تُواجه واشنطن صعوبة في إلحاق الهند بخطتها لمواجهة روسيا والصين. وبالرغم من أن روسيا وكذلك الصين لم تكسب أي منهما الهند إلى جانبها، إلا أن المواقف السياسية للهند تُشكِّل أرقاً للولايات المتحدة. وأرسلت الرسل، وعلى رأسهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ومسؤولون أمريكيون كبار إلى نيودلهي، لكن الهنود أصرُّوا على الوقوف كمحايد في النزاع الأمريكي مع بكين وموسكو. واستقبلوا وفوداً أخرى من روسيا (على رأسهم وزير الخارجية لافروف) والصين، وواصلوا (حيادهم) بالتعامل مع كل من موسكو والصين تجارياً وفي مجالاتٍ أخرى. وزار نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، دوليب سنج، نيودلهي أوائل شهر إبريل الماضي، وهدَّد الهند في تصريح علني بأن الدول التي لا تلتزم بالعقوبات الأمريكية على روسيا ستُواجه عواقب لن تكون في مصلحتها. وعندما عقد مؤتمر قمة افتراضي نهاية نفس الشهر بين الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء الهندي، نارندرا مودي، تخلَّت واشنطن بعدها عن لغة التهديد مع الهند، التي واصلت شراء أسلحة من روسيا، (تعتمد الهند على حوالى 85% من أسلحتها على روسيا)، وواصلت شراء النفط الروسي بأسعار مخفضة، والتعامل التجاري مع موسكو بالروبل الروسي والروبية الهندية.
تتشارك الهند مع الصين حدوداً تبلغ 2000 ميل، (حوالى ثلاثة آلاف ومائتي كيلو متر)، وتتنازع الدولتان عليها، وشُنَّت حروب بين الاثنتين حول هذه الحدود. وتُواجه الهند صعوبة في مواجهة الصين عسكرياً، وحتى تجارياً، لذا تعتقد الولايات المتحدة أن هذا الوضع يجب أن يكون أساساً لتحالف واشنطن ونيودلهي يقوِّي من الموقف الهندي. إلا أنه يبدو أن الهند غير مقتنعة بذلك. ولكن هذا لم يجعل واشنطن تفقد الأمل في جذب الهند إليها. بينما يرى بعض المراقبين أن الهند قد تسعى إلى إحياء تحالف دول العالم الثالث الذي كان خلال الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي ودول الغرب، وأُطلق عليه مُسمَّى (الحياد الإيجابي). وإن كنتُ أعتقد أن هذا الاحتمال غير ممكن في الظروف الجيوسياسية الحالية في العالم. ولا يبدو أن رئيس الوزراء الهندي الحالي نارندرا مودي وحزبه الحاكم، المتطرف هندوكياً، بقادر على قيادة الهند لتكون قطباً عالمياً، نظراً للسياسة المتطرفة التي يتبعها بتشجيع الخلافات الدموية الحادة بين المسلمين الهنود، والمكوّن الهندوكي فيها. وتأييد عدد من أقطابه تصفية عرقية تُخلِّص الهند من أكثر من مائة مليون مسلم من مواطنيها.
إلا أن إدارة جو بايدن بواشنطن لم تفقد الأمل وحزبها الديموقراطي الحاكم في كسب الهند إلى جانبها، وتقول إن الهند تعهدت المشاركة مع الولايات المتحدة لإقامة نظام عالمي ليبرالي قائم على القواعد الديموقراطية، ولهذا فهناك أمل بأن تقف إلى جانب هذا النظام. وأعلنت مجموعة كواد (الرباعية) المكونة من الهند والولايات المتحدة وأستراليا واليابان عن مشروع للمجموعة تتشارك فيه بالمعلومات البحرية فيما بينها. إلا أنها فوجئت بعدها ببضعة أيام أن الهند اتفقت مع الصين للتعاون في الفضاء، وأنها ستشارك بقمرين، ضمن مجموعة من الأقمار الصناعية، لتوفير معلومات لدول البريكس (الصين والهند والبرازيل وروسيا وجنوب إفريقيا). وتواصل حكومة مودي التعاون مع الصين في المجال الأمني والفضاء، وشاركت القوات الهندية نظيرتها الصينية في تدريبات عسكرية تحت مظلة منظمة شنغهاي للتعاون.
