هناك إجماع إنساني على أن الطفل الذي يولد من أب غير معروف طفل لا ذنب له في الحياة، وبالتالي كل القوانين بما في ذلك الشريعة الإسلامية تحميه من التنكر له أو التنمر عليه، بل الكل يدعو إلى سن أنظمة وقوانين لحمايته كنفس بشرية، والله سبحانه وتعالى قدس النفس البشرية وقال عنها كنفس فقط (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً)، ولذا هناك مقترحات للتغلب على هذه المشكلة المؤلمة التي يجب أن تشارك في محاربتها وحل أمورها جهات متعددة، فالإعلام له دور والشؤون الاجتماعية لها دور والصحة لها دور والتعليم له دور..... وفيما يلي بعض الاقتراحات لعل فيها ما يكون سببًا في محاصرة ظهورها وحلها عند حصولها:
* الوقاية خير من العلاج، وأول وسائل الوقاية هو التحصين وأخذ لقاح الوقاية من الوقوع في المحرم، ألا وهو الزواج وتحصين الشباب والشابات به والحث عليه وتسهيل أموره وإزاحة كل العقبات التي تقف أمامه وتحريك كل الأنشطة الاجتماعية لتشارك في التشجيع عليه، واقترح عودة بنك التسليف للمساعدة على الزواج، وتشارك كذلك وزارة تنمية الموارد البشرية والشؤون الاجتماعية بتبني عدد من الشباب المقبل على الزواج بمنحه مبلغًا من المال يساعده على الزواج وهكذا الجمعيات الخيرية، فبالتضافر المالي يمكن الدفع بعجلة الزواج لتكوين أسر اجتماعية بعيدًا عن الحرام والوقوع فيه، أما الجانب الآخر وهو الجانب التوعوي فتتولاه جهات متعددة وأهمها وزارة التعليم ووزارة الإعلام وخطباء المساجد والأئمة، ولعل من أهم الأساليب الواقية هي ما تقوم به الأسرة من توجيه وتربية خاصة الوالدين واهتمامهما بمتابعة الأبناء والبنات والتلطف معهم ومصادقتهم وتقدير أوضاعهم وصنع البديل لهم وتهيئة صداقات من الزملاء والزميلات تملأ عليهم فراغهم وتسير لهم حياتهم في الاستفادة من أوقاتهم.
* أما إذا حلت الأقدار ووقعت البنت في شراك حمل محرم فإن أول شيء يجب أن تخطوه البنت هي جر شريكها في تحمل المسؤولية وإتمام الموضوع بسرعة بالعقد عليها وزواجها منه وأن تتبنى الأسرة خاصة الوالدين الموضوع بكل سرية ومع أن الموضوع مؤلم إلا أن هذا الحل مثالي في أبعاده وإنساني في معطياته وقد يتحمس البعض في إقرار العقوبة وإنزال الحكم الشرعي وهذا ليس من الهدي النبوي ويخالف القواعد الأصولية لأن الله يحب الستر ويحث عليه.
ولا شك أن «لم» الموضوع ومعالجته واقعيًا وحياتيًا هو الأسلم والعودة بعد ذلك إلى الله بصدق سيمنح من وقعا به توبة صادقة وحياة قادمة أكثر قربًا إلى الله من غيرهما، ومن يتوب يتب الله عليه وأنين المذنبين أفضل عند الله من ترنيمات المغرورين.
أما مسألة الإجهاض عند بداية ظهور علامات الحمل فيختلف البعض في إقرار هذا الرأي من عدمه -لاحظ لا نتحدث عن إجهاض الأجنة الشرعية- والاختلاف في ذلك اجتماعيًا إنما هو بسبب الخوف من أن يتخذ ذلك سبيلاً لاستمرار الوقوع في المحرم، كون أن هناك إجهاضاً فتكون هناك عودة إليه مرات أخرى خاصة إذا كان هناك إذن رسمي في تطبيقه، وأعتقد أن موضوعًا اجتماعيًا كهذا بحاجة إلى بحثه من الناحية الشرعية ولا أدري إن كان هناك حكم فقهي أم لا في هذا الأمر رغم أنه قليل الحدوث والحمد لله في مجتمعنا، والله يحفظنا من كل ما يغضبه علينا وهو خير حافظ وأرحم الراحمين.