وفقًا لـWorld Bank فإن متوسط معدل الإنجاب في المملكة العربية السعودية تراجع من 7 أبناء لكل امرأة في عام 1981 إلى طفلين فقط في عام 2022، فإذا صدقت هذه الإحصائية فإن الزمن القادم بحلول عام 2040 سيكون الإنتاج البشري لكل امرأة طفلاً واحداً لا غير، وسيكون هناك انخفاض كبير في تعداد السكان وندق وقتها ناقوس الخطر، فالأمر يحتاج دراسة متأنية وموثقة، والواقع يشير إلى صدق ذلك إذا ما قارنا بين عدد المواليد في السابق مع ما هو اليوم.
وهناك بعض الأسباب أو المظاهر الاجتماعية التي تفسر هذا الانحدار في الإنجاب ولعل من أبرزها عزوف الشباب عن الزواج أو إذا أردنا أكثر دقة فإننا نقول إن هناك تأخراً كبيراً في سن إقبال الشباب على الزواج، ففي السابق كان الشاب يتزوج ما بين سن العشرين والخامسة والعشرين، وينبني على هذا أن الشابات يتأخرن كذلك في سن الزواج فبالتالي تكون فرصة الإنجاب محدودة، فإذا أضيف عامل ضعف الاستقرار الأسري بين الشاب والشابة المتزوجين من حيث زيادة نسبة الطلاق والخلع والانفصال والتباعد فإن هوة الإنجاب تزداد بعدًا، وكذلك ما طرأ على المجتمع من تباعد تلاقي الزوجين بسبب النموذج الجديد لحياة كل منهما بقضاء معظم الوقت مع الأصدقاء والصديقات واعتبار ذلك نوعاً من أساسيات الحياة للاستمتاع بها فإن ذلك ما يجعل فرصة الإنجاب صعبة خاصة إذا استصعب الزوجان تحقيق متطلبات ما يحتاجه الأطفال من مصروفات واهتمام فيكتفون بطفل واحد أو اثنين.
والعجيب جدًا أن من رزقه الله حياة مالية ميسرة ولدى الزوجين وظيفة وراتب يكفي لخمسة أطفال هم من ليس لديهم رغبة للإنجاب بالتعذر بأن الحياة تغيرت وأن من حقهما الاستمتاع بها بعيدًا عن تعب الأطفال وتربيتهم، والبعض منهم يرى في النموذج الغربي المثال الذي يصبو إليه وأن ذلك سبب للسعادة والاستمتاع أكثر بالحياة والسفر، والحقيقة التي تشير إليها كل الدراسات الاجتماعية عكس ذلك حيث إن التربية والأسرة الممتدة هي التي تجلب السعادة والاستقرار النفسي للطفل وأن عائدها حتى على الوالدين وأعضاء الأسرة كبير وإيجابي بعكس الأسرة النووية (التي فقط الوالدان ومحدودي الأطفال) فإن انعكاساتها التربوية والنفسية سيئة خاصة عند فقد أحد الوالدين أو كليهما أو تباعد الأبوين بالطلاق أو الخلع ومن هنا وقبل فوات الأوان ودراية للواقع الذي نعيشه والمستقبل الذي ننتظره في ما يخص انخفاض الإنجاب وانحداره إلى هاوية محدودية الإنجاب فإنني أدعو الجهات الرسمية لسرعة دراسة الوضع وإيجاد حلول لمعالجة الأسباب بل قد يقتضي الأمر إلى دعم مادي يحث على الإنجاب والأمر ليس كما يظن البعض أنه مظهر اجتماعي عادي ذلك أن حصيلته إنما تتم ملاحظتها وحصادها بعشرات السنين وليس آنية ومرتبطة بسنة أو سنتين وهنا ألمح إلى أهمية الأمر وخطورته كناحية اجتماعية فقط لا غير.