مما لفت انتباهي مؤخراً الإعلان عن أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، سوف يعلن في مؤتمر قمة افتراضي خلال زيارته للشرق الأوسط الشهر القادم عن قيام ما سُمِّي بأنه (حوار لأربع دول، هي الولايات المتحدة والهند وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة)، من المتوقع حتى الآن أن يكون اسمه I2 U2 (حرف I للهند وإسرائيل، وحرف U للولايات المتحدة والإمارات المتحدة)، وقيل إن هذا تكتل حواري سيُركِّز على آسيا، ويسعى للتعاون الاقتصادي والسياسي في الشرق الأوسط وآسيا، بما فيها المناخ والطاقة والتنسيق في قضايا أخرى. وتساءلت، نظراً لعدم وجود تفسير مقنع، فيما إذا كانت هذه محاولة أخرى من واشنطن للتقرب إلى نيودلهي؟ وماذا ستكون تفاصيلها؟.
تتشارك الهند مع الصين حدوداً تبلغ 2000 ميل، (حوالى ثلاثة آلاف ومائتي كيلو متر)، وتتنازع الدولتان عليها، وشُنَّت حروب بين الاثنتين حول هذه الحدود. وتُواجه الهند صعوبة في مواجهة الصين عسكرياً، وحتى تجارياً، لذا تعتقد الولايات المتحدة أن هذا الوضع يجب أن يكون أساساً لتحالف واشنطن ونيودلهي يقوِّي من الموقف الهندي. إلا أنه يبدو أن الهند غير مقتنعة بذلك. ولكن هذا لم يجعل واشنطن تفقد الأمل في جذب الهند إليها. بينما يرى بعض المراقبين أن الهند قد تسعى إلى إحياء تحالف دول العالم الثالث الذي كان خلال الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي ودول الغرب، وأُطلق عليه مُسمَّى (الحياد الإيجابي). وإن كنتُ أعتقد أن هذا الاحتمال غير ممكن في الظروف الجيوسياسية الحالية في العالم. ولا يبدو أن رئيس الوزراء الهندي الحالي نارندرا مودي وحزبه الحاكم، المتطرف هندوكياً، بقادر على قيادة الهند لتكون قطباً عالمياً، نظراً للسياسة المتطرفة التي يتبعها بتشجيع الخلافات الدموية الحادة بين المسلمين الهنود، والمكوّن الهندوكي فيها. وتأييد عدد من أقطابه تصفية عرقية تُخلِّص الهند من أكثر من مائة مليون مسلم من مواطنيها.
إلا أن إدارة جو بايدن بواشنطن لم تفقد الأمل وحزبها الديموقراطي الحاكم في كسب الهند إلى جانبها، وتقول إن الهند تعهدت المشاركة مع الولايات المتحدة لإقامة نظام عالمي ليبرالي قائم على القواعد الديموقراطية، ولهذا فهناك أمل بأن تقف إلى جانب هذا النظام. وأعلنت مجموعة كواد (الرباعية) المكونة من الهند والولايات المتحدة وأستراليا واليابان عن مشروع للمجموعة تتشارك فيه بالمعلومات البحرية فيما بينها. إلا أنها فوجئت بعدها ببضعة أيام أن الهند اتفقت مع الصين للتعاون في الفضاء، وأنها ستشارك بقمرين، ضمن مجموعة من الأقمار الصناعية، لتوفير معلومات لدول البريكس (الصين والهند والبرازيل وروسيا وجنوب إفريقيا). وتواصل حكومة مودي التعاون مع الصين في المجال الأمني والفضاء، وشاركت القوات الهندية نظيرتها الصينية في تدريبات عسكرية تحت مظلة منظمة شنغهاي للتعاون.
مما لفت انتباهي مؤخراً الإعلان عن أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، سوف يعلن في مؤتمر قمة افتراضي خلال زيارته للشرق الأوسط الشهر القادم عن قيام ما سُمِّي بأنه (حوار لأربع دول، هي الولايات المتحدة والهند وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة)، من المتوقع حتى الآن أن يكون اسمه I2 U2 (حرف I للهند وإسرائيل، وحرف U للولايات المتحدة والإمارات المتحدة)، وقيل إن هذا تكتل حواري سيُركِّز على آسيا، ويسعى للتعاون الاقتصادي والسياسي في الشرق الأوسط وآسيا، بما فيها المناخ والطاقة والتنسيق في قضايا أخرى. وتساءلت، نظراً لعدم وجود تفسير مقنع، فيما إذا كانت هذه محاولة أخرى من واشنطن للتقرب إلى نيودلهي؟ وماذا ستكون تفاصيلها؟.