عادة ما نشعر بشيء من الضيق والتعاطف حين نسمع بصدور عقوبة ضد أحد، خاصة إذا ما علمنا بأن المخالفة المرتكبة منه نابعة عن جهل أو حاجة، وبالمقابل عادة ما نكون بعز نشوتنا وسرورنا حين نسمع بصدور عقوبة ضد أحد، ونحن نعلم بأنه غير مبالٍ أو طماع بزيادة أو منفلت أخلاقياً، بل إنه لو كان الود ودنا لطبقنا عليه أقصى عقوبة دونما شفقة أو رحمة!
أمام الحراك الأمني الذي نشهده اليوم ببلادنا الغالية ممثلاً في الأمن العام (تم القبض)، أو بالضبط الإداري (محاربة الفساد)، أو بحفظ الآداب العامة (مكافحة جرائم المعلوماتية)، أو بعقوبات التشهير (التستر والغش التجاري)، يمكننا ترديد المثل الشعبي المعروف بالقليل من التصرف والكثير من الفخر والإعتزاز؛ (اللي ما ربوه أهله يربيه «النظام»).
لقد كنا بعز نشوتنا وسرورنا ونحن نسمع خبر إصدار هيئة الإعلام المرئي والمسموع فرض غرامة مالية قدرها 400 ألف ريال على مواطنتين بسبب نشرهما فيديو يتضمن إساءة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإحدى الدول الصديقة، وننتظر بلهفة وشوق تطبيق العقوبة المنصوص عليها بالمادة 1/6 لنظام مكافحة جرائم المعلوماتية لإنتاجهما ما من شأنه المساس بالقيم الدينية والآداب العامة والتي تصل عقوبها للسجن 5 سنوات و/أو غرامة 3 ملايين مع التشهير بهما بإحدى الصحف اليومية على نفقتهما.
لقد كنا بعز نشوتنا وسرورنا؛ ونحن نقرأ خبر إغلاق مطعم فرنسي في جدة والقبض على مالكه بعد منعه ارتداء العباءة والثوب السعودي وإحالته إلى النيابة العامة تمهيداً للتحقيق والمحاكمة، وننتظر بلهفة وشوق تطبيق العقوبة النظامية التي تتراوح أيضاً بين السجن والغرامة جراء المساس بالرموز الدينية والقيم الإسلامية، إضافة إلى أنها جريمة تحاكي المقولة الشهيرة (الدار دار أبونا والغرب يحكمونا)!
لقد كنا بعز نشوتنا وسرورنا؛ ونحن نقطف معاً ثمار المقاطعة الشعبية لطبق البيض بعد بلوغ سعره ٢٠ ريالاً وهو ما أجبر التجار الجشعين على خفض سعره إلى ١٣ ريالاً، لقد كنا بعز نشوتنا وسرورنا، ونحن نتابع أصداء تحديد هوية إحدى الفتيات المتنمرات ممن تمتلىء بهن مدارسنا بعد هجومها الشرس على زميلتها وسط ضحكات رفقاء السوء معها، لقد كنا بعز نشوتنا وسرورنا؛ ونحن نتابع الهجوم الكاسح من قبل المغردين الغيورين على أحد العلمانيين الزائرين بعد أن حاول تشويه منجزاتنا الترفيهية مغلفاً وجهة نظره العقيمة بحرية الرأي وهو الذي يحمل رصيداً مخجلاً من الإساءة لبلادنا الغالية. إننا بحق نعيش بعز نشوتنا وسرورنا؛ ونحن نشاهد من يثأر لجراحنا وينتقم لمصابنا، وكل ما نتمناه وننتظره بلهفة وشوق، ألا يُكتفى بتصوير مقفى المقبوض عليهم بل يجب أن يتم تصوير وجوههم من ثلاثة جهات، وأن يشهر بهم في الجرائد اليومية ومواقع التواصل بعد الإدانة، وأن يتم حرمانهم من أدوات الجريمة كالجوال أو الحساب بالسناب والتيك توك أو السجل التجاري مدى الحياة، وأن نختتم الإعلان عن كل حالة قبض بالعنوان البارز لهذه المرحلة المنعشة لنا بمقولة (اللي ما ربوه أهله يربيه النظام).
