.. هل فعلا زامر الحي لا يطرب؟
أم أن زامر الحي العربي وحده هو من فقد قدرته على التطريب، فأصبح صوته مبحوحًا لا يسمعه أحدًا ونشازًا لا يقنع أحدًا..؟!!
****
.. وما بين هذا وذاك، أقبل علينا الزمار الغربيون يركضون بخيلهم ورجلهم ليملأوا كل المساحات والمسامات والفراغات، ونحن أسلمنا لهم القياد نقول بقولهم ونسمع لرأيهم...!!
****
.. وأعني السياسة تحديدًا..
غاب حضورنا العربي عن قضايانا وأزماتنا العربية، وأصبح (السيد الغربي) هو من يصول ويجول فيها، يفعل ما يريد؟ ويحكم بما يريد؟ ويوجهها كيف يريد؟.
****
.. وتأملوا ما يجري على أرض الواقع..
.. في السودان، فريق «الآلية الثلاثية».. -الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة و(الأيغاد)- هم من يديرون أزمة هذا البلد.
.. وفي ليبيا، تجدف المبعوثة الأممية «ستيفاني وليامز» في لجة خلافات الأطراف الليبية كيف تشاء؟ وتحركها كما تشاء؟ ومن خلفها جوقة من سحنات (التغريب)..!
.. وفي اليمن، المبعوث الأممي «هانس غروندبرغ» يلاحق نفسه ما بين الهدنة وخطة السلام.. وخلفه (ذو الأيدي) يحتشدون، ولا تدري فعلا من يريد إنهاء الأزمة، ومن يود إطالتها؟.
.. وتحولت سوريا، هذا البلد العربي العريق إلى مسرح كبير للتدخلات الأجنبية، يدفع ثمن التدخل الأجنبي مثل ما يدفع ثمن نظامه، ولازالت دمشق ضحية لصراع لا ناقة لها فيه ولا جمل.
.. وفي العراق ولبنان ذات النفوذ الأجنبي...!!
****
.. كل هذا يحدث في ظل بيات شتوي عربي..
فقدنا ربما الثقة في ذواتنا مثل ما فقدنا الثقة في بعضنا، وظهر حال جامعتنا العربية وكأن أطرافها تعاني من شدة البرد أو سموم القيظ، وأصبحنا نواجه بعض حضورنا الخجول بنظرات الريبة والتشكيك، بينما نحني الرأس فرضًا أو قناعة لكل تدخلات «السيد الغربي» الذي نعرفه (تاريخيًا) بكل ما فيه من نوايا مستترة وغايات خفية..!!
****
.. اليوم أظهرت الحرب الأوكرانية توجهات العالم نحو تعزيز تحالفاته أو بناء تحالفات جديدة، رأينا «الناتو» ماذا يعمل؟ و»الاتحاد الأوروبي» ليس عنه ببعيد.
فلا نظل نحن العرب في مواقع الجمود والتشرذم والتبعية.. اليوم البقاء للأقوى.. ولذلك نحن أحوج ما نكون إلى إعادة بناء تحالف عربي - عربي قوي.
علينا أن نعكف على جامعتنا العربية، نعيد بناء هيكلتها وصياغة أنظمتها وفق المرحلة والمتغيرات ونعزز حضورها ونمنحها القوة حتى تستطيع القيام بأدوارها ومسؤولياتها، ولن ينقصنا شيء من أسباب القوة «البشرية والطبيعية» إذا ما اتحدنا..!!