إدارة الأزمات لها دور فاعل في التعامل مع سعير هذا الصيف الصعب، وبخاصة المعرّضين له مباشرة في الأعمال الميدانية.. ليس سرّاً ولا يخفى على أحد رؤية الذين يعملون في مشاريع البناء والمنشآت وعمّال النظافة في هذه الأجواء الحارة، لابد من وجود مرونة في تغيير وقت عمل العمّال للتخفيف من شدة حرارة هذا الصيف الملتهب.
فضلاً عن طلاب المدارس من الابتدائية الى الثانوية بنين وبنات.. لو يتم التبكير في مواعيد الدراسة والانصراف كذلك، وايقاف الأنشطة الرياضية في المدارس حتى لا يتعرض الطلاب لضربة شمس خطيرة.
فاذا كانت هذه الحرارة التي لا تطاق يعاني منها سكان مدينة جدة المدينة الساحلية، فكيف سيكون حالها في مكة المكرمة والمدينة والرياض، وغيرها من المدن ذات الطبيعة الصحراوية والجبلية.. ألا يمكن لإدارة الأزمات اللجوء الى اقتراح عمليات الاستمطار الصناعي في الأجواء المعرّضة لهذه الحرارة غير العادية؟ فعلى حمَلة الدرجات العلمية من المتخصصين في هندسة البيئة وأطوارها وأشكالها ومراحلها، المشاركة في اقتراح الحلول المناسبة، لاسيما وأن الله تعالى هيّأ لنا حكومة يهمّها حال المواطن والمقيم والزائر، وهي تعتني بكل ما يشجّع على السياحة والاستثمار بقدوم ذوي المشاريع الدولية لمباشرة أعمالهم في جوّ مساعد وليس مثبّطاً لتحركاتهم.
حبذا الاسراع في تنفيذ المشاريع الوطنية الخضراء التي أعلن عنها الأمير الشاب سمو ولي العهد -وفقه الله- والتي ستكون أيضاً من العوامل الملطّفة للجوّ.. من ناحية إنسانية أتمنى تبني حملات هدفها العمل التطوعي لتوزيع الماء والمشروبات الباردة على عمال النظافة والبناء الذين يمارسون أعمالهم في الشوارع تحت أشعة الشمس للتخفيف عنهم من عناء العمل، إيمانا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم :››في كل كبد رطبة أجر›› وتقديرًا بسيطًا لجهودهم الكبيرة.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
