.. نادر أن يمر بك موقف أو قراءة أو حديث ولا تجد فيه شيئًا عن المرأة وطبيعة أدوارها، وبعيدًا عن ضجيج الاختلافات والتفسيرات فقد رصدت هذا الأسبوع بعض المواقف والقراءات التي مرت عليّ عن المرأة، ولكم أن تتأملوها بزوايا متباينة..
«1»
.. أبو أحمد.. وجه من الزمن الجميل.. صادفته في إحدى الطرقات في أدغال تهامة.. رجل يراوح عمره المئة عام.. عفوي، بسيط، لم تعكر صفو بدائيته تعقيدات الحياة.. حدثني عن أهل زمانه..
قال: كانوا أهل نخوة وشيمة، يتشاركون في بناء بيوتهم، ويتعاونون في أرزاقهم ويتقاسمون أفراحهم وأتراحهم، قل أن تجد بينهم خلافا على أرض أو خصومة في رزق..
قلت: والمرأة؟
أجاب: و»الحرمة» كانت معنا، تشاركنا في البيت والوادي، تسقي وتزرع وترعى وتضيف..
ولفت نظري في حديث (أبو أحمد) ضبابية المنظور رغم كل هذا الحضور للمرأة.. وربما هذا يعني أن القيمة الحقيقية لها ليست في بعض أدوارها بقدر ماهي في رسالتها..
«2»
.. وقرات هذا الأسبوع عن أول نظام للعمل والعمال في المملكة العربية السعودية، أصدره الملك فيصل -رحمه الله- عام 1389، ولفت نظري أنه من المادة 160 إلى المادة 171 تتعلق بعمل المرأة وتتحدث تفصيلا عن مواقعها وآليات عملها وواجباتها وحقوقها المادية والصحية.. أي منذ 54 عامًا كان عمل المرأة موجودًا كنظام...
«3»
.. وتذكرت هذا الأسبوع استضافة أحد المجالس الثقافية لأحد العلماء الفضلاء ودار حديث عن قيادة المرأة للسيارة يوم أن كان هذا الموضوع يدب مشتعلا من تحت التراب، قال الشيخ لا توجد نصوص ممانعة ولكنها حماية مجتمعية للمرأة..
اليوم التقدير لمجتمعنا الذي استوعب التغيير بوعي كبير، وهو ما جعل أحد المشايخ الظرفاء يعلق: قد نحتاج إلى «فقه خط رجعة» عندما نجد أن هواجسنا في غير محلها..!!
«4»
.. وقرأت قبل أيام خاطرة تعليقًا على أستاذنا عبدالله الغذامي عن كتابه «المرأة واللغة» على ما أعتقد.. والذي يتحدث فيه عن ما أسماه (ثقافة الفحل) و(اللغة الذكورية) وأن الرجل ظل لقرون هو من يسيطر على المشهد اللغوي، وهو من يتكلم عن المرأة ويعبر عن حقيقتها وصفاتها، وأنها اليوم تعيش نقلة نوعية بعد أن خرجت من عباءة الذكورية المتسلطة.
لكن السؤال يظل قائمًا عن: حال المرأة ما بين لسانها ووقع أقدامها، أيهما أسبق؟ وأيهما أخطر..!!
«5»
.. وعلى ذمة صحيفة «صن» البريطانية فإن اللاجئة الأوكرانية (صوفيا كركدوم) والتي تعاطفت مع حالتها الإنسانية عائلة بريطانية واستقبلتها في منزلها خطفت قلب الزوج (توني غارنيت) من أول يوم وطأت فيه قدماها المنزل الإنجليزي، وأخذته من زوجته (لورنا) وطفليه وغادرت به المنزل في وسط ذهول الزوجة.
هو درس للنساء والرجال: المرأة قد تنجو من حرب أشعلتها دولة، لكن البيوت قد لا تنجو من حرب تشعلها هي..!!