* كان المواطن السعودي في الحقب الماضية، يعزف عن العمل في بعض الأعمال الحرة، لأنه يرى أنها لا تتفق والتقاليد الموروثة التي ألفها خلال مراحل حياته، مع أن ممارستها لا يتعارض مع دين أو عرف، وكسب الرزق الحلال.
* ومع تطور الوعي وازدياد المعرفة وتنوع العلوم، بين المواطنين ومع مسيرة النهضة الحديثة التي عمت أرجاء البلاد كادت تنحسر معظم تلك العادات والأعراف، ويزداد إقبال المواطنين على معظم الأعمال وخاصة بين الفئات غير المتعلمة والتي لم تمكنها ظروف الحياة من إكمال تعليمها، ومما يدعم ما شرحته آنفاً، ويجذب هذه الفئات للعمل الحر أياً كان نوعه ومستواه ما أطلقته وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية مؤخرًا من برنامج دعم العمل الحر للعاملين في نشاط توصيل الطلبات من خلال تطبيقات الهواتف الذكية بمبلغ يصل إلى ثلاثة آلاف ريال شهرياً، وذلك بعد الانتهاء من الفترة التجريبية والتحضيرية، للبرنامج لضمان جودة خدمة المستفيدين.
وأشارت الوزارة أن ذلك يأتي لمذكرة تفاهم أبرمت في وقت سابق وفق ضوابط واشتراطات معينة وعبر دعم زمنية (24) شهراً من تاريخ الإطلاق الرسمي، كما تأتي هذه المبادرة انطلاقاً من دور «الوزارة وهدف» في دعم جهود تأهيل القوى العاملة الوطنية وتوظيفها في القطاع الخاص والتوسع في استهداف أنماط الأعمال الأخرى ومنها العمل الحر، وسعياً منها في إيجاد ووضع برامج للتوطين من جهودها التكاملية للتوطين القطاعي لعدد من الأنشطة الاقتصادية.
* خاتمة: إن ما قامت به وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تعتبر مبادرة فاعلة وغير مسبوقة في مجال دعم العمل الحر للمواطنين، ويسهم ذلك إسهاماً فاعلاً في الحد من نسبة البطالة وبالتالي سيوجد هذا العمل فرصاً عديدة للمواطنين والمواطنات على مستوى مدن وقرى وهجر المملكة الشاسعة الواسعة وخاصة بين فئات من لم يتعلم أو يكمل تعليمه من الجنسين، وهي فرصة ثمينة يجب اغتنامها ممن تنطبق عليهم شروطها، وسيزداد الإقبال عليها في حالة شمول وتوطين هذه الوظائف.
ولاشك أن الوزارة والجهات المتعاونة معها في إطلاق هذا البرنامج والمبادرة المصاحبة له، حريصون على نجاح هذه العملية، وتحقيق المستهدفات التي خططت لها وتوسيع نطاقها وتوطينها لاستيعاب أكبر عدد من طالبي العمل فيها يزيد من جهود الإقبال عليها للإفادة من مزاياها الوظيفية حالياً ومستقبلياً.