(عندما تشيخ الذئاب)، مسلسل سوري من بطولة الفنَّان المبدع سلوم حداد، أجاد فيه تمثيل شخصيَّة دأبت على العبث بالعقيدة والأعراف والمواثيق لتحقيق أغراض شخصية، فانتهى به المطاف شريدًا بعيدًا عن وطنه.
لا تقتصر مشيخة الذئاب على أفراد كما قدَّمها المسلسل للعبرة والاعتبار، بل تعدَّته إلى دول شاخت وهرمت.. فانتهى لزومها، كبريطانيا -على سبيل المثال لا الحصر- التي أُطلق عليها حتى نهاية الحرب العالمية الثانيَّة (الإمبراطوريَّة التي لا تغيب عنها الشمس).. بسطت جبروتها وسلطانها على بلدان ممتدة من أقاصي شرق آسيا، حيث الصين إلى أقاصي غربها، حيث بلاد العرب وشرق المتوسط، وصعودًا إلى أوروبا، ومنها إلى العالم الجديد، حيث الولايات المتحدة الأمريكية التي حلت محلها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وورثت منها الغطرسة والعزة بالإثم.. واليوم تنقاد بريطانيا لإمرة ساكن (البيت الأبيض) في واشنطن.. خاضعة لأوامره ونواهيه.. تنوب عنه في نشر الفوضى وإشعال الفتن في القارة الأوروبيَّة، وبلدان كانت تتحكم فيها لتعيدها إلى عهدها إبان الحرب الباردة والصراعات مع الاتحاد السوفيتي بذريعة (مكافحة الشيوعية).. لذا فهي تدعم الرئيس بايدن في دفعه حكام أوكرانيا والعديد من دول حلف الناتو لتنوب عنها في محاربة روسيا الاتحادية، الدولة التي تعمل جاهدة للحفاظ على أمنها وأمن الدول المجاورة.. وما يزال الرئيس بايدن معتقدًا بأن بلده ستستمر في التحكم بالتجارة العالمية ما دام دولارها الورقي عملة البيع والشراء في العالم.. غير مدرك أن دولاره الورقي قد لا يساوي قريبًا قيمة ورقه وحبر طباعته! وأن اليوان الصيني في طريقه لكفَّ يد الدولار في البيع والشراء، ويحل محله فيها بين الدول.. عملة أغنى اقتصاد في العالم.. ولدولة بيننا وبينها حسب ونسب! فكلانا من (البيت الآسيوي)، منبع الحضارة والعلم.. وكلانا نحتضن القارة الآسيوية بيدين قويتين لحفظ أمن شعوبها كافة ورفاهيتهم.. فلا عزاء للدولار.. وترتفع الوتيرة: (يانكي غو هوم- عودوا يا أمريكان إلى قارتكم) والكل غير آسف لعودتكم صفر اليدين.
إنه عالم الغد، عالم الحق، عالم الشعوب التي غُلبت على أمرها، تأكيدًا لقول الله الحق: ﴿وَتِلْكَ ٱلْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الظَّٰالِمِينَ﴾.