في شهر يونيو من سنة 2012 صدرت عن المعهد الملكي للشؤون الدولية بلندن دراسة مفصلة حول استهلاك الطاقة في المملكة العربية السعودية، كانت الدراسة مرعبة؛ لأنها قررت أنه إن استمرت معدلات الاستهلاك تتزايد بنفس الوتيرة فإن المملكة ستتحول عام 2040م من دولة مصدرة للنفط إلى دولة مستوردة! لأن الإنتاج المحلي حينها لن يكفي الاستهلاك.
إن (الإسراف الاستهلاكي) للأسف سمة بارزة لدينا، والمشكلة الكبرى أن هذا الإسراف يجري في حقّ ثروات ناضبة غير متجددة، بل كل إسرافنا الاستهلاكي يرجع في النهاية إلى (ثروتنا الأولى): البترول.
فالماء الذي نستهلكه هو نتاج محطات تحلية تعتمد على البترول، والكهرباء التي نستهلكها هي نتاج محطات تعتمد على البترول أيضًا، والوقود الذي نستهلكه في سياراتنا هو من مشتقات البترول.
إننا نمارس هدرًا فظيعًا في ثروتنا القومية الأولى، ونجني بذلك على أنفسنا، وبلادنا، وأجيالنا المستقبلية، حيث يبلغ معدل استهلاك الفرد للماء 380 لترًا يوميًا تقريبًا، في مقابل معدل عالمي يقارب 180 لترًا يوميًا! ويبلغ معدل استهلاك الفرد في المملكة للكهرباء 8.23 ميجاواط/ساعة على وجه التقريب، وهي ضعف معدل استهلاك الفرد عالميًا! مع زيادة سنوية تصل إلى 5%.. بل كشفت دراسة نشرتها صحيفة الاقتصادية من سنوات أن استهلاك الفرد في المملكة العربية السعودية يعادل تسعة أضعاف متوسط استهلاك الفرد في أكبر أربع دول عربية من حيث السكان!
هذه الإحصاءات المفزعة مردها إلى سلوكيات مدمرة تعودنا عليها مع مرحلة الطفرة، ويجب الآن معالجتها عبر حزمة من البرامج التوعوية، والقوانين الحازمة، والمشاريع البديلة.
كنا فيما مضى نحمل شيئًا من الإحساس بقيمة هذه النعم، كنا نستخدم (لمبة صفر) لأنها توفر الكهرباء، وكنا نتوضأ بإبريق صغير، ونغتسل بنحو ذلك، كنا.. وكنا، لست أدعو للعودة إلى الماضي كممارسات طورتها الحضارة اليوم، ولكنني أدعو إلى حمل ذلك الشعور الذي كان يدفعنا إلى تقنين استهلاكنا عن قناعة ورغبة واهتمام.
علينا كسعوديين أن ندرك أن هذه الوفرة في الماء والكهرباء هي من نعم الله علينا، وهي بعد فضل الله بسبب سياسات الدعم الهائلة من قبل الحكومة، فالحكومة تدفع سنويًا ما يقارب 150 مليار ريال لدعم الوقود المستخدم في الإنتاج، إضافة إلى قروض ميسرة لشركات الكهرباء وتحلية المياه.
ولنا أن نتخيل كم ستكون تكلفة الكهرباء والماء على المواطن لو وقف هذا الدعم وتم التعامل بالأسعار العالمية!
إن المحافظة على هذا الوفر وهذا الرخاء وهذه النعمة لأطول مدة ممكنة مرهون بوعينا معاشر المواطنين وإيماننا بضرورة الترشيد، والحرص، والله تعالى يقول: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كُلْ واشرب، والبَسْ وتصدق، من غير سَرَف ولا مَخيلة» رواه أحمد وأبو داود.
إن (الإسراف الاستهلاكي) للأسف سمة بارزة لدينا، والمشكلة الكبرى أن هذا الإسراف يجري في حقّ ثروات ناضبة غير متجددة، بل كل إسرافنا الاستهلاكي يرجع في النهاية إلى (ثروتنا الأولى): البترول.
فالماء الذي نستهلكه هو نتاج محطات تحلية تعتمد على البترول، والكهرباء التي نستهلكها هي نتاج محطات تعتمد على البترول أيضًا، والوقود الذي نستهلكه في سياراتنا هو من مشتقات البترول.
إننا نمارس هدرًا فظيعًا في ثروتنا القومية الأولى، ونجني بذلك على أنفسنا، وبلادنا، وأجيالنا المستقبلية، حيث يبلغ معدل استهلاك الفرد للماء 380 لترًا يوميًا تقريبًا، في مقابل معدل عالمي يقارب 180 لترًا يوميًا! ويبلغ معدل استهلاك الفرد في المملكة للكهرباء 8.23 ميجاواط/ساعة على وجه التقريب، وهي ضعف معدل استهلاك الفرد عالميًا! مع زيادة سنوية تصل إلى 5%.. بل كشفت دراسة نشرتها صحيفة الاقتصادية من سنوات أن استهلاك الفرد في المملكة العربية السعودية يعادل تسعة أضعاف متوسط استهلاك الفرد في أكبر أربع دول عربية من حيث السكان!
هذه الإحصاءات المفزعة مردها إلى سلوكيات مدمرة تعودنا عليها مع مرحلة الطفرة، ويجب الآن معالجتها عبر حزمة من البرامج التوعوية، والقوانين الحازمة، والمشاريع البديلة.
كنا فيما مضى نحمل شيئًا من الإحساس بقيمة هذه النعم، كنا نستخدم (لمبة صفر) لأنها توفر الكهرباء، وكنا نتوضأ بإبريق صغير، ونغتسل بنحو ذلك، كنا.. وكنا، لست أدعو للعودة إلى الماضي كممارسات طورتها الحضارة اليوم، ولكنني أدعو إلى حمل ذلك الشعور الذي كان يدفعنا إلى تقنين استهلاكنا عن قناعة ورغبة واهتمام.
علينا كسعوديين أن ندرك أن هذه الوفرة في الماء والكهرباء هي من نعم الله علينا، وهي بعد فضل الله بسبب سياسات الدعم الهائلة من قبل الحكومة، فالحكومة تدفع سنويًا ما يقارب 150 مليار ريال لدعم الوقود المستخدم في الإنتاج، إضافة إلى قروض ميسرة لشركات الكهرباء وتحلية المياه.
ولنا أن نتخيل كم ستكون تكلفة الكهرباء والماء على المواطن لو وقف هذا الدعم وتم التعامل بالأسعار العالمية!
إن المحافظة على هذا الوفر وهذا الرخاء وهذه النعمة لأطول مدة ممكنة مرهون بوعينا معاشر المواطنين وإيماننا بضرورة الترشيد، والحرص، والله تعالى يقول: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كُلْ واشرب، والبَسْ وتصدق، من غير سَرَف ولا مَخيلة» رواه أحمد وأبو داود.