توجه جديد يتماشى مع العصر الحديث، تتبناه وزارة الثقافة في المملكة التي تبنت مشاريع تطويرية حديثة لخدمة المجتمع السعودي سواء كانت في مجال الموسيقى، أو السينما، أو المسرح، أو البرامج الثقافية الأخرى.
إن إنشاء هيئة الموسيقى لتعنى بموضوع تطوير وتعليم الموسيقى يؤكد مدى توجه المملكة لتعليم الجيل الحديث كل ما يختص بالموسيقى ضمن برامج تعليمية وتدريبية عالية المستوى وتنمية المواهب السعودية المتخصصة في علوم الموسيقى المختلفة وفنونها، وكما ذكر الفنان محمد عبده في زيارته لجامعة الأعمال والتكنولوجيا الأهلية بجدة مؤخراً بأن تعلم الموسيقى في الزمن الماضي لم يكن يعتمد على أسس علمية بل اعتمد على الهواية والتعلم من موسيقيين بطرق بدائية ولم يكن هناك نوتة موسيقية تدرّس لذلك الجيل، ولذلك كانت مخرجات الجيل القديم معظمها لهواة عاشقين للفن لديهم موهبة الغناء ثم تعلموا استعمال الآلات الموسيقية وتعلموا من رواد الفن والموسيقى في ذلك العهد.
وأنا أطالب اليوم بأن تتحول الهواية إلى علم يدرّس للجيل الجديد، وهو ما توجهت إليه هيئة الموسيقى وأنشأت مراكز لتعلم الموسيقى في المملكة، لا شك أن الموسيقى في العالم أجمع تمثل هوية ثقافية لشعوبها ولا شك أن بلادنا تفخر بأن لديها تاريخًا طويلًا قديمًا في مجال الموسيقى بأنواعها المختلفة، ولا شك أن إنشاء مراكز متخصصة لتعليم الموسيقى هي فكرة رائدة وأتمنى أن تدمج مناهج تعلم الموسيقى في المدارس من المراحل الابتدائية وأن تكون مادة من المواد الأساسية للتعلم وبالتالي سيسهل علينا تطوير متعلّمي الموسيقى في خلال مراحل تعلمهم حتى يصلوا للمرحلة الجامعية حتى إذا رغبوا بالتخصص في دراسة الموسيقى التحقوا بمراكز ومعاهد متخصصة كما هو موجود في بعض الدول العربية ومنها مصر والأردن وسوريا والمغرب ودول أخرى.
هذا طرح أطرحه اليوم بأن تفرض مادة الموسيقى في جميع مراحل الدراسة وتتطور من المرحلة الابتدائية إلى أن تصل إلى الجامعة كمواد اختيارية للطالب، أيضاً أتمنى أن تتوسع هيئة الموسيقى بإنشاء مراكز تعلم الموسيقى بجميع أنحاء المملكة وبالإمكان إبرام اتفاقيات تعاون مع الجامعات سواء الحكومية أو الأهلية لتكون هي مراكز لهيئة الموسيقى لتعليم الطلبة علم الموسيقى وفنونها المختلفة بلغة علمية وتحت إشراف مدربين موسيقيين معتمدين وذلك ضمن مبادرة هيئة الموسيقى بإنشاء أكاديميات الموسيقى الرئيسة.