عندما نتحدث عن بيئات العمل، وتشوهات بعض القيادات الوظيفية فيها، فهذا لا يعني عدم وجود الكثير من القدرات والكفاءات الإدارية التي استطاعت خدمة الوطن من خلال منظماتها، وتقديم نماذج احترافية مشرّفة للمسؤول الناجح والقدوة.. لكن لأن هؤلاء يُمثِّلون القاعدة الطبيعية المفترض وجودها في كل منظمة، فإن الحديث لا يجب أن يكون عنهم، بل عن ذلك الاستثناء (الفاشل) الذي من المهم تسليط المجهر عليه، من أجل التقويم والإصلاح أولاً، ثم للتنبيه والتحذير من العِلل التي سقطوا وأسقطوا منظماتهم فيها.. ومنهم الشريحة التي سنتحدث عنها اليوم، وهي شريحة (المتضخمون)، أو (المتورمون)، فوق المكاتب!.
والمتورمون لمن لا يعرفهم، أشخاص أصابتهم سُلطة المكاتب بتضخم في الذات، حجب عنهم الرؤية السليمة، وتسبب لهم بالكثير من الأمراض الإدارية والاجتماعية التي لم تفسد علاقاتهم بمن حولهم فحسب، بل ضربت حتى علاقتهم مع أنفسهم، فانشغلوا عن أعمالهم تحت تأثير ذلك الشعور الزائف بالعظمة الكذّابة؛ إلى المبالغة في تمجيد أنفسهم، إمّا من خلال إطلاق مسميات رنانة لا تتوافق مع واقعهم البائس، أو بالمبالغة في مكاتبهم التي غالباً ما تجدها تعجّ بالسكرتارية والموظفين و(صبَّابين) القهوة والشاي، وحملة المباخر، وهي مشاهد يُراد بها الإيحاء بكثافة عمل سعادته، وجسامة مسؤولياته، لكن الواقع يقول إنها مجرد هدر وعمالة زائدة، وديكور مصطنع، لتفخيم سعادة المتورم المسكين، الذي يتلذَّذ كل صباح باصطفاف تلك الحشود في انتظاره، كنوع من (البرستيج)، وإرضاءً لذاته المريضة، ولك أن تتصور كيف ينتفش ريشه وتنتفخ أوداجه وهو يرى جيشه الصغير وهم يمنعون هذا، ويصدون ذاك، بحجة أن سعادته مشغول جداً، ولا يستطيع (حك) أرنبة أنفه.
المضحك أكثر، أن المتورم يُصدِّق كذبته بعد فترة، فيتوهم أنه شخص مهم فعلاً، ويتجرأ على قول ما لا يفقه، ويحاول الانتصار لذاته في كل المواقف التي لم يستطع الانتصار فيها من قبل، لكن الإشكالية الكبرى تظهر؛ حينما يعتقد بأنه على صوابٍ مطلق، ويتصور أنه (أبخص) الناس بالمصلحة العامة، فيندفع إلى التجاوز وإيذاء الآخرين باسم المصلحة، دون تفكير، وبلا أدنى شعور بالذنب!.
المفارقة أن أكثر ما يجمع هؤلاء المتورمون؛ هو أنهم غير منتجين، رغم حبهم للبقاء في مكاتبهم حتى أوقاتٍ متأخرة، لكنه حب للمكتب وليس للعمل.. والخطير أنهم يبدون شراسة وعدوانية قوية عند محاولة أحد كشف هذا الواقع، أو حتى التشكيك فيه، فهذا في نظرهم تعديًا سافراً، وجرأة غير مقبولة.
إذا كنتَ تسأل الآن: مَن يصنع هؤلاء.. ومن يدفعهم للتمادي والمزيد من التورم؟، فسأقول لك: إنهم قطعان الأتباع والمنتفعين، الذين يعيشون على التطبيل، والتبرير والتلميع والتصفيق، إما خوفاً أو طمعاً أو تملقاً، ولا تتغير منهجيتهم هذه إلا عند خروج المتورم، فيبدأون بالانسحاب من حوله، والنفخ في صاحبهم الجديد!.
