منذ ما يقارب العشرين عامًا وأنا أخط لكم كلماتي هذه عبر صحيفة (المدينة) من كاتبة عمود أسبوعي حتى أصبحت من كتاب الرأي وأصبح لي متابعون وقراء من كل مكان وتصل مقالاتي للمهتمين بعالم الكتابة والقراءة، وفي شهور قليلة جدًا لم تتجاوز أربع أو خمس أشهر فقط لقاء واحد مع السيدة الفاضلة والإعلامية المتميزة بنت المدينة غزل بري وعبر مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر انتشارًا في العالم اليوم استطاعت كلماتي أن تدخل كل بيت ويتداولها الجميع حتى أنني التقيت بسيدة كبيرة في السن في إحدى المناسبات واستوقفتني لتسألني: أنت صاحبة المقطع الذي تقولين فيه: أنا غنية وأحب الهدية وتحدثتي عن أهل المدينة؟ تعجبت كثيرًا حينها، ولكن ما جعلني أكتب لغزل اليوم وأقول لها شكرًا لأنها كانت السبب في الوصول لمعلمتي -ناجية سمان- معلمة الدين في المتوسطة السابعة بالحرة الشرقية في المدينة النبوية، نعم معلمتي سمعت كلماتي وشاهدت اللقاء في بودكاست غزل وبحثت عني وتواصلت مع المجموعات عبر الواتس لتصل لرقمي وتتواصل معي، بكيت وبكت كثيرًا عندما تم الاتصال الإنساني بين معلمة وطالبتها واستدعت الذاكرة كثيرًا من القصص الجميلة في مرحلة الدراسة وكيف أن صوت الطالبة لم يتغير حتى وإن تغير الشكل، والروح بقيت كما هي لم تكبر ولن تشيخ، ما أسعدني بمعلمتي الغالية التي علمتني دروس الدين وترحمنا على من مات من معلمات تلك المدرسة التي جمعتنا وذكرنا بالخير كل من بقي على قيد الحياة.
أقول عبر هذه الأسطر: إن مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة لها فوائد كثيرة إن عرفنا كيف نستثمرها ويكون لنا فيها حضور قوي ولا نتركها للتافهين والتافهات، صناعة المحتوى حرفة ويمكننا إتقانها، وقد عزمت بحول الله على خوض غمار هذه التجربة وكم أتمنى أن يجمعني عمل وطني بالإعلامية المتألقة غزل فريد بري والتي لم أكن أعرفها قبل إجراء اللقاء الذي تم معها في الرياض ولكن أرواحنا التقت من اللحظة الأولى، وإن كان لي منجزات حقيقية في هذا العام ومن بداياته معرفة أناس طيبين معرفتهم بمثابة الكنز الذي لا يقدر بثمن، وأسأل الله تعالى أن يقدر لنا الخير كله وأن يستعملنا فيما يرضيه عنا.
الحوارات الهادفة والموضوعات التي تلامس الإنسان العادي والبيوت والأسر السعودية وحياتهم اليومية تلاقي قبولاً مجتمعيًا، المهم اللغة التي نتحدث بها كلما كانت لهجتنا بيضاء وصادقة وبدون تكلف كانت للقلوب أقرب وكان لها في النفوس وقع عظيم.. قلت للأخت غزل هل تعلمين لماذا كانت كلماتي تتردد في المجالس ومقاطع اللقاء من شهور لأننا لم نرتب ولم نتفق على الأسئلة مسبقًا وكانت التلقائية والعفوية هي الرسول الصادق لقلوب الناس، والقبول تم من الله جل في علاه، وعلى نياتكم ترزقون عبارة سمعتها تتردد كثيرًا من أمي -رقية حمدان- رحمها الله، وجدتي -ماريا الأحمدي- كانت تقول: النيّة مطيّة.
النجاح الحقيقي للإنسان عندما ينمي عمارة الأرض بالحب الصادق والمشاعر الإنسانية الخالصة، وحب الأوطان دومًا يكون عبر نشر المحبة والسلام والعمل المتفاني في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة والعيش بامتنان لكل نعمة منَّ الله بها عليك.. ابحثوا عن شغفكم في هذه الحياة تعيشوا سعداء وتغمركم مشاعر السكينة والطمأنينة والراحة.. ممتنة لرب العالمين لأن في حياتي شخصيات تحمل روحًا تواقة للعلياء والتميز وحب الإنجاز ولها كل يوم موعد مع النجاحات المتنوعة ومنهم غاليتي غزل، تحية مداد الكلمات لهذا الدور الإعلامي الذي تقومين به لخدمة وطنك ومجتمعك ودمت موفقة ونفع الله بك.