم اقتصادياً بسرعة كبيرة نتيجة للتقدم الاقتصادي والتكنولوجي ومنافستها القوية لأمريكا في مجال الذكاء الاصطناعي. وتمتعت الصين بثراء كبير بعد أن كان المراقبون الغربيون يتنبَّأون، خلال الأربعين سنة الماضية، بأن مزج الصين سياسة الحزب الواحد والرأسمالية بعد دخولها منظمة التجارة العالمية سيؤدي إلى فشلها. لكن تجربة الصين وتقدمها ونجاحها، أكد أن أولئك المراقبون الغربيون مخطئون، وأن مئات آلاف الطلبة والدارسين الذين ذهبوا إلى سويسرا وأوروبا وأمريكا عادوا إلى بلادهم ليشاركوا في تطوير مدنهم، لتُنافس المدن المتقدمة في الدول الغربية، واعتبروا أن الحزب وسياساته هي التي أوصلتهم إلى هذا الموقع. الأمر الذي يؤكد أن تطور ونمو الأمم ليست حكراً على نظام سياسي واحد يدعو له الأمريكيون والأوروبيون.
ليس من المتوقع أن يستسلم الغرب لواقع احتمال قيام نظام عالمي جديد لا تكون أمريكا فيه القطب الأوحد. وتتطور الأمور الآن في مواجهة روسيا بشكلٍ يؤكد أن أوكرانيا ستكون حرب طويلة داخلها وخارجها، وأن المزيد من الأوكرانيين سوف يسقطون ضحية لهذه الحرب التي تُدار عبر شخص رئيسها، الممثل الهزلي السابق، وغياب قيادات سياسية أوكرانية. كما أن الظروف السياسية الداخلية لأمريكا لا تدعو للتفاؤل بحل عقلاني للأزمة الأوكرانية. فالانتخابات النصفية القادمة تُهدِّد هيمنة الحزب الديمقراطي الحاكم على مجلسي الشيوخ والنواب في الكونجرس الأمريكي، كما أن الحزب الجمهوري المعارض يتهيأ لترشيح أحد رجاله للانتخابات الرئاسية القادمة خلال سنتين. (بالرغم من سعي إدارة بايدن اقناع إيران بأن أي اتفاق نووي معها ستضمن هذه الإدارة استمراريته مستقبلاً).
ومن المتوقع معاناة عدة دول، تعتمد على استيراد غذائها عبر مناطق البحر الأسود، من جراء الحرب، ومن ضمنها عدد من دول الشرق الأوسط، بما فيها مصر والجزائر والعراق وسوريا. يُضاف إلى ظروف الحرب الأوكرانية تأثير العقوبات الاقتصادية وإجراءات الحد من التغيُّر المناخي، وصعوبة إيصال الغذاء إلى أكثر الدول، خاصة الفقيرة منها.
مما يتوقع أن يؤدي إلى مجاعة تُهدِّد الأمن العالمي، وتنعكس وبالاً على الاستقرار في كثير من دول العالم.
ويتم في ظل هذه الأزمة الكبيرة إنشاء النظام العالمي الجديد الذي قد يتطلب حروباً مباشرة وبالوكالة في أكثر من منطقة في العالم، ومن ضمنها عالم الشرق الأوسط، وسيتطلب زمناً ليس بالقصير وضحايا أفراداً وحكومات وشعوب. ولن تكون الحلول سهلة، ولكنها ستصبح جزء من اللعبة الدولية القائمة في سبيل المحافظة على القطب الأوحد، أو التحول إلى نظام من قطبين أو أكثر. إنه ثمن كبير لطموح السياسيين.
كما لم تستسلم الهند للضغوط التي مورست عليها هي الأخرى، وشملت زيارة من رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، للهند، للتوقف عن شراء البترول الروسي ومواد أخرى، بما فيها معدات عسكرية. وأعلن وزير الخارجية الروسي، لافروف، خلال لقاء له، في شرق الصين، آخر الشهر الماضي (إبريل) مع نائب وزير الخارجية الصيني، أن العالم يمضي نحو نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، وأعلن لولو تشنج، نائب وزير الخارجية الصيني في هذا اللقاء، أن روسيا والصين تواصلان العمل في تأسيس نظام عالمي جديد خال من الهيمنة الأمريكية.