وجود المدير المتورّم كارثة على أي منظمة، وعلى العاملين فيها بشكلٍ أكبر.. فلا أصعب من أن تجد نفسك مضطراً للاختيار بين الانضمام لقوافل المطبلين والمنافقين، المسبّحين بحمد سعادته، آناء الليل وأطراف النهار، أو الاستعداد للتخلي عن كل حقوقك وفرصك وأحلامك الوظيفية.
والمتورمون لمن لا يعرفهم، أشخاص أصابتهم سُلطة المكاتب بتضخم في الذات، حجب عنهم الرؤية السليمة، وتسبب لهم بالكثير من الأمراض الإدارية والاجتماعية التي لم تفسد علاقاتهم بمن حولهم فحسب، بل ضربت حتى علاقتهم مع أنفسهم، فانشغلوا عن أعمالهم تحت تأثير ذلك الشعور الزائف بالعظمة الكذّابة؛ إلى المبالغة في تمجيد أنفسهم، إمّا من خلال إطلاق مسميات رنانة لا تتوافق مع واقعهم البائس، أو بالمبالغة في مكاتبهم التي غالباً ما تجدها تعجّ بالسكرتارية والموظفين و(صبَّابين) القهوة والشاي، وحملة المباخر، وهي مشاهد يُراد بها الإيحاء بكثافة عمل سعادته، وجسامة مسؤولياته، لكن الواقع يقول إنها مجرد هدر وعمالة زائدة، وديكور مصطنع، لتفخيم سعادة المتورم المسكين، الذي يتلذَّذ كل صباح باصطفاف تلك الحشود في انتظاره، كنوع من (البرستيج)، وإرضاءً لذاته المريضة، ولك أن تتصور كيف ينتفش ريشه وتنتفخ أوداجه وهو يرى جيشه الصغير وهم يمنعون هذا، ويصدون ذاك، بحجة أن سعادته مشغول جداً، ولا يستطيع (حك) أرنبة أنفه.
المضحك أكثر، أن المتورم يُصدِّق كذبته بعد فترة، فيتوهم أنه شخص مهم فعلاً، ويتجرأ على قول ما لا يفقه، ويحاول الانتصار لذاته في كل المواقف التي لم يستطع الانتصار فيها من قبل، لكن الإشكالية الكبرى تظهر؛ حينما يعتقد بأنه على صوابٍ مطلق، ويتصور أنه (أبخص) الناس بالمصلحة العامة، فيندفع إلى التجاوز وإيذاء الآخرين باسم المصلحة، دون تفكير، وبلا أدنى شعور بالذنب!.
المفارقة أن أكثر ما يجمع هؤلاء المتورمون؛ هو أنهم غير منتجين، رغم حبهم للبقاء في مكاتبهم حتى أوقاتٍ متأخرة، لكنه حب للمكتب وليس للعمل.. والخطير أنهم يبدون شراسة وعدوانية قوية عند محاولة أحد كشف هذا الواقع، أو حتى التشكيك فيه، فهذا في نظرهم تعديًا سافراً، وجرأة غير مقبولة.
إذا كنتَ تسأل الآن: مَن يصنع هؤلاء.. ومن يدفعهم للتمادي والمزيد من التورم؟، فسأقول لك: إنهم قطعان الأتباع والمنتفعين، الذين يعيشون على التطبيل، والتبرير والتلميع والتصفيق، إما خوفاً أو طمعاً أو تملقاً، ولا تتغير منهجيتهم هذه إلا عند خروج المتورم، فيبدأون بالانسحاب من حوله، والنفخ في صاحبهم الجديد!.
وجود المدير المتورّم كارثة على أي منظمة، وعلى العاملين فيها بشكلٍ أكبر.. فلا أصعب من أن تجد نفسك مضطراً للاختيار بين الانضمام لقوافل المطبلين والمنافقين، المسبّحين بحمد سعادته، آناء الليل وأطراف النهار، أو الاستعداد للتخلي عن كل حقوقك وفرصك وأحلامك الوظيفية.