بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- انطلقت رحلة سمو ولي العهد الأمين لجمهورية مصر العربية والأردن وتركيا وذلك لمواجهة التحديات والعقبات التي تهدد مستقبل المنطقة واستقرارها وعملا على ترسيخ التعاون والتكامل الإقليمي وتنسيق الأدوار وترتيب الأوراق، ولما تتمتع به شخصية سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان من رؤية جادة تستشرف مستقبل المنطقة وما يملكه من فكر وعزيمة وهمة عالية وإرادة قوية تؤكد دومًا على أن الخطط التي يرسمها دومًا تحظى بعناية فائقة ومتابعة حثيثة لتؤتي ثمارها تتحقق على أرض الواقع، هذه السمات الشخصية والقيادية جعلت أنظار العالم تتابع باهتمام كبير تحركات وجولات سمو ولي العهد لأنها معدة ومخطط لها بمنهجية علمية ووفق أجندة محددة وتستهدف أمن واستقرار المنطقة ودعم الإصلاحات التي تصب في مصلحة الشعوب العربية وحل أزماتها. تم اختيار مصر لتكون المحطة الأولى في الجولة لما لها من ثقل ومكانة في المنطقة ومن التنسيق بين القاهرة والرياض باعتبارهما قطبي العالمين العربي والإسلامي وذلك لتأكيد وتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين ولترسيخ أواصر القربى بين القيادتين والشعبين على مر التاريخ، ومع كل هذه اللقاءات والاجتماعات بين قيادة المملكة ومصر تبعث دومًا الطمأنينة والراحة في نفوس شعوب المنطقة ويعلمون حينها أنهم مقبلون على مرحلة استقرار وثبات وقوة للمنطقة في مواجهة أي تهديد خارجي.
جولة ولي العهد لمصر أسفرت عن عدد من الاتفاقات والشراكات بلغت 14 اتفاقية بأكثر من 29 مليار ريال في مجالي الطاقة والتصنيع، والتي تؤكد على توجهات القيادة على فتح آفاق استثمارية جديدة وواعدة.
وحطت طائرة سمو ولي العهد في محطتها الثانية في مطار عمان الدولي ليستقبله عاهل الأردن جلالة الملك عبدالله الثاني، لتؤكد المملكة بقيادتها الحكيمة على تعزيز العلاقات الأخوية ولتوثيق العلاقات الاستراتيجية والمصالح المشتركة بين البلدين وتعد هذه الزيارة التاريخية الأولى لولي العهد بعد توليه ولاية العهد قبل خمس سنوات وتم خلال الزيارة مناقشة العديد من القضايا الإقليمية والدولية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين وتوقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مواجهة الفساد وبلغت استثمارات السعودية في الأردن حوالي 13 مليار ريال وتبلغ استثمارات التبادل التجاري 5 مليارات ريال عام 2020م
كما تناولت الزيارة بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الملف النووي الإيراني والجهود المبذولة على صعيد إنهاء الحرب في اليمن، وتعزيز العلاقات في شتى المجالات من خلال تفعيل مستمر لمجلس التنسيق السعودي الأردني الذي تأسس عام 2016م والذي يشرف على إعداد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية الهادفة إلى تنمية العلاقات ومتابعة تنفيذ البرامج والمشروعات المشتركة بما يحقق آمال وتطلعات قيادتي البلدين وشعبيهما الشقيقين.. وخلال هذه الزيارة الميمونة تم تقديم قلادة الحسين لولي العهد تقديرًا لسموه ولدوره الفاعل في تعزيز العلاقات واستقرار المنطقة وتكريمًا يليق بسموه.. لتكون هذه الزيارة بمثابة شراكة ملكية وتوأمة أخوية لعلاقات تضرب جذورها في عمق التاريخ وتستشرف المستقبل الآمن المستقر للمنطقة وشعوبها.
وخاتمة هذه الجولات كانت في العاصمة التركية أنقرة حيث تم بحث سبل التعاون المشترك بين البلدين وتعزيز العلاقات وتحقيق الشراكات التي تضمن استقرار المنطقة ورخاء شعوبها، ومناقشة الخطوات التي يجب اتخاذها لزيادة التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وتم توقيع عدة اتفاقيات بين تركيا والمملكة.
حفظ الله ولي العهد في حله وترحاله وزاده الله توفيقًا وسدادًا وهيبة ومكانة بين كل قادة العالم.