الصين تمضي قدماً في تطبيق نظام العولمة الخاص بها عبر مشروعها (الطريق والحزام) بعد أن أكدت نجاح نموها الاقتصادي في ظل حكم الحزب الواحد الذي يتعارض مع النظام الغربي. ونجاحها في رفع مستوى أربعمئة مليون من مواطنيها إلى الطبقة المتوسطة واندفعت في تهديد ميزان القوة في العالم اقتصادياً بسرعة كبيرة نتيجة للتقدم الاقتصادي والتكنولوجي ومنافستها القوية لأمريكا في مجال الذكاء الاصطناعي. وتمتعت الصين بثراء كبير بعد أن كان المراقبون الغربيون يتنبَّأون، خلال الأربعين سنة الماضية، بأن مزج الصين سياسة الحزب الواحد والرأسمالية بعد دخولها منظمة التجارة العالمية سيؤدي إلى فشلها. لكن تجربة الصين وتقدمها ونجاحها، أكد أن أولئك المراقبون الغربيون مخطئون، وأن مئات آلاف الطلبة والدارسين الذين ذهبوا إلى سويسرا وأوروبا وأمريكا عادوا إلى بلادهم ليشاركوا في تطوير مدنهم، لتُنافس المدن المتقدمة في الدول الغربية، واعتبروا أن الحزب وسياساته هي التي أوصلتهم إلى هذا الموقع. الأمر الذي يؤكد أن تطور ونمو الأمم ليست حكراً على نظام سياسي واحد يدعو له الأمريكيون والأوروبيون.
ليس من المتوقع أن يستسلم الغرب لواقع احتمال قيام نظام عالمي جديد لا تكون أمريكا فيه القطب الأوحد. وتتطور الأمور الآن في مواجهة روسيا بشكلٍ يؤكد أن أوكرانيا ستكون حرب طويلة داخلها وخارجها، وأن المزيد من الأوكرانيين سوف يسقطون ضحية لهذه الحرب التي تُدار عبر شخص رئيسها، الممثل الهزلي السابق، وغياب قيادات سياسية أوكرانية. كما أن الظروف السياسية الداخلية لأمريكا لا تدعو للتفاؤل بحل عقلاني للأزمة الأوكرانية. فالانتخابات النصفية القادمة تُهدِّد هيمنة الحزب الديمقراطي الحاكم على مجلسي الشيوخ والنواب في الكونجرس الأمريكي، كما أن الحزب الجمهوري المعارض يتهيأ لترشيح أحد رجاله للانتخابات الرئاسية القادمة خلال سنتين. (بالرغم من سعي إدارة بايدن اقناع إيران بأن أي اتفاق نووي معها ستضمن هذه الإدارة استمراريته مستقبلاً).
ومن المتوقع معاناة عدة دول، تعتمد على استيراد غذائها عبر مناطق البحر الأسود، من جراء الحرب، ومن ضمنها عدد من دول الشرق الأوسط، بما فيها مصر والجزائر والعراق وسوريا. يُضاف إلى ظروف الحرب الأوكرانية تأثير العقوبات الاقتصادية وإجراءات الحد من التغيُّر المناخي، وصعوبة إيصال الغذاء إلى أكثر الدول، خاصة الفقيرة منها.
مما يتوقع أن يؤدي إلى مجاعة تُهدِّد الأمن العالمي، وتنعكس وبالاً على الاستقرار في كثير من دول العالم.
ويتم في ظل هذه الأزمة الكبيرة إنشاء النظام العالمي الجديد الذي قد يتطلب حروباً مباشرة وبالوكالة في أكثر من منطقة في العالم، ومن ضمنها عالم الشرق الأوسط، وسيتطلب زمناً ليس بالقصير وضحايا أفراداً وحكومات وشعوب. ولن تكون الحلول سهلة، ولكنها ستصبح جزء من اللعبة الدولية القائمة في سبيل المحافظة على القطب الأوحد، أو التحول إلى نظام من قطبين أو أكثر. إنه ثمن كبير لطموح السياسيين.