كتاب بعنوان: (نخيل التمر - في كتابات الرحالة الأوروبيين)، لمؤلفه الباحث (عبدالعزيز بن عبدالغني)، شدّني في الكتاب جزء تحدث فيه الكاتب عن الرحالة السويسري (بوركهارت)، والذي تحوَّل اسمه إلى (إبراهيم بن عبدالله) بعد أن أسلم، وعن النخيل في مكة واجتيازه الممر الضيق سنة (1814م) ليدخل وادي (فاطمة)، الذي يصفه بالأرض المنخفضة التي تتدفق فيها الينابيع بالماء، وتتعدد فيها الآبار التي تسقي النخيل الذي يسود في هذا الوادي على كل ما عداه من زروعٍ أخرى، وأن هذا الوادي يرفد كل المدن القريبة بالتمور.
وفي قرية (خليص) ذكر الرحالة أن سوقها الذي يتعامل أساساً بالتمور؛ يغشاه بدو الجوار للتزود من هذه المادة، كما أن أهل (خليص) يُرسلون قوافل تحمل التمور إلى (جدة)، وحين وصل إلى (رابغ)، والتي عرَّفها بأنها منطقة تضم ثلاث أو أربع قرى متجاورة، لاحظ كثافة النخيل حتى كاد يحجب الرؤية، وأن (رابغ) حصلت على منزلة كبيرة وسمعة عالية في هذا الطريق بسبب بساتين تمورها.. وفي (بدر) التي تحيط بها حتى تكاد تخنقها جبال شاهقة جرداء تتخللها أودية شديدة الخصوبة يتزاحم فيها النخيل.
ويبدي هذا الرحالة الملاحظة نفسها حين دخل وادي (الصفراء)، حيث يبني السكان منازلهم عند المنحدرات الجبلية، تاركين الوادي الضيق ليشغله نخيلهم بكثافةٍ مشهودة، حتى لتكاد كل نخلة فيه تُعانق أختها.. وأفاد بأن بساتين هذه المنطقة مفصولة عن بعضها بسورٍ منخفض من الطين أو الحجر، وأن عمال كل بستان يعيشون في أكواخ تقوم تحت ظلال النخيل.. ولاحظ أن للبلدة تجارة نشطة في التمور، وأن ثمن كيلو التمر في سوق (الصفراء)، الذي يُشكِّل التمر المادة الأساسية فيه، يبلغ عشر بارات، فيما يصل الكيلو من هذا في سوق (مكة) إلى خمس وعشرين.. ومن الطريف أن ملكية النخل تنتقل من شخص إلى آخر في عملية تباع فيها كل نخلة على حدة، أي النخلة تمثل وحدة بيع.. وقد بلغ من تقديرهم لهذه النخلة أن العريس يؤدي مهر فتاته عدداً من النخيل، تنقل ملكيتها من أهله إلى أهل العروسة.. وأخذ يُحدِّثنا، وهو في طريقه للمدينة المنورة، عن النخيل في الأودية التي مر بها، فيذكر (الحمرة) ووادي (الجديدة)، ثم يكتب بعد وصوله إلى المدينة -على ساكنها أفضل الصلاة والسلام- فيذكر امتداد نخل يثرب وتفوقه على ما رآه من نخيلِ المناطق الأخرى.
وفي قرية (خليص) ذكر الرحالة أن سوقها الذي يتعامل أساساً بالتمور؛ يغشاه بدو الجوار للتزود من هذه المادة، كما أن أهل (خليص) يُرسلون قوافل تحمل التمور إلى (جدة)، وحين وصل إلى (رابغ)، والتي عرَّفها بأنها منطقة تضم ثلاث أو أربع قرى متجاورة، لاحظ كثافة النخيل حتى كاد يحجب الرؤية، وأن (رابغ) حصلت على منزلة كبيرة وسمعة عالية في هذا الطريق بسبب بساتين تمورها.. وفي (بدر) التي تحيط بها حتى تكاد تخنقها جبال شاهقة جرداء تتخللها أودية شديدة الخصوبة يتزاحم فيها النخيل.
ويبدي هذا الرحالة الملاحظة نفسها حين دخل وادي (الصفراء)، حيث يبني السكان منازلهم عند المنحدرات الجبلية، تاركين الوادي الضيق ليشغله نخيلهم بكثافةٍ مشهودة، حتى لتكاد كل نخلة فيه تُعانق أختها.. وأفاد بأن بساتين هذه المنطقة مفصولة عن بعضها بسورٍ منخفض من الطين أو الحجر، وأن عمال كل بستان يعيشون في أكواخ تقوم تحت ظلال النخيل.. ولاحظ أن للبلدة تجارة نشطة في التمور، وأن ثمن كيلو التمر في سوق (الصفراء)، الذي يُشكِّل التمر المادة الأساسية فيه، يبلغ عشر بارات، فيما يصل الكيلو من هذا في سوق (مكة) إلى خمس وعشرين.. ومن الطريف أن ملكية النخل تنتقل من شخص إلى آخر في عملية تباع فيها كل نخلة على حدة، أي النخلة تمثل وحدة بيع.. وقد بلغ من تقديرهم لهذه النخلة أن العريس يؤدي مهر فتاته عدداً من النخيل، تنقل ملكيتها من أهله إلى أهل العروسة.. وأخذ يُحدِّثنا، وهو في طريقه للمدينة المنورة، عن النخيل في الأودية التي مر بها، فيذكر (الحمرة) ووادي (الجديدة)، ثم يكتب بعد وصوله إلى المدينة -على ساكنها أفضل الصلاة والسلام- فيذكر امتداد نخل يثرب وتفوقه على ما رآه من نخيلِ المناطق الأخرى.