كلمة العقوق تعني التمرّد المتعمّد من شخص مريض نفسيّاً تجاه من تجب طاعته واحترامه كالوالدين.. وقد شاعت مؤخرًا في أوساط التواصل الاجتماعي صورٌ شتّى من العقوق التي ينكرها الله تعالى ويحذر منها رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام.. فالقرآن الكريم وضع خطوطاً عريضة لا يفطن لها إلا المؤمن بالله وبنبيّه حيث ربط أمر طاعة الوالدين بعبادة الخالق العظيم مباشرة دون مواربة أو احتيال أو تبرير حتى ولو كان الوالدان غير مسلمَين.. فعقوق الوالدين بوابة كبيرة إلى غضب الله وبئس المصير.
قرأت مرة خبرًا في صحيفة أخبار لوس انجلوس عن امرأة عقّها ابنها كثيراً فرفعت أمره إلى المحكمة تطالبه بتسديد ما صرفت عليه من نفقة منذ ولادته إلى أن بلغ العشرين عاماً وذلك بمبلغ قدره 73000 دولار وقدمتْ للمحكمة قائمة من المصروفات احتوت على الحفائظ والحليب والعلاجات والملابس والنزهات وغيرها الكثير مما يصعب ذكره في هذا المقال، واقتنع القاضي بصحة الوثائق الخاصة بمصاريفها، وأمر ابنها بالتسديد ولو على دفعات أو بالسجن.
شيء عجيب علاقة بعض الأمهات بأبنائهم في الغرب، بينما لا يحدث هذا مطلقاً في المجتمعات المسلمة لشعور الوالدين بوجوب رعاية أبنائهم من المهد إلى الرجولة، وهناك بون شاسع بين التربية السائدة في الغرب والعلاقة الحميمية الفطرية في تربية الأمهات لأولادهن في المجتمعات الإسلامية.
ومحليًا مازالت قضية الابن العاق الذي يريد إخراج والدته من بيتها الذي ورثته عن زوجها وإسكانها في غرفة في سطح المنزل بناء على اقتراح من زوجته تثير جدلاً وغضبًا في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو أمر قبيح ومن أشد أنوع العقوق، فعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: «ومنهم العاق لوالديه».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال (أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أبوك) كما في صحيح البخاري.
اللهم اهدِ هذا الابن إلى أن يحسن إلى أمه ويطيعها ولا يغضبها حتى لا تغضب عليه فيعذبه الله في الدنيا والآخرة.