أمام الحراك الأمني الذي نشهده اليوم ببلادنا الغالية ممثلاً في الأمن العام (تم القبض)، أو بالضبط الإداري (محاربة الفساد)، أو بحفظ الآداب العامة (مكافحة جرائم المعلوماتية)، أو بعقوبات التشهير (التستر والغش التجاري)، يمكننا ترديد المثل الشعبي المعروف بالقليل من التصرف والكثير من الفخر والإعتزاز؛ (اللي ما ربوه أهله يربيه «النظام»).
لقد كنا بعز نشوتنا وسرورنا ونحن نسمع خبر إصدار هيئة الإعلام المرئي والمسموع فرض غرامة مالية قدرها 400 ألف ريال على مواطنتين بسبب نشرهما فيديو يتضمن إساءة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإحدى الدول الصديقة، وننتظر بلهفة وشوق تطبيق العقوبة المنصوص عليها بالمادة 1/6 لنظام مكافحة جرائم المعلوماتية لإنتاجهما ما من شأنه المساس بالقيم الدينية والآداب العامة والتي تصل عقوبها للسجن 5 سنوات و/أو غرامة 3 ملايين مع التشهير بهما بإحدى الصحف اليومية على نفقتهما.
لقد كنا بعز نشوتنا وسرورنا؛ ونحن نقرأ خبر إغلاق مطعم فرنسي في جدة والقبض على مالكه بعد منعه ارتداء العباءة والثوب السعودي وإحالته إلى النيابة العامة تمهيداً للتحقيق والمحاكمة، وننتظر بلهفة وشوق تطبيق العقوبة النظامية التي تتراوح أيضاً بين السجن والغرامة جراء المساس بالرموز الدينية والقيم الإسلامية، إضافة إلى أنها جريمة تحاكي المقولة الشهيرة (الدار دار أبونا والغرب يحكمونا)!
لقد كنا بعز نشوتنا وسرورنا؛ ونحن نقطف معاً ثمار المقاطعة الشعبية لطبق البيض بعد بلوغ سعره ٢٠ ريالاً وهو ما أجبر التجار الجشعين على خفض سعره إلى ١٣ ريالاً، لقد كنا بعز نشوتنا وسرورنا، ونحن نتابع أصداء تحديد هوية إحدى الفتيات المتنمرات ممن تمتلىء بهن مدارسنا بعد هجومها الشرس على زميلتها وسط ضحكات رفقاء السوء معها، لقد كنا بعز نشوتنا وسرورنا؛ ونحن نتابع الهجوم الكاسح من قبل المغردين الغيورين على أحد العلمانيين الزائرين بعد أن حاول تشويه منجزاتنا الترفيهية مغلفاً وجهة نظره العقيمة بحرية الرأي وهو الذي يحمل رصيداً مخجلاً من الإساءة لبلادنا الغالية. إننا بحق نعيش بعز نشوتنا وسرورنا؛ ونحن نشاهد من يثأر لجراحنا وينتقم لمصابنا، وكل ما نتمناه وننتظره بلهفة وشوق، ألا يُكتفى بتصوير مقفى المقبوض عليهم بل يجب أن يتم تصوير وجوههم من ثلاثة جهات، وأن يشهر بهم في الجرائد اليومية ومواقع التواصل بعد الإدانة، وأن يتم حرمانهم من أدوات الجريمة كالجوال أو الحساب بالسناب والتيك توك أو السجل التجاري مدى الحياة، وأن نختتم الإعلان عن كل حالة قبض بالعنوان البارز لهذه المرحلة المنعشة لنا بمقولة (اللي ما ربوه أهله يربيه النظام).