أُحاول أن أستعيد تدريجياً بعض حواسي وعاداتي بعد الوعكة التي تعرَّض لها قلبي الصغير، والتي أخذتني من مكاني إلى مكانٍ مختلف، ومشاعر مختلفة لحكاية بدأت بزيارة للخدمات الطبية بالخطوط السعودية، ومقابلة الأخ الرائع الدكتور نادر حسين الطبيب، الذي بالفعل كان له الفضل بعد الله في تخليصي من كارثة محققة حين قرَّر إجراء فحوصات للقلب، ليكتشف أن قلبي تعرَّض لذبحةٍ صدرية مكتملة، أخذتني من غرفة الطوارئ وعناية الدكتورة هند -يحفظها الله- إلى العناية المركزة في مستشفى عرفان، ومن ثم بعدها إلى غرفة العمليات، وعلى يد سعادة البروفيسور الماهر جراح القلب الشهير الدكتور عبدالمقصود وفريقه الطبي المنسجم معه جداً، انتهت الحكاية بالقسطرة وتركيب دعامتين، والحمد لله على كل حال..!!
ولأن للحكاية التي هبطت فجأة تفاصيل؛ كشفت لي قيمة الصدق والصداقة التي وجدتها في علاقتي بالأخ الجميل الطبيب الإنسان الدكتور أسامة ظفر، استشاري الجراحة واستشاري الإدارة الصحية الذي يدير «إنترسيرفس» للخدمات العلاجية في مدينة جنيف بسويسرا، هذا الرجل الذي أزعجه دائماً وأستشيره إلى أي طبيب أذهب، وبحكم خبرته وحبّه لي يدلني دائماً إلى المكان المناسب، وأشكره جداً أنه قال لي اذهب فوراً إلى الدكتور عبدالمقصود في مستشفى باقدو والدكتور عرفان، هذا العالم وطبيب القلب الذي يحمل في صدره قلب إنسان فخم ونبيل، وفريقه الذي بالفعل يشعرونك بأنك أنت أهم ما في حياتهم، وهم كثيرون ورائعون ومخلصون جداً في تعاطيهم مع المرضى، والحمد لله أنني بالفعل كنت محظوظاً جداً في اختيار الطبيب المناسب والمكان المناسب..!!
(خاتمة الهمزة).. مهنة الطب هي مهنة إنسانية بامتياز، يتقنها أولئك الذين تربوا على الفضيلة والإحسان للإنسان والحياة كلها، فشكرا لله أولاً، ومن ثم لكل الذين وقفوا معي، وكل الذين زاروني، وكل الذين سألوا عني، وكل الذين وجدتهم بجانبي في أزمة أحمد الله أنها انتهت بالسلامة.. وهي خاتمتي ودمتم.