عندما وضعت قيادتنا -رعاها الله- خطتها الطموحة 2030 قبل ثمانية أعوام كان من أهم أهدافها الاستغناء عن النفط كمورد وحيد للاقتصاد الوطني، ولتحقيق هذا الغرض بدأت في تهيئة الوطن لذلك فأنشأت عدة منافذ لدعم الاقتصاد الوطني ومن أبرز تلك المنافذ إنشاء وزارة للسياحة التي أوكل إليها هذا الأمر بهدف خدمة المشاريع السياحية وخدمة السائحين القادمين من الدول الأخرى والمواطنين والمقيمين داخل الوطن، كما قامت الدولة بتأسيس الكثير من الموارد الاقتصادية غير النفطية التي تخدم التنمية بصورة عامة والمجال السياحي بصورة خاصة وفي مقدمة ذلك فتح الأبواب للراغبين في القدوم إلى المملكة بهدف السياحة بالإضافة إلى أبناء الوطن والمقيمين فيه وقامت الدولة بتأسيس الكثير من المشاريع السياحية العملاقة كمشروع نيوم العظيم على ساحل البحر الأحمر ومشروع القدية بمنطقة الرياض ومشروع السودة بمنطقة عسير ومشروع جدة داون وسط جدة بمدينة جدة ومشاريع سياحية أخرى سيتم تنفيذها تباعاً كما فتحت الباب للراغبين في القدوم إلى المملكة للتعرف على حضارتها وأماكنها الطبيعية ووضعت لذلك الأنظمة والقوانين الداعمة لمورد السياحة.
وبالرغم من هذا التوجه الرائع الذي تضمنته الخطة التنموية ورغم الجهود المبذولة من قبل وزارة السياحة والتي لم تصل إلى الطموح المنشود إلا أن هناك الكثير من العوائق التي تعوق دعم المقومات الأساسية التي تقوم عليها السياحة ومن أهم تلك العوائق:
- لاتساع مساحة المملكة وتباعد أطرافها فإن ذلك يستوجب توفير وسائل النقل الميسرة والرخيصة وتهيئة الطرق الواسعة والمهيأة بأماكن للاستراحات النظيفة والمجهزة بكل الوسائل التي يحتاجها مرتادو تلك الطرق.
- كما يستوجب إعادة النظر في الغلو المتنامي في الأسعار سواء كان ذلك في أجور النقل وفي مقدمته أسعار الناقل الجوي السعودي الذي أراه يسير بعكس الاتجاه لدعم السياحة الداخلية وكذلك خفض أسعار المواد الغذائية والفنادق والشقق الفندقية وقمع المخالفين لذلك.
- لأهمية الناقل الوطني يستوجب توفير رحلات إضافية لمواكبة حجم الطلب على الوجهات السياحية الداخلية. - تهيئة البنية التحتية الجاذبة في الأماكن السياحية التي يحتاجها السائح كالأماكن المغطاة والمجهزة بدورات المياه والمطاعم والمقاهي وألعاب الأطفال وتنفيذ المهرجانات الترفيهية بها.
- المنطقة الجنوبية من المملكة تتميز بطبيعتها الساحرة لذلك يستوجب أن تدعم بالمشاريع السياحية الصيفية والشتوية.. والله من وراء القصد.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
